أبونا محجوب شريف رجل صنعته الانسانية والديمقراطية ، محجوب شريف كتب لهذا الشعب اجمل قصائده الثورية التى الهبت وجدانه ، ومحجوب شريف انسان لم يتكرر على تاريخ الدولة السودانية الحديث ، لقد كان معلمآ ومربيآ وأبآ لكل افراد هذا الشعب لقد عاصر النظم الديكتاتورية والشمولية التى فى عهدها اعتقل بسبب كتاباته المعادية لهم ، كلما من لازمه فى المعتقل يحكى عن صمود ومواقف محجوب شريف وعن كرمه ، لقد حكى احد زملائه فى المعتقل ابان حكم الديكتناتور نميرى ولقد كان يومها محجوب شريف معتقل فى سجن كوبر ، وعلى حسب رواية الشاهد ذكر بان اثناء فترة وجودهم فى سجن كوبر اتى خبر الى محجوب شريف بان زوجته الاستاذه اميرة الجزولى وضعت وانجبت له طفلة بنت اعتقد انها (مى) ، وعند السبوع كان محجوب كان محجوب حضورآ فى البيت بعد ان تم اطلاق صراحه وقام محجوب بارسال فطور الى النزلاء بسجن كوبر ولقد وجد هذا السلوك الجميل من محجوب استحسان ورضاء كل المعتقلين ، هذا يدل على كرم وشهامة ابونا محجوب شريف والامثلة كثيرة جدآ ، مشروع رد الجميل الذى أسسه محجوب شريف لمساعدة الاسر الفقيرة وللساهمة فى العمل الطوعى لصالح المواطنيين وللمعلومية مشروع رد الجميل من الشعب والى الشعب كل الدعومات بتاتى من عامة الشعب السودانى اذا كانوا خارج الوطن او داخله والمشروع هدفه مساعدة الاسر الفقيرة فى الاول . المشروع لديه اهداف وبرامج تقام بصورة دورية ، هنالك عدد مقدر من الناشطين يقومون بالاشراف على هذا المشروع وعلى رأسهم أبنة الراحل / مى محجوب شريف ، الآن هنالك إسعاف يعمل طيلة ال24 ساعة لحالة الطوارئ هذالا الاسعاف مخصص للحالات الطارئة طيلة ايام الاسبوع مكتوب عليه مشروع رد الجميل ، فى تقديرى هذا عمل انسانى عظيم ويحسب للراحل محجوب شريف ، وهذا عمل نادر برغم انه قائم على الدعم الذاتى من عامة الشعب ، فى تقديرى محجوب شريف نموذج للإنسانية والديمقراطية التى لم تتكرر مرة اخرى . محجوب شريف ظلت مواقفه ثابته برغم كل الظروف التى المت به لكنه تحدى الظروف و قاوم المرض لفترات طويلة وبرغم هذا كان يكتب من داخل مشفاه قصائده الثورية انه لم يتوقف عن الكتابةالا ان اختاره الرفيق الاعلى ليكون بجانبه . قبل مماته وهو فى المستشفى زاره وزير الصحة بولاية الخرطوم بروفيسر/ مامون حميده وطلب ان يقابله تحسبآ منه انه سوف يقابل الرجل العفيف ليقوم بالتبرع له ، لكنه تفاجأ عندما أخبرته ابنة الراحل محجوب مى بان والدها لا يرغب فى مقابلة احد افراد هذا النظام الفاسد واحد الذين ساهموا فى دمار الحقل الصحى فى البلاد ، هكذا هو ديدن ابونا محجوب شريف لقد عاش عفيفآ ومات شريفآ وعفيفآ وهو متمسك بمبادئه ومواقفه الى ان اتوفاه الله ، رحل وترك لنا قصائده الثورية والوطنية التى سوف تكون مغروسة فى وجدان الشعب السودانى الذى احب هذا الانسان النبيل ، يوم رحيله من الديار بكاه الشعب السودانى بكل فئاته (رجال ونساء وشباب واطفال وشيوخ ) وشييع الى مقابر احمد شرفى فى موكب مهيب خرجت كل الجموع لتودعه وهو ذاهب الى الرفيق الاعلى ، لقد كان يوم رحيله فاجعة كبيرة لهذا الشعب الذى احبه كثيرآ ، الرحمة والمغفرة لابونا محجوب شريف والصبر والسلوان لاسرته الصغيرة الاستاذة / أميرة الجزولى وأبنتيه مى ومريم وخالص التعازى الى الشعب السودانى الاصيل