تشهد بلادنا تدافعا محتدما في الفضاء السياسي .. لتيارين من تيارات التفكير والتوجه النفسي .. يمكن التمثيل لهما بفسطاطين:- الفسطاط الأول:- الذين يرون السودان بعيون المصالح الخاصة .. ويعملون على (استزراع الكراهية) لبث الفتنة .. من أجل التفريق بين أبناء وبنات الوطن الواحد .. منعا لاجتماعهم ناهيك عن اتحادهم خلف الوطن الكبير .. حتى يخفّ الضغط على مصالحهم .. المادية منها والسياسية .. وحتى يغيب الشعب صاحب السلطة وصاحب المال العام الذي يبددونه في غير مصلحة الشعب .. يخشون اجتماع الشعب و وحدته .. برغم الصلاح في الاجتماع (لا تجتمع أمتي على ضلالة) .. وهؤلاء يحبون العمل في الظلام كما الصراصير والخفافيش .. وتكاد تقتلهم الشفافية و الضوء الجهير .. وينطبق عليهم قول الرسول الكريم (والاثم ما حاك في الصدر وخشيت أن يطلع عليه الناس) .. يقدمون الفتات لاتباعهم من المغفلين وان كانوا متعلمين، لكنهم فاقدو الوعي بما يجري حولهم .. أو من العارفين لكنهم تحت وطأة الابتزاز .. (في أفواههم ماء) هذا فسطاط .. الفسطاط الثاني:- الذين يرون السودان بعيون الشعب الأبيّ و ضمير المؤمنِ الحقّ .. و يعملون على جمع صفّ الوطن وتوحيد الإرادة الشعبية حول المصلحة العامة .. وهؤلاء يعشقون الحرية لهم ولغيرهم .. ويعملون تحت الضوء حيث تتفتح براعم الإبداع .. و ينطبق عليهم قول الرسول الكريم (البر ما اطمأنت اليه النفس .. وان أفتاك الناس و أفتوك) .. يوجهون رسالة الحب والحرية للجميع .. بعقل مفتوح وصدر واسع وقلب مطمئن بوحدانية الله .. كونوا مع فسطاط الشعب والحرية والحب والتسامح .. فهؤلاء يمثلون الغالبية الكاسحة للشعب .. أما الآخرون فهم الأقلية وان كانوا يحتكرون المال والجاه والسلطان .. نسال الله لهم الهداية .. حتى يردّوا للشعب ماله وسلطانه، و يؤوبوا الى طريق الحق .. بعيدا عن أقنعة الغشّ والخداع والنفاق .. كونوا مع الشعب .. وحب الخير .. والنور والجمال .. واستبقوا الخيرات .. أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا .. وتكونوا للسودان بناة للنهضة والنمو والرفاه .. احمد كمال الدين .. 1 فبراير 2015م