تحضن ابيي اليوم اجتماعاً بين الشريكين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية تحت رعاية الاممالمتحدة لبحث النزاع حول منطقة ابيي وتطورات الاحداث الاخيرة، وبينما أعلن وزير الداخلية المهندس ابراهيم محمود عن احتواء التوتر في منطقة أبيي، مؤكداً أن الأوضاع بالمنطقة هادئة وذلك بفضل الجهود التي بذلتها الحكومة الاتحادية وحكومة الجنوب ووالي جنوب كردفان ورئيس ادارية أبيي في احتواء الموقف بالمنطقة. ادانت الولاياتالمتحدةالامريكية أمس اعمال العنف التي وقعت اخيرا في منطقة (ابيي) داعية كل الاطراف المعنية في السودان الى الامتناع من تصعيد التوتر والاضطربات. وكشف الوزير، عقب اجتماع التأم أمس بين نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه ووزيري الداخلية والدفاع ،عن توجيهات لوالي ولاية جنوب كردفان أحمد هارون، ومدير ادارية أبيي دينق أروب، وعدد من المسؤولين بحكومة الجنوب اليوم، بالتوجه الي ادارية أبيي ، متوقعاً أن تسهم الزيارة في تهدئة الاوضاع وبث الطمأنينة في نفوس سكان المنطقة. وقال وزير الداخلية ،ان مجموعات من الشرطة الاتحادية وصلت الي أبيي مع بداية اندلاع الأزمة، وأشار لالتزام الداخلية الكامل بما تواثق عليه من قبل في اجتماع كادقلي، منوهاً الي أن قوات حفظ السلام في ادارية أبيي عبارة عن قوات مشتركة . من جهتها، أكدت لجنة الأمن والدفاع بالمجلس الوطني أنها بصدد استدعاء وزيري الدفاع والداخلية والسلطات المختصة لتنوير اللجنة حول الاوضاع الأمنية العامة بالبلاد، لا سيما في أبيي وولايات دارفور الثلاث. وشهدت أبيي أمس هدوءاً حذراً ، ولم تتواتر أي معلومات حول اشتباكات. وقال رئيس لجنة الدفاع والأمن بالبرلمان محمد مركزو كوكو، ان لجنته قررت تسجيل زيارة لأبيي وولايات دارفور الثلاث للوقوف على الأوضاع الأمنية على الأرض، وحمل الحركة الشعبية مسؤولية أحداث أبيي الأخيرة، واضاف ان ما قامت به من اجراءات غير مبرر. وفي السياق، قال زعيم الدينكا نقوك السلطان كوال دينق كوال ل«الصحافة»، ان أبيي شهدت أمس هدوءاً حذراً، لا سيما وأن هناك جهات رسمية تطالبهم بالتهدئة. وأكد ان المسيرية عادوا من الطريق بعد ان كانوا قاصدين لمنطقة تاج اللي لمهاجمتها، وقطع ان الاحداث الاخيرة أثبتت أن الرئاسة غير معنية بأبيي. من ناحيته، قال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمى خالد سعد ،ان عدم تنفيذ اتفاق الترتيبات الأمنية الذي تم توقيعه فى كادقلى من قبل إدارة منطقة أبيى ،والقاضي بسحب شرطة الحركة الشعبية الإضافية من كل منطقة أبيى ،أدى الى نشوب احتكاكات مع الرعاة الذين تحرشت بهم. واضاف الصوارمى ل»سونا»، ان وجود هذه الشرطة غير الشرعي أصبح مثارًا لسلسلة من الصراعات والتوتر بالمنطقة،مؤكداً أن القوات المسلحة التزمت مواقعها خارج منطقة أبيى ،وفق ما نص عليه الاتفاق، ولم تشارك فى هذا الصراع سواء بالمدفعية أو الطيران أو دعم أي طرف ضد الآخر، قائلاً « غير أن القوات المسلحة تولى هذه الأحداث اهتماما كبيرًا وتراقب الموقف بكل دقة حتى تصل المنطقة الى الأمن والاستقرار المنشودين». و قالت الاممالمتحدة، ان أكثر من 300 أمرأة وطفل فروا من منطقة أبيي أمس،بعد قتال استمر ثلاثة أيام وخلف عشرات القتلى. وقالت المتحدثة باسم الاممالمتحدة هوا جيانغ، ان مسؤولين بالمنظمة سمعوا طلقات نار متفرقة خارج أبيي في الصباح، لكنهم لم يجدوا دلائل على هجوم فيما بعد،بينما اعلن مصدر دبلوماسي انهم شاهدوا في وقت سابق دفن 33 جثة لاشخاص حوصروا وسط أعمال