تعليق سياسي : حرائق النخيل إبراهيم ميرغني قبل يومين حملت الأخبار نبأ مفاده استمرار عمليات حرائق النخيل المجهولة بالولاية الشمالية، حيث اندلع حريق هائل بجزيرة(نانارتي) بمحلية دلقو وقضى على(8)ألف نخلة وبعض المحاصيل ودمر بعض المنازل، وتسبب في نفوق أعداد مقدرة من الماشية. هذا الحريق الهائل يعيد ذكريات أليمة مع حرائق النخيل بالشمالية التي تكررت بذات السيناريو في مناطق وأوقات مختلفة محدثة خسائر فادحة في الأموال والممتلكات. ولأنَّ كل تلك الحرائق قُيِّدت ضد مجهول ولم يحقق بشأنها بشكلٍ جدي، فإن الربط بينها وبين مؤامرة تهجير المواطنين في تلك المناطق لصالح قيام سد كجبار يبدو منطقياً، خاصةً في ظل الرفض الشعبي الكبير لقيام السد من أساسه وسط محاولات محمومة من الجهات الرسمية لشق حنك أهالي المنطقة أوالتهديد والوعيد. ولابد أن يكون وراء تلك الحرائق جهة ما مستفيدة من سد كجبار، كما استفادت جهات معينة من تهجير المواطنين وبناء سد مروي والدليل أن مناطق الحرائق ظلت تنعم بالهدوء دون حرائق لآلآف السنين، فلماذا في هذا الوقت بالذات تنتشر الحرائق وفي النخيل وهو عماد الناس الاقتصادي في تلك الأرجاء. وطالما ظلت الجهات الرسمية تتستر على مشعلي الحرائق، واجب الناس هناك السعي لكشف الفاعل والمزيد من التذمر ضد التهجير وإغراق المنطقة لتلقين المتآمرين درساً لا ينسوه. ومن قبل ذلك فإن هنالك من تضرر وفقد كل ما يملك من جراء الحرائق المفتعلة والواجب هو التضامن والتآزر ومد يد العون لمن فقدوا ممتلكاتهم؛ وهو ديدن السودانيين المخلصين الذين يتضامنون في الملمات يغيثون الملهوف ويكرمون الضيف ويسندون الضعيف.