[email protected] ماذا تريد هذه الصحيفة من أبناء دارفور ، وهي تلاحقهم أينما حلوا وتنسج حولهم الأكاذيب ، وتستعدي ضدهم الدنيا و تؤلب عليهم الغريب ، أي سلام عادل لمنبر بُني على البغض والكراهية وأرسيت دعائمه على العنصرية النتنة كما وصفها الرسول الكريم ، أي زور وبهتان يدعيه أهل هذا المنبر وهم يتحدثون عن السلام العادل ،إنّ العدالة أسمى و أعظم من أن يدعيها و يدعو إليها من لم يتسطع التحرر من هذا الداء العضال ، وهذه العقدة النفسية التي تدعي التفوق العرقي والسيادة الكاذبة والأفضلية المدعاة ، وتعاليم الدين ومباديء الإسلام التي أرساها واضحة وبيّنة ومحكمة غير متاشبه بأن لا فضل لعربي على أعجمي أوأبيض على أسود إلا بالتقوى ، فالتقوى هو معيار التفاضل والتمايز، وحتى القوانين الوضعية توصلت إلى هذه المباديء فعملت بها الأمم والشعوب فارتقت وسمت ، فكيف بقوم ينتسبون إلى الدين الإسلامي الحنيف ، ويرفعون شعارات الشريعة الغراء ويرددونها صباح مساء ، ثم يأتون المنكرات من أوسع أبوابها ، يرفعون شعار ات السلام ويعادون الآخرين ، ويتحدثون عن العدل ويظلمون الناس .. من يتابع صحيفة الانتباهة يجد أنها تتبنى خطاً عدائيا واضحا ضد أبناء الهامش بصفة عامة و أبناء دارفور بصفة خاصة والغريب في الأمر أن بعض هذه الأقلام التي تخوض في هذا الوحل الآسن النتن هي أقلام لبعض أبناء الهامش أنفسهم ، وما هؤلاء في نظر صاحب المنبر وصحيفته العنصرية إلا رقيق وخدم لا غير ويكفينا شهادة أنّ بعضا من هؤلاء( الكتبة) وحينما تضاربت المصالح وجدثت الخلافات حول موارد الصحيفة ، ذهب إلى وصف سيدهم ، صاحب النسب الشريف بالعنصري وكأنما سُكّرت أبصارهم من قبلُ..إنّ الخط الذي تتنباه هذه الصحيفة ومحرروها ضد أهل دارفور يوجب اتخاذ موقف واضح أقله مقاطعة هذه الصحيفة والعمل على فضح عنصريتها وكشف ما تقوم به من دور أصيل في تعريض حياة أهل دارفور للخطر، فقد لعبت الصحيفة دورا كبير وروجت لأكاذيب ساهمت في مقتل عدد من السودانيين أغلبهم من أبناء دارفور إبّان الثورة الليبية ، بالإضافة إلى تلك التصريحات الخرقاء التي أدلى بها بعض المسؤولين الرسميين ، وهم في الحقيقة غير مسؤولين، وحينما انفجرت الأوضاع في الجنوب ظلت الصحيفة تعمل في ذات الاتجاه ، حتى تحققت ما تصبو إليه من غاياتها البغيضة في مجزرة بانتيو فوشحت صفحتها الأولى وبالخط العريض، ما يُنبئ عن فرحة كبرى بما جرى لأبناء دارفور العزُّل الذين ضاقت بهم أرض السودان بما رحبت ، فلجأوا إلى دولة الجنوب يبحثون عن سعة الرزق ، ولقمة يسدون بها رمق أهلهم وذويهم بالمعسكرات، فإذا بهم يذبحون كما تذبح البهائم وهم يحتمون بالمساجد ظنا منهم أنّ القتلة لهم أخلاق تمنعهم من انتهاك قدسية دور العبادة ، وأهل الانتباهة الذين يتباكون ويبدون حرصهم الكذوب على الدين والمساجد ودماء المسلمين كما نراهم اليوم يتحدثون عن أهل غزة لم يذكروا يومذاك حرمة المسجد وحرمة الدماء الطاهرة التي سالت بل انتشوا فرحا ، واستبقوا كل الصحف بنشر الخبر : وهو مقتل ثلاثمائة وخمسين