العنف. وأشار مسؤولون من قبيلة الدينكا في أبيي، ان مقاتلي المسيرية المدعومين بميليشيات تساندها الخرطوم هاجموا مركزا للشرطة في احدى القرى يومي الاحد والاثنين ثم انتقلوا الى قرية أخرى يوم الاربعاء،بينما اتهم مسؤولون من المسيرية الجيش الشعبي ببدء القتال بمهاجمة خيام القبيلة. وفي السياق ذاته تحضن ابيي اليوم اجتماعاً بين الشريكين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية تحت رعاية الاممالمتحدة لبحث النزاع حول منطقة ابيي وتطورات الاحداث الاخيرة ، بينما اعلنت الحركة الشعبية عن نفاد صبرها حيال مايجري في المنطقة واكدت انها ستتخذ القرار الصحيح وتحدت تحميلها مسؤولية الاحداث الاخيرة بالمنطقة ،مبينة انها تمتلك نسخاً تم تصويرها عبر الاقمار الاصطناعية للتحركات الخاصة بالاحداث واتهمت مسؤولين في الحكومة بالوقوف خلف تلك الاحداث . وقال القيادي في المكتب السياسي للحركة دينق الور ل «الصحافة « ان الحركة رصدت تماما ماوقع من احداث بشمال ابيي واخطرت الاممالمتحدة والمنظمات الدولية بمجريات الاحداث ووضعت شهود عليها ،ولوح باتخاذ القرار الصحيح «ولايمكن ان نحتمل اكثر من ذلك لان ما تم في ابيي كفاية وتعدى الخطوط الحمراء بعد ان تجاوز مافقد فيها من ارواح المائة « ، وقال ان لديخم الف خيار لحل قضية ابيي ،لكننا عطلناها لالتزامنا للاتفاقيات ،واضاف «يمكن ان نفعل مثلهم وان لا نلتزم بالاتفاقية ولا البرتكول ولا بمخرجيات محكمة لاهاي . واكد ألور ان كل التحركات التي تمت من قبل المسيرية والجيش السوداني والامني ومسؤولي الحكومة مرصودة ،واشار الي ان لديهم معلومات من داخل حزب المؤتمر الوطني والمسيرية حول المخططات بشأن ابيي ،وذكر ان هناك جهات رصدت عبر الستلايت « القمر الصناعي « التحركات والهجمات التي وقعت بابيي وقطع بان الحركة تمتلك نسخ منها ،وقال دينق ان اجتماع اليوم بابيي سيشهده من جانب الحركة شخصه ونيال دينق ومن جانب الوطني صلاح عبد الله قوش والدرديري محمد احمد وقال ان مشاركتهم في الاجتماع جاءت فقط من اجل رعاية الاممالمتحدة للاجتماع ،مشيراً الى سيبلغون صراحة ان كان رؤيتهم لحل القضية عبر العمل العسكري «نحن مستعدون لذلك تماما من جانبها ادانت الولاياتالمتحدةالامريكية أمس اعمال العنف التي وقعت اخيرا في منطقة (ابيي) داعية كل الاطراف المعنية في السودان الى الامتناع من تصعيد التوتر والاضطربات. وقال مساعد وزيرة الخارجية الامريكية للشؤون العامة فيليب كراولي للصحافيين ان بلاده « تدين اعمال العنف التي وقعت هذا الاسبوع في منطقة (ابيي) وتحث كل الاطراف على الامتناع من اتخاذ اجراءات او الادلاء بتصريحات قد تؤدي الى زيادة التصعيد في التوتر هناك «. وقال كراولي ان « الولاياتالمتحدةالامريكية تدعو السلطات المحلية والاقليمية في المنطقة الى ضمان فتح الطرق والممرات لبعثة الاممالمتحدة في السودان بهدف الوصول اللازم لمناطق القتال لحماية المدنيين و زيادة الدوريات هناك اضافة الى التعاون مع القادة المحليين لاستعادة التهدئة «.وأشار كراولي الى ان الادارة الامريكية « ترحب بالاخبار التي ذكرت بان المسؤولين من الشمال والجنوب يخططون للاجتماع اليوم في مدينة (ابيي) لوضع الترتيبيات النهائية لنزوح سلمي تماشيا مع الاتفاقات التي تم التوصل اليها». بيد انه قال « اننا في الوقت ذاته نحث الاطراف المشاركة في اتفاقية السلام الشامل الى تكثيف جهودهم للتوصل الى اتفاق حول الوضع النهائي لمنطقة (ابيي) وفقا ل(بروتوكول ابيي) وحكم محكمة التحكيم الدائمة الدولية».