دشن مواطنو ومواطنات الفتيحاب وبرى احتجاجات العاصمة أمس على عجز السلطة عن توفير غاز الطهى . وخرجت التظاهرات فى مناطق متعددة من برى واغلق الشباب شوارع رئيسية بالمنطقة ، فيما اغلق المحتجون بالفتيحاب الطريق الرئيسى للكبرى من جهة أم درمان بانابيب الغاز الفارغة . وقالت ربة منزل في الخرطوم ل(حريات) ان سعر اسطوانة الغاز يتراوح ما بين (175) إلى (200) جنيهاً في السوق السوداء في بعض أحياء العاصمة . وتضاربت أقوال السلطة فى تبرير الأزمة ، ففيما عزتها من جانب لصيانة مصفاة الجيلى وأعلنت عن استيراد كميات من الغاز من الخارج ، عادت لتقول بان السبب جشع الوكلاء وأعلنت عن توزيع انابيب الغاز فى الميادين العامة ! ووصلت صفوف الأنابيب فى بعض المناطق الى حوالى نصف كيلومتر ! وقال مصدر مطلع ل(حريات) ان الأزمة سببها تدنى الكفاءة التشغيلية لمصفاة الجيلى ، اضافة الى سببين آخرين ، هما عجز السلطة عن توفير العملة الصعبة لاستيراد الغاز ، وكذلك تباطؤها فى الاستيراد لخلق أزمة مخططة تؤدى الى شح المعروض فى السوق ومن ثم زيادة سعر الانبوبة مستخدمة فى ذلك الخداع ، بحيث ان السعر الجديد رغم انه سيكون أعلى كثيراً من السعر القائم الا انه سيبدو أقل من سعر السوق السوداء الذى رفعته الأزمة المخططة الى أعلى سعر ممكن (مائة جنيه للانبوبة) !. ويعانى نظام المؤتمر الوطنى من عجز ضخم فى الميزان التجارى ، فشل على اثره فى توفير العملة الصعبة اللازمة لاستيراد الكميات المطلوبة من الادوية والقمح والغاز ووقود الكهرباء . وكشف تقرير لبنك السودان المركزى عن تفاقم العجز فى الميزان التجارى للبلاد بنهاية عام 2014 ، حيث بلغت الصادرات 4.35 مليار دولار ، بينما بلغت الواردات 9.21 مليار دولار ، بعجز يصل الى 4.86 مليار دولار ، مما يعنى ان العجز يفوق حجم جملة الصادرات !! وأقر وزير التجارة صلاح محمد الحسن امام المجلس الوطني أكتوبر 2015 بانخفاض إجمالي صادرات البلاد بنسبة (49.6%) في النصف الأول من العام الحالي (2015).