* السذاجة السياسية تأخذ المنحى الطريف أحياناً؛ ذلك لو تخلصنا من تجهمنا مؤقتاً؛ وتأملناها من زوايا المفارقات مما يصلح كتاباً..! * بعض التصريحات السياسية وما أكثرها تجعلنا نسلتقي من الضحك (دون أن يرانا أحد) وذلك بإضافة قليل من الخيال أيّاً كان..! وبعيداً عن المواقف الأخرى؛ نحن مدينون (للمؤتمر الوطني)؛ الحزب الذي جعل من السذاجة مادة يتعلم منها الناس (الاستغفار) كلما ضحكوا سراً في الغرف المغلقة..! * أدناه، خبر لا حضور له؛ ولا طعم؛ إنما معبّأ فقط بالصخب المعتاد.. نقرأ منه: (أعلن المؤتمر الوطني رفضه لما تعرض له بعض السودانيين بمصر، ودعت أمانة العلاقات العربية بالحزب، دعت وزارة الخارجية للمتابعة اللصيقة للملف حفاظاً على كرامة السودانيين ودعوة السلطات السودانية للتحقيق في الاحداث لحماية السودانيين، وعدم السماح لمن يريد الاصطياد في المياه العكرة حفاظاً ودعماً للعلاقات بين البلدين). * عنوان الخبر كان تحذيرياً غليظاً.. وهو من عينة الأنباء التي يفرغ فيها الحزب تناقضاته المعلومة.. كما هو تصريح استفزازي بالنظر إلى تاريخ الحزب (الصيّاد)..! بالمناسبة: متى حافظتم على كرامة السودانيين (بينكم)؟ وفيلم الأحداث والقتلى يطول..! * ليس ثمة كيان مهيّأ للاصطياد في الأحداث كالمؤتمر الوطني ب(ماكينته القديمة) التي لن تتغير..! لكنه دائماً يجعل من التصريحات (تقية) لأعماله واستباقاً لما يخشى أن يُرمى به.. ومثال على اصطياده في الماء العكر أن موقفه لأول مرة بخصوص السودانيين في مصر لا تلمتس فيه انفعالاً صادقاً نحو القضية؛ وإلاّ كان التحذير الغليظ للطرف الخارجي (المُعتدي) وليس (المجهول الداخلي!)..! * الإعتداء على السودانيين في مصر؛ لا يلزمه لف ودوران حول (العلاقات الأزلية) التي لا ندري ماذا استفاد منها شعبنا في عمق حياته؛ إنما يلزمه موقف (رجولي وطني) لا يتوفر في كيان انتهازي غير عابئ بالوطن.. و.. (ذراعه ملوي) شمالاً وشرقاً..! * الخبر الذي يحذر (أهل الداخل) من (الاصطياد في المياه العكرة) لأجل عيون مصر؛ جعلنا نبحث في هذه المتلازمة الكلامية التي لا تعنينا في شيء.. بقدر ما هي باعثة للسؤال الاستنكاري: من هو (المؤتمر الوطني) حتى يحذر الآخرين؟! وهل هنالك من يستجيب لصوت حزب لا مبدأ له ولا ذمة؟! * من (المعابثات) والافتراضات القريبة من الواقع السياسي؛ يتخيل القلب أنه ربما تخرج علينا الصحف بالعناوين التالية؛ وذلك حينما ننعم بدستور (شفاف) يتضمن مادة ل(الاصطياد في الماء العكر).. فتعالوا نقرأ عناوين الصحف في يوم (ما) قادم: الدار: الأجهزة الرسمية تفلح في مداهمة أكبر أوكار عصابات الصيد في الماء العكر. التيار: حملات واسعة لولاية الخرطوم للحد من الصيد "الجائر" في الماء العكر. الإنتباهة: القبض على مصطادين "في المياه العكرة" بينهم جنوبي..! ألوان: المحكمة تبرئ قيادئ بالحركة الإسلامية من تهمة الاصطياد في الماء العكر. التغيير: لجنة مكافحة الصيد في الماء العكر تختتم أعمالها بقاعة الصداقة. الجريدة: البرلمان يجيز قانوناً مختصاً بالصيد في الماء العكر. خروج: * علَّمتُم الدنيا هذه (الحرفة!) وتريدون الاصطياد في الماء العكر لوحدكم؛ ما هذه الأنانية؟؟!! * عذراً للتكرار بمقتضى الضرورة أيها القارئ فالمؤتمر الوطني أول حزب استثنائي اصطاد في جميع المياه: المالحة والعذبة والعكرة.. ولأنه (مختلف) هو أول من ابتكر الاصطياد في (الخبوب والطين!).. وكذا في الرمال والجبال، فضرب الرقم القياسي في (التضحية) بالآخرين، لأن حق الاصطياد مكفول له (بلا رقيب) طوال السنة؛ لا فرق بين (سبتمبر) وباقي الشهور..! * استمروا في (صيدكم)؛ شريطة ألا تحجروا على الآخرين (ما تصطادونه!!).. بمعنى آخر: لا تنهوا عن أشياء هي (أساس) حكمكم..!! أعوذ بالله