….. في عام 1990 رفضت حكومة الإنقاذ التصويت على قرار الجامعة العربية الذي قضى بالإستعانة بالقوات الدولية من أجل تحرير الكويت ، وأعتبرت أن هذا الأمر تحرّمه الشريعة والدين وموآداة لمن حاد عن الله ورسوله ، ذهبت حكومة الإنقاذ إلى أبعد من ذلك ، فهي لم ترفض ذلك القرار وحسب ، بل أنها عمدت إلى تأييد النظام العراقي وتبرير غزوه للكويت ، والإعلام السوداني كان يصف الكويت بأنها المحافظة التاسعة عشر في العراق ، هذا الموقف جلب لنا النقمة والعداء من قبل دول الخليج وأنعكس ذلك على توقف مشاريع التنمية والمساعدات للسودان ، ولكن دبلوماسية الإنقاذ كانت راضية عن ذلك الموقف لأنها كانت تعتقد أن المرجع هو العقيدة والدين . أما بالأمس فقد رايت وزير خارجيتنا السيد/علي كرتي في وسائل الإعلام وهو يسير بين خطى عمرو موسى ، الأخير يقتله الطموح ويحلم برئاسة مصر ولا يردعه عن ذلك وازع ، فهو يعتقد أن القرار الحظر الجوي على ليبيا سوف يؤهله لكسب رضا المجتمع الغربي ، أما السيد/كرتي وقد رايت الفرح يكسو وجهه بعد صدور هذا القرار ، فقد أستغربت لأبعد الحدود ، فمن الذي سينفذ الحظر الجوي على ليبيا ؟؟ هو طبعاً حلف الناتو ، ومن أكثر الدول المتلهفة لصدور القرار هي بريطانيا وفرنسا ، ومن أكثر الدول تحفظاً على قرار الحظر الجوي هي أمريكا صاحبة الفتوحات في الصومال والعراق وأفغانستان ، ولا أعتقد أن حلف الناتو معني بتحقيق الحريات ومساعدة الديمقراطيات في العالم ، فمثلاً لماذا لم يتدخل في ساحة العاج ؟؟ أو لماذا لم يتدخل في دارفور ؟؟ فقد قُتل في هذا الإقليم ما يقارب خمسمائة ألف إنسان وتم تشريد ما يُقارب أربعة ملايين من قراهم ، وقد تم إستخدام الطيران الحربي والمرتزقة بشكل ممنهج في هذه الحرب ، وقد كان السيد/عمرو موسى شاهداً علي هذه الحرب ولكنه كان يغض الطرف ويروّج للنظرية المشهورة أن أزمة دارفور كان سببها جمل !!! ، وقد وقفت مصر والجامعة العربية ضد المحكمة الجنائية الدولية ، بل في القمة الأخيرة التي عُقدت في سرت تم تبنى بيان عربي يدعم الرئيس البشير في مواجهة المحكمة الجنائية . [email protected]