اكتظت قاعة حزب الأمة نهار أمس بالحضور المتنوع والمميز للمؤتمر الصحفى الذى دعت له مبادرة لا لقهر النساء بخصوص قضية طالبات دارفور واللاتى تم انتهاكهن والتحرش بهن من قبل أفراد أمن النظام .. وارتفعت المشاعر الوطنية وسالت دموع البعض عندما طالبت الاستاذة أمل هبانى مديرة المنصة الحضور للوقوف لتحية العلم ، اذ كانت القاعة تشكل لوحة للوحدة السودانية والوطنية حيث تواجد طلاب تجمع طلاب دارفور بالجامعات العليا وعدد مقدر من الحركات الشبابية وهئية محامى دارفور ونساء المجتمع المدنى والاحزاب السياسية ، وجلست على المنصة الاستاذة سارة نقدالله والاستاذة سميرة مهدى والدكتورة احسان فقيرى ، وكان من بين الحضور الاستاذة اسماء محمود محمد طه وعدد كبير من الناشطات. ابتدرت المنصة المؤتمر بالحديث حول الانتهاكات المتعددة للنظام وعدم احترامه لأبسط قواعد حقوق الانسان ووصفت اخلاء الداخلية بانه لم يراع قداسة العيد ولم يتحل بالقيم السودانية. واتاحت المنصة الفرصة لطالبات البركس من دارفور لسرد وقائع القضية حيث ابتدرت حديثها :" نحن نساء ولكننا قويات..لقد أتينا من مناطق النزوح ونحن نرفع الامال رغم ما نمر به لنتعلم.. فنحن مؤمنات بان التعليم هو مفتاح التغيير.. نحن نعانى فى حياتنا اليومية ولكن رغم ذلك نواصل تعليمنا..فى يوم 25 عدنا من محاضراتنا لنتفاجأ بامهالنا فقط 72 ساعة للاخلاء ولم يتم توفيق أوضاعنا وتفاجأنا بان ادارة الصندوق اقتحمت علينا الداخلية وقامت بانتهاك الطالبات والتحرش بهن وتم اعتقال عدد 16 طالبة. تم اطلاق سراح ثلاثة هن سوزان عمر.فدوى احمد. حنان. وقالت نحن نحمل الادارة الصندوق أولا المسئولية بقيادة رئيس الصندوق نفسه ورئيس حرس الداخلية وقوات الدعم السريع… وختمت حديثها بانهن يشكرن الشعب السودانى على وقفته معهن ويطلبن من اصحاب الضمير الانسانى الوقوف معهن لمعرفة اماكن اعتقال المختطفات ولاطلاق سراح المعتقلات وتوفيق أوضاع الطالبات اللاتى يتواجدن الان بدون اى شىء من ممتلكاتهن سوى ملابسهن التى على اجسادهن ودون هوياتهن وبطاقاتهن الجامعية وبعضهن يواجهن ظرف امتحانات…وشكرا للمبادرة وكل السودانيين. الطالبة فاطمة فضل حيت الحضور وذكرت ان الانتهاك الذى حدث أعاد لذاكرتهن أيام الحرب الصعبة وشعور الهلع والذل..وقالت ان الطالبات كن بملابسهن المنزلية حين دخل عليهن الرجال بلا وازع وتم انتهاكهن جنسيا واهانتهن عنصريا..وقالت ان ما تطالب به هو اطلاق سراح المعتقلات حيث علمن من اللاتى أطلق سراحهن ان الطالبات يواجهن معاناة شديدة فى المعتقلات. ومن ثم تحدثت الاستاذة سارة نقد الله للحضور وقالت ان منهجية الظلم تمتد من دارفور لتلاحق ابناء دارفور بالخرطوم.وشكرت المبادرة لتناديها لقضية سودانية وقامت بتشكيل لجان لمعالجة ازمة الطالبات ولرفع الصوت لاضافة جريمة اقتحام الداخليات لتضاف الى الجرائم ضد الانسانية للنظام.