فيما وصل سعر الدولار الى (11) ألف جنيه سودانى فى السوق أمس ، عجز بنك السودان المركزى عن توفير العملة الصعبة لاستيراد بعض شحنات القمح . وأعلن مسؤولو شركة سيقا (تابعة لرجل الاعمال أسامة داؤود) فى تصريحات صحفية ان البنك المركزى لم يلتزم بتوفير العملة الصعبة للتسديد للجهة الموردة . وقال متابعون ان وزير المالية ، خلاف أزمته الموضوعية الناجمة عن شح العملة الصعبة بسبب انهيار الصادرات ، لديه كذلك مآرب شخصية ، فهو يريد تدمير شركة سيقا لصالح استيراد القمح التركى متدنى الجودة الذى تستورده شركة مرتبطة به . واستوردت البلاد عام 2014 ، (2.2) مليون طن من القمح بقيمة (1.4) مليار دولار ، أى حوالى (11.4%) من حجم الاستيراد الكلى . ويعانى نظام المؤتمر الوطنى من عجز ضخم فى الميزان التجارى ، فشل على اثره فى توفير العملة الصعبة اللازمة لاستيراد الكميات المطلوبة من الادوية والقمح والغاز ووقود الكهرباء . وكشف تقرير لبنك السودان المركزى عن تفاقم العجز فى الميزان التجارى للبلاد بنهاية عام 2014 . وبحسب احصاءات بنك السودان بلغت الصادرات 4.35 مليار دولار ، بينما بلغت الواردات 9.21 مليار دولار ، بعجز يصل الى 4.86 مليار دولار ، مما يعنى ان العجز يفوق حجم جملة الصادرات !! وأقر وزير التجارة صلاح محمد الحسن امام المجلس الوطني أكتوبر 2015 بانخفاض صادرات المعادن من (815) مليون دولار في نصف العام الماضي إلى (480) مليون دولار في النصف الأول من العام الحالي (2015) بنسبة انخفاض قدرها (41.1%). وبلغت نسبة انخفاض إجمالي صادرات البلاد (49.6%) . وكشف رجل الأعمال أسامة داؤود صاحب مجموعة شركات (دال) المالكة لمطاحن (سيقا) للدقيق ، في لقاء صحفي اغسطس 2015 انه سبق وحضر إليه وزير المالية الحالي بدرالدين محمود برفقة وزير الزراعة السابق الدكتور المتعافي ، وطلبا منه إستيراد دقيق من تركيا ، وأنه رفض طلبهما ، قائلاً انهم مصنعون ولا يرغبون في جني أرباح سريعة بالمضاربة في سوق الدقيق . وذكر أنهم يفضلون بناء صناعتهم الوطنية داخل السودان. وأوضح ان الدقيق التركى متدنى الجودة واسعاره عالية ، مضيفاً بان جوال الدقيق التركي يُخرج (700) رغيفة بينما تخرج (1000) رغيفة من القمح المستورد المطحون محلياً. وأضاف ( لو عايزين يدمرونا أحسن يكلمونا عشان نطلع بي أخوي وأخوك). وكشف الخبير الاقتصادى المرموق الدكتور التجانى الطيب ابراهيم بالأرقام كذبة سلطة المؤتمر الوطنى عن دعم أسعار الخبز ، وأورد (.... تكلفة جوال الدقيق المستورد بعد استعمال سعر الصرف الجديد وأضفنا إليها 15 جنيه للموردين و 18 جنيه للمخابز، وقدرنا إنتاجية جوال الدقيق بحوالي 650 رغيفة بدلاً من 700 رغيفة، فإننا نجد أن سعر الرغيفة يصل إلى 22 قرشاً ، أي أقل من سعرها الحالي بحوالى أحد عشر قرشاً (33%).). وأضاف الدكتور التجانى الطيب ( لو نظرنا بنفس المنهج إلى جوال الدقيق المطحون محلياً بعد اعتبار متوسط التكلفة الحقيقية للمطاحن الرئيسية و18 جنيهاً لتكلفة المخابز، فإننا نجد أن سعر الرغيفة لا يتعدى 25 قرشاً بالتكلفة الحقيقية للمطاحن، و22 قرشاً بمتوسط السعر المحدد رسمياً ، ما يعني أن المواطن هو المتضرر في كلا الحالتين).