وصل سعر الدولار فى السوق أمس الى 9.3 جنيه ، بحسب ما أكد مصدر مطلع وموثوق ل(حريات) . وأضاف ان سعر الدولار تأثر قبل حوالى العشرة أيام بالدعاية الحكومية عن (هبات) الخليج المتوقعة بعد الالتحاق بتحالف (عاصفة الحزم) ، فانخفض الى 8.9 جنيه ، ولكن رغم الدور الذى تلعبه التوقعات فى السوق الا انه فى النهاية يستقر على الوقائع الملموسة وليس على الدعايات . وقال المصدر المطلع والموثوق ان أهم اسباب تصاعد سعر الدولار ما اكتشفه غالبية المستوردين بان المصارف الخليجية والمصرية لازالت على موقفها من التعامل مع المصارف السودانية ، فضلاً عن التأكد بان دعاية (الهبات) الخليجية مبالغ فيها ، وانه حتى فى حال إنعام الدول الخليجية بمنحة ما على النظام السودانى فانها لن تتعدى (مسحة شنب) لتخفيف أزماته الطاحنة دون ان تخرجه منها لتمده بأسباب الحياة المستدامة . وقال ان المصارف العربية لا تملك وان رغبت سلطاتها السياسية فى التعامل العادى مع المصارف السودانية ، حيث انها ستواجه بالعقوبات الامريكية والغرامات ، واشار الى ما نشرته (حريات) عن تغريم شركة التحويلات بي بال Pay Pal أكثر من (7) مليون دولار لإنتهاكها الحظر المفروض على السودان وايران وكوبا ، أواخر مارس 2015 (بعد الالتحاق بتحالف عاصفة الحزم). وأعلان وزارة العدل الأمريكية 12 مارس 2015 التوصل إلى تسوية مع بنك (كومرز بنك) – ثاني أكبر البنوك الألمانية – تقضي بدفع البنك للسلطات الأمريكية مبلغ (1.45) مليار دولار لإنتهاكه الحظر. وفرض السلطات الأمريكية يونيو 2014 ، غرامة قدرها (8.9) مليار دولار على بنك ( بي ان بي باريبا) الفرنسي ، بسبب إنتهاكه للعقوبات الأمريكية وتعامله مع السودان وايران وكوبا . واعلان وزارة الخزانة الامريكية ديسمبر 2012 ان بنك ميتسوبيشى Mitsubishi UFG- اكبر البنوك اليابانية – عليه دفع غرامة لانتهاكه العقوبات الامريكية على ايران والسودان وميانمار وكوبا . ووافق بنك ستنادرد شارترد standard chartered bank البريطانى على دفع غرامة (227) مليون دولار لوزارة العدل الامريكية . ودفع بنك (HSBC) غرامة 1,9 مليار دولار ، ديسمبر 2013 لنفس الاسباب . هذا وكشف آخر تقرير لبنك السودان المركزى عن تفاقم العجز فى الميزان التجارى للبلاد بنهاية عام 2014 ، حيث بلغت الصادرات 4.35 مليار دولار ، بينما بلغت الواردات 9.21 مليار دولار ، بعجز يصل الى 4.86 مليار دولار ، مما يعنى ان العجز يفوق حجم جملة الصادرات !! وسبق وقال المحلل السياسي ل(حريات) ان عمر البشير المنتشى بالتحاقه بتحالف عاصفة الحزم لا يعلم بعد ان الحلف يندرج فى استراتيجية الولاياتالمتحدةالامريكية بضم دول الخليج وباكستان وتركيا ومصر والاخوان المسلمين لمواجهة النفوذ الايرانى فى المنطقة تحت الغطاء الطائفى. وقال ان هذه الاستراتيجية ولتحالفها مع الاخوان المسلمين تسعى للابقاء على نظام الانقاذ فى السودان فترى ضرورة تخليصه من أثقاله الزائدة – عمر البشير واللوبى الايرانى – حتى يتم تسويق النظام لدى الرأى العام فى الغرب بعد الجرائم الباهظة التى ارتكبها ! ولهذا يصدق على عمر البشير المنتشى المثل السودانى (ديك المسلمية ، يعوعى ويكشنو فى بصلتو )!. وأضاف المحلل السياسي بأن الامريكان على قناعة صحيحة بانهم اذا لم يدفعوا النظام لتسوية اصلاحية فان انتفاضة شعبية حتمية ستطيح به وبحالفائهم من الاسلاميين الذين ظلوا يستثمرون فيهم منذ بداية الحرب الباردة ، ولهذا فان الضغوط الامريكية على النظام ستستمر الى ان يتخفف من أوزاره الزائدة لمصلحته ومصلحة التحالف الامريكى مع الاخوان المسلمين فى المنطقة . وقال ان عمر البشير الآن مثل (القبطى) الذى أسلم فى ايامه الاخيرة فى النكتة السودانية الشهيرة ، فتفجعت عليه والدته عند موته قائلة (لا عيسى راضى عنك ولا محمد دارى بيك)! وقد خسر عمر البشير ثقة حليفه الاستراتيجى ايران دون ان يستطيع الالتحاق الكامل بالحلف الجديد ، مما يعجل بسقوطه ، على عكس ما يعتقد هو شخصياً .