*كل برامج المسابقات على قناة (إم بي سي) العربية مسروقة من برامج تلفزيونية غربية.. *سواء مسابقات الغناء أو المواهب أو الجوائز أو السيارات.. *بل حتى المصارعة الحرة سُرقت فكرتها لنرى (فراريج!) على الحلبة.. *فالعرب يجيدون تقليد الغربيين في كل ما هو (هايف).. *أما الأشياء ذات الجدية التي هم بسببها متفوقون علينا فالعرب لا يقربونها أبداً.. *ومن التي لا يقربونها هذه برامج خاصة بتجميع ما تم تفكيكه من آلات.. *والهدف منها تشجيع الشباب على الخلق والتصنيع والابتكار.. *ولكن شباب العرب لا يريدون تقليداً يخلو من (تقليعات) الشعر واللبس والغناء.. *وعلى القناة العربية هذه نفسها رأيت شاباً (يتمايع) بغناء الراب (ولا أجعص رقاصة في شارع الهرم).. *وشعره مصفف إلى أعلى محاكاة لبعض مشاهير الغرب في السينما والطرب والرياضة .. *ومعلوم أن غناء الراب هو (موضة) غربية حديثة لا تشبه العرب.. *وأيضاً من ثقافات الغرب الراسخة التي لا يقلدهم العرب فيها أبداً ثقافة الديمقراطية.. *ولكن ليس هذا بموضوعنا اليوم وإنما نتحدث عن التقليد الأعمى في كل ما هو غير(مفيد!).. *ثم ندلف إلى تقليد التقليد هذا ذاته عندنا هنا في السودان.. *فإن كان بعض العرب أعينهم على الغرب فمن بيننا من أعينهم على العرب هؤلاء.. *وتحديداً على المقلدين اللبنانيين منهم .. *وبالمناسبة ؛ أغلب برامج المحاكاة التي أشرنا إليها هذه وراءها لبنانيون.. *فهم انتشروا في الأعلام العربي انتشار الشيعة – من أنصار حزب الله – بينهم.. *ثم كنا نحن – في السودان – الأكثر تأثراً بهم من دون العرب أجمعين.. *وأعني التأثر بالذي أدخلوه في لغة الضاد من (تشويهات!).. *ويكفي أن تلقي نظرة إلى صحافتنا لترى كم من كتابنا يقول (هكذا أمر) بدلاً من (أمر كهذا).. *وقد حكى لي مرة بروف يوسف نور عوض كيف أنه كان يعاني من المد اللغوي اللبناني بقناة (الجزيرة).. *وقال – عليه الرحمة – إنهم استطاعوا بعد جهد جهيد التغلب على بدعة (الخبر الرئيس!).. *ثم هو نفسه كان قد نبه إلى خطورة أن تصير تلفزيوناتنا مقلدةً لقنوات العرب (المقلدة!).. *أي أن تقلد الذين هم أنفسهم مقلدون للغرب.. *فبدلاً من تقليد برامج مسابقات الغناء الشبابي ليت فضائياتنا تقلد (الأصل!) في ما هو مهم.. *بمعنى أن تقلد الغربيين في نشرات أخبارهم مثلاً.. *ثم في مسابقات برامج الفكر والأدب والاختراع.. *ثم في فن إدارة الحوارات (الراقية) مع الرموز.. *شريطة ألا تكون المذيعة – إن لم يكن مذيعاً – (معطشة) للجيم.. *و(فاسخة) للوجه .. *ومرددة لعبارة (حابه أسأل).. *وتتمنى لو أن اسمها (نيكول!!).