وذكرت ان اللجان التى تشكلت منها لجنة قانونية ستتابع المسار القانونى فاتفاقية الدوحة نصت على معاملة خاصة لطلاب دارفور. وستضع مدراء الجامعات أمام مسئولياتهم..كما ستتشكل لجنة سياسية لان هذا شأن سياسى يستدعى فعل سياسى..كما تشكلت لجنة ايواء تقوم الان بعملها على أكمل وجه..ومشاركة الشباب والمرأة اليوم توضح انها قضية مجتمع. كما خاطبت الاستاذة سميرة مهدى الحضور بان ذكرت ان قضية الطالبات هى امتداد لحرب دارفور ولابد ان تتحمل القوى السياسية المسئولية فالانتهاكات لتى ذكرتها الطالبات هى ذات الانتهاكات فى دارفور لم ينقص سوى اطلاق الرصاص…والقوى السياسية التى تلاحق مايدعى بالحوار هى تلاحق سراب فقط وبدلا عن ملاحقة السراب عليها اتخاذ موقف قوى وواضح…وختمت حديثها بانهم يريدون ان يوصلوا دارفور لما وصل اليه الجنوب ولكننا لن نقبل..لن نقبل.. الطالبة وفاق قرشى قالت ان تضامن الطلاب هو الحماية للحقوق الطلابية وان الحركة الطلابية لن تقف مكتوفة الايدى أمام الاهانات التى حدثت لطالبات دارفور وان قوات الأمن كانت ترافقها ادارة الصندوق والحرس الجامعى واننا لابد وان نلتف ونتحد للوقوف بوجه التحرش بالطالبات والتعدى على اى طالبة هو تعدى على كل تاريخ ونضال الحركة الطلابية. وعن تجمع طلاب دارفور تحدث الطالب كمال وقال ان طلاب دارفور لايزيدهم الظلم الا صلابة ووجه رسالته الى الطالبات الشريفات اللاتى رفضن الظلم ووقفن بقوة للمطالبة بحقهن فى السكن.وقال لهن " انتن ثابتات ورسالتكن قوية" كما حمل الصندوق المسئولية الكاملة وادارات الجامعات التى تنتمى لها الطالبات ، فهن ينتمين لجامعات لم يأتين من الشارع ولم يفتح الله على اى مدير ببيان او موقف مماجرى.كما ندين الحرس الذى يفترض به حماية الطالبات وقام بممارسات سيئة وسرق ممتلكاتهن .وأيضا نحمل السلطة الاقليمية المسئولية اذ لم تتحدث الى الان ولا بكلمة ..هذه السلطة اصبحت لاتمثل الا نفسها ولا تمثل اى انسان بدارفور بل تمثل أجندة المؤتمر الوطنى ..ولا نجد لوصفهم سوى انهم جبناء وتجار دم أهل دارفور…وطالب باطلاق سراح المعتقلات. واعادة تسكين الطالبات المشردات.وتعويض الطالبات ومحاسبة المجرمين وكف أيدى الأمن عنهن فالى الامس لازال الامن يطارد الطالبات وقام باختطاف طالبتين وضربهن ..كما نطالب المجتمع الدولى بالوقوف الى حانب الانسانية واعلان موقف واضح تجاه حكومة السودان …ونطالب الاعلام العالمى ان يلتزم المهنية والحيادية وينقل مايحدث من فظائع فى اقليم دارفور…فى الختام لن ننفصل طالما ضمير السودان حى وأصحاب الضمائر الانسانية موجودين….وللطالبات اوصيكم بالصمود فهؤلاء يودون تشريدكم من مقاعد الدراسة أصمدن وأصبرن فالفجر آت… وعن هئية محامى دارفور تحدث الاستاذ المحامى يوسف آدم بشير فذكر ان وقوف الجميع لنشيد العلم يؤكد اننا كشعب قاومنا التفتيت العنصرى ولازالت روح الوحدة منتصرة..