من جيش العدل والمساواة و أسر أربعمائة وخمسة عشر منهم ، هكذا جاء العنوان العريض إن لم تخني الذاكرة أو شيء من نحو ذلك ، إنّ هذا الرقم الهائل من الأسرى والقتلى لم يحدث حتى في غزوة أم درمان ، فكيف يحدث في بانتيو لقوة مسلحة ومتمرسة على القتال على مدى عشر سنوات ، إن قتلا و أسرا من هذا النوع لا يمكن أن يحدث أو يقع إلا على قوم عزل ، وهو بالفعل ما حدث لأبناء دارفور بصفة خاصة وغيرهم من أبناء السودان الذين دفع بهم جبروت السلطان وضنك العيش إلى البحث عن حياة أفضل في مظانّ الموت ومخابئ الردى ،ومع ذلك تأبى الأقلام المترتزقة إلا أن تلصق التهم وتغبّش الحقائق ، لا شيء إلا للتشفّى وبدون سبب، ماذا يستفيد هؤلاء حينما يُموت كل هذا العدد من أبناء الوطن (سبملا ) في دولة أخرى ، وهي عدو لدود في نظر أصحاب ذات الصحيفة ، وماذا يرجو الناس من منبر لا يسعد أو يطرب إلا للشر ؟ وهنا أذكر موقفا هزّني وما زال ، مقارنة بموقف "الانتباهيين" فعندما قُتل ابن لادن أجرت قناة العربية على ما أظن استطلاعا في الشارع الأمريكي ، ومن ضمن المستطلعين فتاة أمريكية صغيرة ، تبدو في العقد الثاني من عمرها ، وعندما سألها المراسل عن مدى شعورها تجاه مقتل ابن لادن ، ردت بأن الأنسان يجب ألا يفرح لمقتل أي إنسان ، تأملوا هذا الرد وقارنوا..وبالعودة إلى مواقف الصحيفة العدايئة ، فإن آخر انتاجها من الكذب الرخيص أن أبناء دارفور بإسرائيل وتحديداً أفراد من حركة عبد الواحد يقاتلون في غزة إلى جانب الجيش الإسرائيلي ، إنها لدعاية رخيصة وكذب وبهتان كبير ، وجهل من صحيفة لا يملك" كتبتها" أدنى درجة من درجات الذكاء الصحفي ، ناهيك عن تجردهم من الأخلاق التي لم يتحلو ا بها – أصلا – يوما من الأيام ، وذلك لخطورة مثل هذه الأخبار على حياة السودانيين ليس في إسرائيل فحسب بل أينما وجدوا , فهم هدف لأي مواطن فلسطيني متى سنحت له الفرصة في أي دولة من دول العالم ، وهو غرض لكل طائش يصدق مثل هذه الترهات ولا سيما من جماعات الهوس الديني التي تنشط هذه الأيام ، إنه استعداء ضدنا من كل مسلم لم يتحّرى مثل هذا الفجور ..وفيما يتعلق بمهنية الصحيفة في نشر مثل هذه الأضاليل ، فقد فات على" المسليمات" وصانعي الكذب أنّ الجيش الإسرائيلي جيش مدرب تدريب عالٍ ويقاتل بمهنية عالية ، وأنّ "دُويلة "اليهود هذه تُنفق ملايين الدولارات مقابل تأهيل الجندي الواحد ، فالجيش الإسرائيلي ليس جيشا عشوائيا ، تسنده المليشيات واللصوص و أصحاب الكدمولات الزرقاء أو الخضراء والرجرجة و الأوباش ، حتى يستعين بالأجانب من أمثال أفراد جيش عبدالواحد ، أو العمال الجوعى الذين سافروا يبحثون عن لقمة العيش ، ومأمن في أرض العدو : إلى ومن نكد الدنيا على الحُرّ أن يرى * عدوا ما له من صداقته بدُّ إنها كذبة بليدة ، وجهل وغباء صحفي بيّن ، وحقد وعنصرية منتنة ليس إلّا ..سؤالي إلي أهل الانتباهة : مادام جيش عبد الواحد يقاتل في صفوف الجيش الإسرائيلي في غزة ، فلماذا لم تذهبوا أنتم وتقاتلون في صفوف حماس ..لماذا أنتم ههنا قاعدون ؟ ..