1- من منا في السودان لا يعرف ان السؤال عن اين ذهبت "عائدات النفط" قد اصبحت من الموضوعات الممنوع تداولها رسميآ واعلاميآ، بل حتي نواب مجلس "بدرية سليمان" الحالي وما قبله من مجالس سابقة ما استطاع احد منهم ان يتجرأ وطالب المجلس مناقشة اختفاء عائدات النفط، ولا ان يسأل لماذا لم تدرج هذه العائدات بمليارات الدولارات في الميزانيات السنوية منذ عام 1999 (عام استخراج النفط) حتي هذا العام؟!! (2)- ***- في يوم 30 اغسطس من هذا العام الحالي 2016 – اي بعد ستة شهور شهور من الان- تاتي ذكري مرور سبعة عشر عام علي وصول أول شحنة نفطية عبر الأنابيب من مناطق الانتاج إلى ميناء (بشائر) ثم تصديره في نفس اليوم الي الصين وكوريا). 3- ***- رغم ان هذا اليوم كان عظيمآ بمعني الكلمة، وكان واحدة من اهم ايام السودان باعتباره دولة من دول النفط، الا ان البشير من خلال خطابه في (بشائر) احال بهجة الناس الي حزن وغم بدل الفرحة والابتهاج، فقد فاجأ البشير المراقبيين بشن هجوم حاد علي المعارضين السودانيين، وقال وهو يشهد الاحتفال الذي اقيم بميناء بشائر علي البحر الاحمر: (ان هذا البترول يتفجر رغم أنف العملاء الذين يشاهدون هذا الاحتفال وهم يحتسون البيرة في فنادق اسمرة والقاهرة لانهم منافقون وعبدة للشيطان ، علينا ان نكبر ونهلل لنبعد الشيطان وندعوهم "المعارضة" للتوبة والاستغفار، ولازم المعارضين يستغفروا ويتوبوا ويغتسلوا هنا في هذا البحر "الاحمر لضمهم الينا)!! 4- ***- مرت سبعة عشر عام وماسمعنا خلال هذه الاعوام الطوال باي بيان رسمي او تصريح من مسؤول كبير عن "عائدات النفط"!!.. ***- رفض المؤتمر ان يبين للناس اين ذهبت المليارات من الدولارات ؟!! 5- ***- منعت وزارة الطاقة والتعدين خروج اي بيانات او معلومات تخص الوزارة، خاصة تلك التي تتعلق باخبار "عائدات النفط" وما يجري في حقول استخراج النفط!! ***- رفضت وزارة المالية توضيح اسباب اختفاء ارقام "عائدات النفط" من الميزانيات السنوية!! ***- اما عن بنك السودان المركزي فقد لزم هو الاخر الصمت الرهيب كان هذا الامر لا يعنيه!! ***- الصحف المحلية لم تتناول اي اخبار عن "عائدات النفط" لان رقيب جهاز الامن كان يشرف بدقة علي صغيرة وكبيرة في المقالات!! 6- ***- رغم الجوع الضاري الذي ضرب نحو 40% من مساحة السودان "الفضل"، و37% من السكان يعيشون عالة علي منظمات الاغاثة الدولية منذ اكثر من تسعة عشر عام، مازالت "عائدات النفط" بعيدة عن انقاذهم!! 7- ***- ليت الامر وقف فقط علي "عائدات النفط"، هناك ايضآ موضوع "الوديعة" القطرية المبهمة التي لا يعرف احد من السودان اصلها من فصلها، ***- ولماذا هي اصلآ "وديعة" في السودان وليست في دولة اخري؟!! ***- لماذا اودعها شيخ تميم امير دولة قطر في السودان دون توضيح اي اسباب؟!! ***- لماذا لم تتم مناقشة امر "الوديعة" بصورة علانية في المجالس السابقة ومجلس "بدرية سليمان" الحالي؟!! ***- ولماذا منعت الاجهزة الامنية الصحف المحلية من تناول اخبارها لا سلبآ ولا ايجاب؟! ***- وزارة المالية رفضت الحديث عن "الوديعة"، لكن من الوزارة خرجت اخبار القصور الفخمة التي شيدها الوزير السابق علي محمود!!..