وقفت جنود جمهورية ربكونا تتابع بعين ساهرة وايادي امينة تحركات شبان المسئول زلوط وصديقة ملحوس التي كانت تتحرك بليل حالك على متن سيارات فارهة القوام سريعة الجريان لاترى منها الا العجاج ، طال الانتظار ولم تستطع الجنود من معرفة السر الدفين والحراك المستديم، الا ان الشكوك زادت من احكام المراقبة والمتابعة ، وفي غفلة لم تكن في الحسبان استطاع الجنود القبض غل شبان زلوط وصديقه ملحوس وتم ايقافهم بعد مطاردة ساخنة ارهقت الجميع !!! تم اقتيادهم الى باحة المركز وفتح ضدهم بلاغ التجارة والحيازة للكحول المستوردة من كل صنف ونوع ! وارتاحت عيون الجنود من الهموم ومتابعة المستور وولى العجب بعد معرفة السبب ، وكان الكل حريص لحضور الحكم العنيف الذي يصبح عبرة وعظة لكل جبار عنيد ، وهنالك في بهو المجكمة الواسع تجمع الحشود وكل طير على اشكاله وقع ، جاء القاضي بعباءته الفخمة يجرها جرا وجلس القرفصاء على مقعد وثير ووضع نموذج للمعروض وضرب على منضدته – محكمة – كان الكل في تلك اللحظات ينظر الى المعروض مرة ومرة في الجناة واخرى في وجه القاضي الذي ظل يراجع مكتوبه بدقة ويتشاور في الاخري مع اعضائه البواسل الذين اختارتهم جمهورية ربكونا خيار من خيار – محكمة – وقف الجميع ثم جلسوا وهم يهمهمون ، فاجأهم صوت القاضي الهمام الذي تم تعينه بعد تخرجه مباشرة لانه لا يخشى في الحق لومة لائم سكوت سكوت !! سكت جميع الحاضرين ، فبدأ الهمام في تلاوة الحكم بعد مقدمة قصيرة ، ابتدرها بقوله تعالى :" اذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فنتصبحوا على ما فعلتم نادمين " السادة الكرام اتضح لي بعد التحرى في القضية ومراجعة البينات واستدعاء الشهود ان ما كان يحمله الشبان في العربة (خُمرة ) بضم الخاء وليست (خَمرة ) بفتح الخاء ، لذا تحكم المحكمة بالبراءة الفورية وتعويضهم بدل فاقد يومين جرجرة واعتذار مختوم وموقع من جمهورية أكلونا !!!!احتار الجميع واصابتهم الدهشة خاصة عساكر الجمهورية الذين تأكدوا ان المعروض خمرة وليست خمرة ، فرفع احدهم يده مستأذنا مولانا القاضى ممكن اتعطر من خمرة المعروض ، فجاءه رد القاضى ، متزوج يا ابني ؟ قال له : نعم فرد القاضي : يا ابني ما تجيب لي نفسك مشكلة مع الولية !!!