بيان حول تعليق جلسات مفاوضات وقف العدائيات للقضايا الإنسانية بدارفور و جنوب كردفان/جبال النوبة والنيل الأزرق انعقدت بدعوة من الآلية الأفريقية رفيعة المستوى، وفقاً لقرار مجلس السلم والأمن الأفريقي في إجتماعه رقم 539، في الفترة من 19 إلى 23 نوفمبر الجاري بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا جولة مباحثات وقف العدائيات للقضايا الإنسانية في دارفور وجنوب كردفان/جبال النوبة و النيل الأزرق وذلك بمسارين ضم الأول النظام مع حركتي تحرير السودان (بقيادة مناوي) و العدل و المساواة بغرض التوصل لإتفاق يخص إقليم دارفور و ضم المسار الآخر النظام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان و خصص لنقاش منطقتي جنوب كردفان/جبال النوبة و النيل الأزرق. لم يستغرق التفاوض وقتاً طويلاً ليتبيّن المراقبون نوايا النظام الحقيقية في إفراغ عملية التفاوض من أي مضمون حقيقي حيث لجأ للتلاعب بالكلمات و محاولات تخفيف الضغوط الدولية دون إظهار أي إرادة حقيقية أو جدية لإيقاف الحرب و إغاثة سكان مناطق النزاع المكتوين بنيران حروب المؤتمر الوطني. في هذا السياق تمسك نظام المؤتمر الوطني بمواقف لا يسندها منطق ولا تقيم وزناً لمعاناة ضحايا الحرب ولا تحفل بنزيف الدماء و إزهاق الأرواح، حيث أصر مفاوضوه على التحكم في مسارات الاغاثة و وضعها في يده بدلاً عن الإشراف المحايد عليها وطالبوا قوى الجبهة الثورية بالإنضمام لحوار وثبتهم العبثي وبحث قضية دارفور عبر منبر الدوحة، كما تمسك مفاوضو النظام بمدة قصيرة لوقف العدائيات إقترحوا لها شهراً واحداً بدلاً عن مقترح الوساطة بأن توقف العدائيات لستة أشهر . هذه المواقف المتشددة للنظام قابلتها مواقف معقولة لقوى الجبهة الثورية التي أصدرت خارطة طريق في سبتمبر الماضي عرضت فيه وقفاً للعدائيات لمدة ستة أشهر يتم فيه إغاثة المتأثرين بالحرب بإشراف دولي عبر مسارات متعددة و من ثم الدخول في حوار وطني جامع يضم كل أطراف التشكيل السياسي والإجتماعي في البلاد ويشمل كل قضايا الأزمة السودانية. لم ينتظر النظام كثيراً بعد تعليق المفاوضات ليكشف عن نواياه الحقيقية في إعلاء صوت البندقية حيث جاء على لسان ابراهيم محمود رئيس وفد التفاوض من قبل النظام انهاؤهم لإعلان وقف إطلاق النار الذي تعهد به البشير الشيء الذي اكده وزير دفاع النظام بترديده الاسطوانة المشروخة ب "القضاء على التمرد خلال الصيف القادم". إننا في حزب المؤتمر السوداني نحمل نظام الإبادة الجماعية مسئولية إضاعة هذه الفرصة الثمينة لإيقاف الحرب في دارفور و المنطقتين و لتوصيل المعونات الانسانية لمواطني/ات البلاد في مناطق الحرب اللذين تطاولت معاناتهم و نؤكد كحزب التصدي لمسؤوليتنا التاريخية و العمل مع حلفائنا في نداء السودان لوضع حد لهذا القتل و الدمار الذي يرتكبه نظام المؤتمر الوطني و ذلك عبر تنظيم الصفوف و تكثيف الجهود من اجل إسقاط هذا النظام و إحلال بديل ديمقراطي يوفر السلام و الحرية و العدالة لكافة أهل السودان، كما إننا نحث الأسرة الإقليمية و الدولية على الإنحياز لمصالح مواطني/ات البلاد في مناطق النزاع و النازحين/ات بالمعسكرات ممن عانوا الويلات من حروب المؤتمر الوطني طوال سنوات الجمر والرصاص التي وسمت مسيرة حكمه البائس. المكتب السياسي لحزب المؤتمر السوداني 26 نوفمبر 2015م.