شمائل النور [email protected] تابعت قصة الطالب السوداني الذي مات في الهند،قبل أن يصدر اتحاد الطلاب هناك بيانا يوضح ويؤكد ما جرى وفقا لما تناقلته المصادر وللأسف بتفاصيل أكثر قتامة،ولمن فاته متابعة القصة،باختصار،شاب سوداني يدرس في الهند،تعرض لحادث نهاية شهر يوليو نُقل على اثره إلى المستشفى الذي بقى فيه حتى فارق الحياة يوم 17 من شهر أغسطس الجاري،إدارة المستشفى تحفظت على الجثمان ورفضت تسليمه إلا بعد سداد قيمة العلاج والعمليات التي أجريت للمتوفي،وقبل أن يصل الوضع إلى هذه المرحلة قام زملاؤه بتجميع جزء من المبلغ عبر الجاليات الأخرى وبعض الخيّرين،مضاف إلى المبلغ الذي وفرته الأسرة وبعد تخفيض من إدارة المستشفى،السفارة في البداية وافقت ووعدت بإنهاء الأمر مع إدارة المستشفى وطلبت المستندات،زملاء المتوفي سلموا السفارة المستندات المطلوبة والتي تؤكد أنه كان بالمستشفى وخضع لعدد من العمليات،بعد الوفاة الزملاء تفاجأوا برفض إدارة المستشفى تسليم الجثمان لأن السفارة لم تدفع المبلغ الذي التزمت به لإدارة المستشفى كما التزمت به لشقيق المتوفي حينما كان حيا،كان رد السفارة لزملاءه "قولو للمستشفى ما عندنا قروش خلو الجثمان عندكم"،أي بمعنى أكثر وضوحاً السفارة ترى أن إدارة المستشفى ستضطر في نهاية الأمر للتخلص من الجثمان لأنها قد تحتاج الحيز الذي يشغله الجثمان،ثم إلى متى ستحتفظ بجثة،ستتخلص منها حتى لو حرقتها،نعم هذه سفارة للسودان بالخارج،الصدمة ليست فقط في أن السفارة تهمل رعاياها أحياء وموتى،لأن هذا المشهد بات متكرراً لعدد من سفارات السودان بالخارج،لكن الصدمة في أسلوب اللصوصية الذي تعاملت به السفارة هناك،وبإسم السودان،التزمت لإدارة المستشفى بسداد قيمة العمليات والعلاج حينما كان حياً،وبعد الوفاة تراجعت عن التزامها،لأنه بالنسبة لها لا قيمة لدفع مبلغ في جثة..الحادثة تذكر بأوضاع السودانيين في ليبيا قبل أيام معدودة،فيما أجلت كل سفارات العالم رعاياها،خارجيتنا هنا غالطت الواقع وقالت إن الوضع في ليبيا لم يصل مرحلة إجلاء الرعايا،ولولا ما انتشر على المواقع من خبر صادم وتم تداوله بشأن طائرة سودانية وصلت الأراضي الليبية وأجلت جرحى يتبعون للمليشيات الإسلامية هناك لعلاجهم لم تكن السفارة لتتحرك بعدها وتجهز طائرة لإجلاء السودانيين بعد مقتل عدد منهم،الأولوية ليست للسودانيين هذا ما ينبغي أن يفهمه من بالخارج،أولويات السلطة تختلف عن الأولويات المتعارف عليها،وعلى أي حال الإنسان السوداني يأتي في آخرها،حادثة الجثمان هي سلسلة لحوادث هوان يتعرض لها عدد من السودانيين بالخارج مقابل موقف لا مسؤول من قبل بعض السفارات بالخارج،لكن أن يصل الأمر لدرجة التهاون في إكرام ميت،فالأمر تجاوز كل الحدود الأخلاقية المتعارف عليها،لكنه في الآخر ليس غريباً