يعتبر الاتفاق النووي بين إيران والقوي الغربية 5+1 بمثابة علامة فارغة ونقطة تحول جيو إستراتيجية في السياسة الدولية في منطقة الشرق الاوسط حيث أصبحت إيران منذ عام 1979م من أهم القوى المؤثرة بمنطقة الشرق الاوسط سلبا ام ايجابا حيث كانت حرب الخليج الاولي دافعا ومحركا قويا للإيرانيين بالسيطرة والتحكم على المنطقة الا ان المشروع النووي الايراني ساهم بصورة كبيرة في توسع النفوذ الايراني باعتبارها دولة قومية استطاع الغرب ان يفرض عليها عقوبات اقتصادية وسياسية وعسكرية مما دفع ايران إلى تبني فكرة دعم الحركات التحرر الوطني لاسيما في فلسطين وحزب الله في لبنان وأنصار الله الحوثي وجمعية الوفاق البحرينية وحزب الدعوة العراقي وحزب البعث السوري بالإضافة إلى السودان وليبيا وانجولا وغيرها من الدول وان اسباب الدعم والمساندة تختلف من دولة إلى اخري او حركة إلى اخري فالبعض على اساس ايديولوجيا والبعض على اساس اقتصادي ودبلوماسي في ظل التناقضات في السياسة الخارجية الإيرانية او الفكر الاستراتيجي البرغماتي استطاعت ايران ان تصبح رقما لا يمكن تجاوزه في منطقة الشرق الاوسط بل كثير من دول الخليج العربي اعتبرت ايران عدو استراتيجي واعتبار احتلال جذور طنب الكبري وطنب الصغري وأبي موسي وغيرها من غيرها والتدخل الايراني في لبنان وعرقلة البرلمان حتى لا يتمكن من اختيار رئيس الدولة وتدخل الحرس الثوري في القتال إلى جانب بشار الاسد والوقف وراء اضطرابات البحرين المطالبة بتحويل مملكة البحرين إلى ملكية دستورية بالإضافة إلى التحكم في السياسة الداخلية للعراق والسيطرة والهيمنة على الاوضاع في اليمن بعد ان اصبحت معظم المدن اليمنية الكبري تحت رحمة انصار الله الحوثي والتمدد الغير مرئي لإيران في افريقيا لاسيما الكنغو وانجولا وشاد والسودان يضاف إلى ذلك التحالف الاستراتيجي مع روسيا والصين اللذان استخدامان الفيتو اكثر من مرة لمصلحة النظام الايراني حيث دعمت روسيا بصورة قوية حتى توقيع الاتفاق النووي الذي يخضع كل المؤسسات النووية الايرانية تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية و5+ 1بالرغم من ان الاتفاق النووي عمره عشر اعوام قابله لتمديد الا ان ايران ستعمل على نقل الخبرات النووية إلى اعماق جديدة في افريقيا حتى يستمر المشروع البحثي الايراني وعندما ينقضي فترة الاتفاق تستطيع انتاج السلاح النووي في فترة وجيزة اعتقد ان الاتفاق سيجعل ايران اكثر قوى وأكثر تمددا ونفوذا حيث اصبحت ايران دولة حليفة للغرب اشبه بنظام الشاه لذا ستتسارع الشركات العابرة للقارة للاستثمار في ايران في كافة المجالات مما يجعل الاقتصاد الايراني قوى يستطيع دعم حلفائه اقتصاديا وعسكريا.