جاءت الانباء متلاحقة خلال اليومين الماضيين بان كارثة كبري قد وقعت في خور عرب حيث مناجم الذهب, جاءت السيول منهمرة والناس نيامي فجرفت مدن وقري خورعرب مثل شدياب وتهاميم وهيا وأتكتسحت كل ما امامها من حيوان وبنيان وانسان. أكدت الانباء بان اكثر من 5 الف مواطن صاروا بلا مأوي, وان حيواناتهم جرفتها السيول وان المنازل الطينية انهارت علي من فيها من سكان. يوجد عدد من المفقودين لم يتم حصره حتي الآن. السكان ينتظرون بلا أمل كبير في اجراءات رسمية عاجلة لتخفيف المعاناة التي لحقت بهم, وفقط يناشدون السماء رحمتها. اما عن الحكومة فقد فقدوا فيها اي امل. هم اطفال .. هم نساء .. هم عجزة .. هم اناس دون مأوي .. دون غذاء والسلطة لا تحرك ساكنا كأن الامر لا يعنينها. ما يعنيها في واقع الامر هو مناجم الذهب في هذه المنطقة, لا الانسان! الانسان عندها لا قيمة له, هنا فهو يتعرض للذلال والاهمال والتهميش والامراض الفتاكة. ههنا يستخرج الذهب, هنا تم استخراج ما يقارب 80 طن من الذهب حتي الآن. ماذا كان نصيب الانسان في هذه المنطقة من هذه الموارد الضخمة يا تري؟؟ لا شئ .. نعم لا شئ. انسان الشرق يعني لسلطة الانقاذ لا شئ. فهي تسلبه موارده الطبيعية من ذهب وايرادات مواني وطرق وتتتركه فريسة للامراض والمجاعات والكوارث. ان السلطة الاجرامية تطمع فقط الي المزيد والمزيد من الذهب, اما التنمية ومحاربة المجاعات والكوارث فلا تجد منها اي اهتمام. هي التي الغت الحكم الاقليمي بجرة قلم رغم توقيعها علي ما سمي باتفاقيات السلام. هل تدري بانها بذلك تشعل نيران فتن نائمة. وان انسان الشرق لن يسكت علي هذا الاهمال والاذلال ومص الدماء؟ بما ان السلطة لن تتحرك لتواجه كارثة السيول فان شباب السودان قد نهض يناشد كل الخيرين من ابناء الوطن وكل المنظمات الخيرية بالمساهمة في رفع اثار الكارثة عن مواطني خور عرب . انهم في حوجة للخيم والغذاء والدواء والماء الصالح للشرب, وأمل شبابنا كبير في تضامن المواطنين معهم.