وانه قد اشتري منزلا بمبلغ (2) مليون دولار، وهناك دعوة قضائية ضده امام نيابة الثراء الحرام!! 8- ***- تاتي قمة الغرابة، ان الرئيس البشير بالرغم من انه معروف عنه كثير الكلام في الخطب الرسمية والعادية والتصريحات، وتكلم في مئات المواضيع التي تخص الشأن السوداني، ولكنه ما سبق له ان نطق بحرف واحد حول "عائدات النفط" او "الوديعة القطرية"!!…ظل يتهرب بشدة – عن عمد- من اجابة السؤال الذي يشغل بال المواطنيين عن "اين هي حصة الشمال من "عائدات النفط"..ولماذا لاتدخل هذة العائدات في رفع مستواهم المتدني يومآ بعد يوم?!! ***- ما سر هذه "الوديعة" القطرية المبهمة التي دخلت عامها الثاني؟!! ومن يفك شفرتها؟!! ***- وهل هي حقآ "وديعة" ام اشتري بها تميم شي سوداني نجهل امره؟! ! 9- ***- يبدو ان المثل المعروف ( تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن) قد انطبق تمامآ علي السودانيين، فبينما الملايين في البلاد تنظر بفارغ الصبر الافراج عن "عائدات النفط" وتنزل الي الحياة الاقتصادية المزرية وتنعشها وتبث فيه الروح وينعم الكل بخيراتها بعد طول غياب، ***-وايضآ بينما الناس في انتظار اعلان من البشير يعلن فيه استخدام اموال "الوديعة" في حل الضائقة التي يعاني منها الشعب وتخصيص جزء كبير منها لرفع مستوي المعيشة في المناطق المهمشة وفك ازمة الجوع في جبال النوبة ودارفور، جاءت الاخبار في يوم الاربعاء 3 يناير الحالي 2016، ان متضرري حرب الخليج لم يستلموا من التعويضات المخصصة لهم الا مبلغ (171) مليون دولار منذ بدء صرف التعويضات من اصل (777) مليون دولار استلمتها الحكومة من الأممالمتحدة على مراحل منذ العام 1994 م وحتى 2006م، ، كتعويضات للمتضررين، ، وتساءل رئيس لجنة المتضررين، أنور عبد الجبار، في تعميم صحفي، (أين ذهبت بقية الأموال التي بلغت 607 مليون دولار)؟!! ***(ملحوظة: الصحف نشرت عن طريق الخطأ، ان المبلغ المختفي هو 607 مليون دولار، لكن الرقم الصحيح هو606 مليون دولار). 10- ***- نعود من جديد بعد اختفاء "عائدات النفط" ومعها الوديعة "القطرية" ونسأل نواب المجلس، وزير المالية، مدير البنك المركزي:( اين اختفي مبلغ 607 مليون دولار تخص متضرري حرب الخليج؟!! 11- اصل الخبر كما جاء في صحيفة الراكوبة: الحكومة تستلم (777) مليون دولار تعويضات لمتضرري حرب الخليج ********************** المصدر:- "اول النهار"- "الراكوبة"- -02-03-2016- كشفت لجنة متضرري حرب الخليج، عن تسلم الحكومة مبلغ (777) مليون دولار من الأممالمتحدة، كتعويضات للمتضررين، في وقت سلمت فيه اللجنة، رئاسة الجمهورية (8) ملفات تتعلق بالقضية. وقال رئيس لجنة المتضررين، أنور عبد الجبار، في تعميم صحفي، ان الحكومة تسلمت المبالغ على مراحل منذ العام 1994م وحتى 2006م، مشيرا الى استلام المتضررين مبلغ (171) مليون دولار منذ بدء صرف التعويضات، وتساءل (أين ذهبت بقية الأموال التي بلغت 607 مليون دولار)، مبينا أن الملفات التي سلمت لرئاسة الجمهورية تثبت أحقية. 12- يا وزارة المالية، يا بنك السودان المركزي، يالجنة متضرري حرب الخليج: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} -الآية ، النساء58- [email protected]