* فضلا عن عبثية وسطحية (بدعة) مهرجانات السياحة والتسوق التى انتشرت فى ولايات اليباب والكفاف والفقر للتسرية والترفيه عن أصحاب الرفعة والشأن، والأموال الضخمة التى تُهدر عليها والمنفعة الذاتية الضيقة التى تتحقق من ورائها، وإيهام البعض لأنفسهم بالقدرة على محاكاة مهرجانات (دبى)، كانعكاس مرير للصدمة الحضارية العنيفة التى أصابتهم عند رؤية العالم الخارجى للمرة الأولى، وتحديدا مدينة (دبى)، فعاشوا الوهم باستنساخ (دبى) سودانية تنعم وتستمتع بمهرجاناتهم العبثية، كما تهيئ لهم نفوسهم المريضة، ها هى المهرجانات تتحول الى حروب بين عاطلى الحكومة بسبب (صالة أعراس) !! * بالله عليكم، تأملوا هذا العبث الذى يحدث فى هذه المهرجانات لتدركوا حجم الاستهتار والتلاعب بالشعب ومصالحه وأمواله، بل وعواطفه النبيلة!! * جاء فى الصحف قبل يومين أن ولاية الجزيرة ستشارك فى مهرجان السياحة والتسوق التاسع بولاية البحر الأحمر بوفد كبير يتكون من مائتى شخص بقيادة والى الجزير محمد طاهر إيلا وعدد من أعضاء حكومة الولاية وقطاعات الشباب والطلاب والمرأة والمجلس التشريعى، وبالفعل ترك كل هؤلاء أعمالهم وسافروا الى البحر الأحمر للمشاركة فى أنشطة المهرجان، ولكن الوفد رفض المشاركة، وألغى إيلا زيارته لبورتسودان !! * لقد إكتشف الوفد الرفيع عندما وصوله لبورتسودان، أن لجنة المهرجان اختارت له قاعة (الشمندورة) لتقديم أنشطته الثقافية، بدلا عن إستاد بورتسودان، فأعلن انسحابه وأصدر رئيس الوفد ووزير الشباب (الهندى الريح) بيانا صحفيا قال فيه "ان الحفل كان مكانه الهواء الطلق والأرجاء الفسيحة، ولكنهم أصيبوا بخيبة أمل عندما علموا بتغيير المكان الى قاعة صغيرة، وهو ما هزم جوهر الفكرة وهدف المشاركة التى قُصد منها التلاحم والتلاقى مع سواد جمهور ولاية البحر الأحمر، ومعايشة نبضهم وتفاعلهم مع ابداعات ولاية الجزيرة"!! * ورد عليه وزير الشؤون الاجتماعية بالبحر الأحمر (محمد بابكر بريمة)، بأن ليلة الجزيرة لم تكن اصلا ضمن ليالى الاستاد، وإن (الشمندورة) صالة كبيرة تسع ألفى شخص، بينما لا يزيد وفد الجزيرة عن مائتى شخص، تم تكريمهم واستقبالهم فى المطار بقيادة والى البحر الأحمر نفسه"!! * وأعرب رئيس وفد الجزيرة (الريح الهندى) فى حديث للزميلة (السودانى)، عن اسفه لما حدث، مشيرا الى أن ولايته استقبلت البحر الأحمر خير استقبال عند مشاركتهم فى مهرجان الجزيرة للسياحة، وأقيم لهم إحتفال فى الكورنيش، بعكس ما حدث لهم فى بوتسودان!! * كما لم تدع عضو الوفد ووزير الاعلام بولاية الجزيرة والناطق الرسمى باسم الولاية (إنعام عبدالحفيظ) الحرب تفوتها، وقالت إن ما حدث لولايتها أمر مؤسف، وكان يجب اختيار مكان يسع جماهير الشرق ليستمتعوا بثقافة الجزيرة وفنانيها، وإنه من الظلم اختزال ليلة الجزيرة فى صالة أعراس، و"نحن لم نتعامل معهم بهذه الطريقة عندما شاركوا فى مهرجان الجزيرة فى الهواء الطلق"!! * تخيلوا .. صارت (الشمندورة) و(الكورنيش) و(الهواء الطلق) و(صالة الأعراس) هى هموم الجماهير التى تشغل الحكام وتجعلهم يغضبون ويحردون وينسحبون ويتطاحنون ويتخاصمون ويدبجون البيانات والردود !! * حسنا يا حكام (دبى) السودانية فى كل المدن الحزينة .. ها هو حاكم (دبى) الحقيقية التى تنام سعيدة وشعبها سعيد، يُنشئ على مشارف عيد المحبة والأسرة، وزارة للشباب والسعادة والتسامح، فهلا انتهزتم الفرصة وأكرمتم هذا الشعب الذى ظل يعانى ويتألم وينزف من أسقامكم وفسادكم، واستحدثتم وزارة للشباب والسعادة والتسامح أسوة ب(دبى)، تُرضى أحلامكم المريضة، وتملأ عيونكم الفارغة، وتبعد الحزن عن الشعب المكلوم الفقير المريض الذى ينام جائعا دامعاً، وأنتم منتفخون؟! [email protected]