لا حاجة لإطالة النظر في الصورة المُرفقة للمشير عمر البشير والرئيس الايراني السابق محمود أحمدي نجاد للتنبؤ بالعلاقة غير العادية التي تجمعهما .. فبنظرة سريعة للصورة ستصل إلى خلاصة نهائية وهي ان الرجلين اما انهما : في حالة جنون أو حالة حب .. ولا أعرف الهوية الجنسية لرئيسنا – ولا ينبغي لي – فليس مطلوباً منا معرفة ذلك .. وليس من إختصاص المرء معرفة ما إذا كان (رئيسه) من مثليي الجنس أم لا ؟ فالهوية الجنسية كما الدينية يجب ألا تكون موضع تساؤل أو عائقاً للوصول إلى الوظيفة العامة .. ولكن أصدقكم القول انني صدمت حين مشاهدتي للصورة من حميمية اللقطة التي لم تأت بها ألبومات الرؤساء الأولين والآخرين .. والتي لم أرى مثلها سوى في المهرجان العالمي لشواذ العالم .. والذي يقام سنوياً في مدينة أسطنبول التركية برعاية كريمة من الرئيس رجب طيب أردوغان سليل الخلافة الإسلامية! لا علينا .. فتلك لقطة سابقة ودعونا نتمعن في اللقطة البذيئة الماثلة أمامنا .. حيث قال السيد / علي كرتي وزير خارجية عمر البشير ، ان : نظامه لم يكن في حلف مع ايران بل كانت علاقات دبلوماسية عادية !! وأضاف بكل بجاحة وقلة شرف : لم اسمع بهذا الحلف طوال وجودي في الخارجية وهو فرية على السودان !! وبالطبع علامات التعجب من عندي وليست من عند الوزير المجاهد! لا أعرف لماذا يكذب وزير خارجية دولة بهذه الطريقة السوقية المُبتذلة ؟ وكيف يتجرأ مجاهد ظل ولعقد ونصف من الزمان ينافس رضوان خازن الجنان .. حاملاً مفاتيح الجنة في جيبه محرضاً الشباب على الموت في أدغال الجنوب بإسم الله وحورياته الفاتنات .. كيف يتجرأ على إرتكاب هذا الإفتراء العظيم ؟ وهل إنعدمت الفضيلة والتفسير والتعبير في قلب المجاهد الورع حتى ينزلق إلى هذا المنزلق البئيس بدلاً من الإعتراف بقصة معلومة للناس بالضرورة .. وهي قصة يعرفها حتى راعي البعير في صحراء السعودية ناهيك عن حكومتها التي لابد تعرف : من الذي مؤّل – أعداء اليوم – ببواخر السلاح الايرانية؟! ان ما يتفوه به قادة النظام من رأسه إلى (صوارميه) هذه الأيام .. إنما هو فصل جديد من سفر الإرتزاق والتدليس .. سفر يكتبه الأوغاد على لوحهم المحفوظ لدى الشعب السوداني .. اللوح الممتليئ بالخسة والعار والخيانة .. والذي يريد المجاهد كرتي تنوينه وتنقيطه وإعادة تعريفه وطمس معالمه !! ويُحكى قديماً أنه : كان للخليفة هارون الرشيد جاريِّة اسمها (خالصه) .. وذات مرة دخل الشاعر أبو نواس على الخليفة وهو في ذات جلسة مع محبوبته خالصة ومدحه بأبيات من الشعر.. ولكن الخليفة لم يصخ السمع إذ كان مشغولاً بعشيقته .. فغضب أبو نواس وكتب لدى خروجه على الباب : لقد ضاع شعري على بابكم / كما ضاع در على خالصه. ولما علم هارون الرشيد غضب وارسل في طلبه .. وعند دخول أبونواس من الباب مسح حرف العين من لفظتي (ضاع) فأصبحت ( ضاء) ثم وقف أمام الخليفة الذي سأله : ماذا كتبت على الباب ؟ فرد أبونواس : لقد ضاء شعري على بابكم / كما ضاء در على خالصه .. ضحك هارون الرشيد وكافئه .. فقال أحد الحاضرين : هذا شعر قُلِعت عيناه فأبصر. وكذلك كرتي يريد التلاعب بالحقائق ليخرج من الظلمات إلى النور .. ولكنه أعمى يرقص خارج الشبكة .. ولن يُبصر حتى لو زرعت له شبكية جديدة في المستشفى السعودي التخصصي! [email protected]