وأكد ان ماحدث هو انتهاك دستورى لاريب فيه ولا يبرره ما أبرزته صحف النظام من استباق للتضامن بان اشاعت بان الاخلاء كان بموجب تقرير هندسى يذكر ان المبانى آيلة للسقوط …وان استخدام القوة حتى وان تم بالقوة الجبرية لايتم بهذه الصورة…ولاتوجد جهة أمنية لديها الحق فى هذا التهجم الا عبر اجراء ادارى يعبر بالنيابة التى تحدد مدى صحته قانونيا ومن ثم لايتم تنفيذه من قبل الادارة وحرسها بل من قبل قوات شرطية تسهل مراجعتها..والقوات الشرطية واجبها حفظ القانون وليس تنفيذ أجندة التمييز العنصرى والانتقام..لذا نحن كمحامين نقول ان النيابة هى جهة الاختصاص والامن ليس لديه شرعية وحسب ما وصلنا من مصادرنا فالنيابة الى الان لاعلم لها …لذا سنتقدم بطلب للنيابة بفقد طالبات لاننا نعتبر انهم مختطفات…وفى الختام شكر الحضور وأكد انهم سيظلون يتابعون المجرى القانونى. كما خاطبت الحضور الدكتورة احسان فقيرى وأكدت ان المبادرة حاولت ربط جهود المنظمات والاحزاب ومختلف شرائح الشعب السودانى لصالح قضية الطالبات اذ هى قضية تخص الوحدة الوطنية ومستقبل السودان…ومن ثم تلت على الحضور بيان مبادرة لا لقهر النساء. جريدة الشرق الأوسط تساءلت عن سبب عدم دقة الارقام فاجابتها المنصة بمساعدة الطالبات بان عدد الطالبات من اقليم دارفور بالداخلية هو عدد كبير الا ان الموجودات بالجزء الجنوبى الذى وقع عليه الاعتداء هن 455 طالبة تم اعتقال 22 واطلق سراح ثلاثة الا ان المنصة أكدت على ان الارقام لازالت تقريبية بسبب عطلة العيد حيث تم اعتقال بعض الطالبات وهن عائدات الى الداخلية لذا لم تعرف الطالبات بهن بعد .كما تم اعتقال عدد كبير من محيط الداخلية ايضا. الاستاذة هادية حسب الله تحدثت عن ان الانتهاك والتحرش بالطالبات هو جر للحرب الى الخرطوم وان النساء يعرفن ذل وجرح كرامة الانتهاك وانهن ظللن مجروحات مما يجرى بدارفور وظللن ينددن بالفظائع التى ترتكب هناك الا انه أتى الوقت لمواجهة الأمر فى قلب الخرطوم وانه لامناص من مواجهة الأمر فمايحدث لطالبات دارفور يمكن ان يحدث لكل بنات الخرطوم والصمت عنه هو خيانة للانسانية والسودانية وان السودانيات فى تجمعهن اليوم يقلن ان الوطن بخير وانهن متوحدات ضد التحرش والانتهاك واختتمت حديثها بان النساء يعلمن علقم الظلم ولن يبتلعونه أكثر..نساء الخرطوم الان بقلب المعركة وسيقاتلن .. الاستاذة سمية من الاتحاد النسائى أكدت على الاتجاه القانونى الذى ذكره ممثل هيئة المحامين وان النساء لن يهدأن مالم يتم حل المشكلة ..وان مشكلة طالبات دارفور هى مشكلة طالبات السودان وكل نساء السودان ويجب ان يتوحد الجميع حولها… الشابة سارة البشرى قالت ان على الطالبات المتحرش بهن عدم الخجل لان من يفترض به الخجل هو هذا النظام الظالم وليس الطالبات وانه من الجيد كسر الصمت عن الانتهاكات التى تحدث للنساء…كما نوهت لأهمية اجراءات سريعة لايواء الطالبات.