اعتقل جهاز الامن الدكتورة مريم الصادق المهدي مساء الامس الاثنين من سلم الطائرة بمطار الخرطوم . وكانت الدكتورة مريم عائدة من باريس بعد اشتراكها في حوار حزب الامة والجبهة الثورية الذي اثمر اعلان باريس الموقع بين الطرفين الجمعة 8 اغسطس . واظهرت سلطات حكومة المؤتمر الوطني التي يعتمد بقاؤها على زرع الخلافات بين القوى السياسية الرئيسية اضطرابا واضحا في الموقف من اعلان باريس ، فبينما هاجمه البعض زاعما انه ( مؤامرة صهيونية ) ! ، اختار اخرون التخريب والتشكيك بادعاء ان المهدي ابتعث من طرفهم لتوقيع الاعلان لمزيد من دق الاسفين بين القوى المعارضة ، فيما فضل البعض الآخر – الذي فهم دلالات الاعلان كإحكام لعزلة النظام مما يمكن ان يمهد للانتفاضة – فضل ان يركز على ما أسماه ( ايجابيات الاعلان ) عله يستطيع ان ينفذ مرة اخرى لكسب الوقت وزرع الفتن من جديد ، ولكن يبدو ان النظام في النهاية انحاز لتوجهات رئيسه الانتحارية الذي سبق وقال ان العلاقة مع الجبهة الثورية خط احمر فاعتقل مريم .