قالت الاممالمتحدة ان أكثر من 300 أمرأة وطفل فروا من منطقة ابيي المتنازع عليها في السودان يوم الخميس بعد قتال استمر ثلاثة أيام وخلف عشرات القتلى. ويقول محللون ان أبيي واحدة من أكثر الاماكن المرجحة لنشوب قتال في السودان في الوقت الذي يستعد فيه الجنوب للانفصال عن الشمال والمقرر في يوليو المقبل. وصوت الجنوبيون بأغلبية ساحقة في يناير الماضي لصالح الاستقلال بموجب اتفاق السلام المبرم عام 2005 والذي أنهى حربا دامت عقودا. ومازال الخلاف بين الجانبين على أبيي وهي منطقة خصبة منتجة للنفط على الحدود بين الشمال والجنوب يستخدمها بدو قبيلة المسيرية الشمالية وقبيلة الدنكا المرتبطة بالجنوب. وحثت واشنطنوالاممالمتحدة وغيرهما من القوى العالمية التي توسطت في اتفاق السلام زعماء السودان على تسوية أزمة ابيي وتجنب العودة للحرب . وقتل ما يقدر بنحو أربعة ملايين شخص في الصراع الذي زعزع استقرار المنطقة. واشتبكت القوات الحكومية الشمالية والجيش الشعبي في أبيي عدة مرات منذ التوقيع على اتفاق السلام. وقال مسؤولون من قبيلة الدينكا في أبيي ان مقاتلي المسيرية المدعومين بميليشيات تساندها الخرطوم هاجموا مركزا للشرطة في احد القرى يومي الاحد والاثنين ثم انتقلوا الى قرية أخرى يوم الاربعاء. بينما اتهم مسؤولون من المسيرية الجيش الشعبي لتحرير السودان الجنوبي ببدء القتال بمهاجمة خيام البدو. ونفت الخرطوم وجيشا الشمال والجنوب أي تدخل. وقالت المتحدثة باسم الاممالمتحدة ( في الساعات الاولى من الصباح (الخميس) غادرت 300 امرأة وطفل باتجاه الجنوب.) وقال مصدر دبلوماسي لرويترز (يوم الاربعاء شهدنا دفن 33 جثة. نعتقد انهم ضحايا الاشتباكات السابقة) . وذكر المصدر أن بعض القتلى كانوا يرتدون زي الشرطة وأن جميعهم جنوبيون. وتم دفن الجثث بالقرب من بلدة أبيي جنوبي المكان الذي تردد أن القتال وقع فيه. وتصاعدت التوترات مع بدء موسم الارتحال عندما يرعى بدو المسيرية ماشيتهم عبر ابيي جنوبا بحثا عن المراعي الخضراء . وتباينت تقديرات القتلى بدرجة كبيرة. فقالت ادارة أبيي المشتركة بين الدينكا والمسيرية ان عشرة اشخاص على الاقل قتلوا يوم الاحد وستة يوم الاربعاء. وقال فيليب اجوير المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان ان اكثر من 70 شخصا ربما قتلوا منذ بداية الاسبوع . ومن جهة اخرى صرح مساعد وزيرة الخارجية الامريكية للشؤون العامة فيليب كراولي للصحافيين ان بلاده ( تدين اعمال العنف التي وقعت هذا الاسبوع في منطقة (ابيي) وتحث كل الاطراف على الامتناع من اتخاذ اجراءات او الادلاء بتصريحات قد تؤدي الى زيادة التصعيد في التوتر هناك ). وقال كراولي ان ( الولاياتالمتحدةالامريكية تدعو السلطات المحلية والاقليمية في المنطقة الى ضمان فتح الطرق والممرات لبعثة الاممالمتحدة في السودان بهدف الوصول اللازم لمناطق القتال لحماية المدنيين و زيادة الدوريات هناك اضافة الى التعاون مع القادة المحليين لاستعادة التهدئة ). وأشار كراولي الى ان الادارة الامريكية ( ترحب بالاخبار التي ذكرت بان المسؤولين من الشمال والجنوب يخططون للاجتماع في مدينة (ابيي) لوضع الترتيبيات النهائية لنزوح سلمي تماشيا مع الاتفاقات التي تم التوصل اليها). بيد انه قال ( اننا في الوقت ذاته نحث الاطراف المشاركة في اتفاقية السلام الشامل لعام 2005 الى تكثيف جهودهم للتوصل الى اتفاق حول الوضع النهائي لمنطقة (ابيي) وفقا ل(بروتوكول ابيي) وحكم محكمة التحكيم الدائمة الدولية).