قال شهود عيان ان شرطة مكافحة الشغب السودانية اعتقلت أكثر من 40 امرأة بعد دقائق من بدئهن احتجاجا ضد الاغتصاب والانتهاكات الحقوقية يوم الثلاثاء في أحدث مؤشر على قمع المعارضة. ودرج السودان على منع الاحتجاجات في الماضي ولكن أجهزة الامن السودانية صارت أكثر حساسية منذ الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها ليبيا ومصر المجاورتان. ودعت جماعات نسائية سودانية للاحتجاج على القوانين التي تنطوي على تمييز يوم الثلاثاء الذي يصادف يوم المرأة العالمي. وقال منظمون قبل المظاهرة انهم غضبوا من تقارير عن اعتقال واغتصاب صفية اسحق وهي مؤيدة لجماعة “قرفنا” النشطة المناهضة للحكومة الشهر الماضي. وقال شاهد عيان من رويترز ان نحو 60 امرأة تجمعن ملوحات باللافتات ومرددات لشعارات في وسط واحد من أكثر الشوارع ازدحاما في منطقة أم درمان بالعاصمة الخرطوم قبيل الرابعة مساء (1300 بتوقيت جرينتش) بينما كان يراقبهن أكثر من 250 من ضباط الامن والشرطة. وأضاف الشاهد أنه في غضون عشر دقائق اعتقل الضباط 30 امرأة ووضعوهن في شاحنة. وحينما استمرت النساء في الاحتجاج داخل السيارة دخل ضباط وضربوا بعضهن بالهراوات. وتابع الشاهد أنه في وقت لاحق اعتقلت الشرطة حوالي 12 امرأة في الشوارع قرب موقع الاحتجاج ونقلوهن الى مركز للشرطة. وقالت رشا عوض وهي من منظمي الاحتجاج لرويترز قبل المظاهرة “انه احتجاج على التمييز ضد المرأة. ليس هذا تنظيما سياسيا.” وسارعت الشرطة المسلحة بالهراوات والغاز المسيل للدموع بتفريق العشرات من الاحتجاجات الصغيرة المناهضة للحكومة في شمال السودان هذا العام. وكان كثير من التجمعات يحتج على ارتفاع الأسعار وبعضها يدعو لتغيير النظام. وقالت أحزاب المعارضة انها تخطط لمظاهرة في وسط الخرطوم يوم الاربعاء للتضامن مع الانتفاضات التي تجتاح العالم العربي. ولم تكتسب حتى الان أي من المظاهرات قوة دفع كما حدث في تونس ومصر. وسجلت صفية اسحق التي انتقلت الى جوبا عاصمة جنوب السودان روايتها لما حدث لها في تسجيل مصور. ونفت أجهزة الامن السودانية أي ضلوع لها في الامر.