عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات يتم إنشاء المؤسسات العلاجية العامة وِفق خطة مدروسة من حيث الموقع الجغرافي والكثافة السكانية وقرب المؤسسات السابقة ونوعيتها وما تُقدمه من خدمات والمُرتجي من المُراد إنشاؤها ، وكل ذلك بناء علي أُسس علمية لخارطة صحية شاملة ونظرة مُستقبلية حتي تتكامل الخدمات كما ونوعا من أجل المواطن. يقع مُستشفي أمبدة النموذجي شمال غرب أمدرمان علي مقربة من سوق ليبيا في بداية طريق الخرطومدنقلا، في منطقة ذات كثافة سكانية عالية، سعته السريرية كانت في حدود 150 سرير من ضمنها 16 سرير عناية مُكثفة وتشمل أقسامه الجراحة والنساء والتوليد والأطفال والباطنية والعيون والأنف والحنجرة إضافة إلي قسم الحوادث والطواريء والمعمل والأشعة والصيدلية والتغذية والمغسلة والمشرحة ومحطة تنقية مياه الصرف الصحي. تم تعيين مدير عام له في يناير 2004م وحسب علمنا فقد تناقش مع وزير الصحة وقتها و مع رئيس اللجنة العليا لإحتفالات الإستقلال بأن المستشفي غير جاهز للإفتتاح ، ولكن!! علي كل حال تم إفتتاحه عصر يوم 21/1/2004م علي يد السيد رئيس الجمهورية بحضور السيد الوالي ووزيرصحة الخرطوم في حضور د. الطيب إبراهيم محمد خير وكبار رجال الدولة ونواب الشعب من محلية أمبدة. هذا المستشفي وفي مدخله الرئيسي كانت هنالك لافته بحجم كبير جدا جدا تشير إلي أن تكلفة إنشائه قد بلغت 18 ونص مليار جنيه سوداني (يناير 2004م)، مأساة هذا المستشفي وبحجم هذه التكلفة قولا وفعلا لم يكن جاهزا للإفتتاح، بل هو إفتتاح سياسي وفوق ذلك ظهرت الحقيقة المُرة مُجردة التي قال بها المدير العام للمستشفي قبل الإفتتاح. مستشفي بهذا الحجم ولا يوجد به حوض غسيل أيدي إلا في مكتب المدير العام والمدير الطبي ومدير طبي الحوادث، والأطباء بعد الكشف علي المرضي يلجأون لها لغسل وتعقيم أياديهم. مستشفي بهذا الحجم ولا توجد به خصوصية من أجل أن تجد السسترات وعناصر التمريض والقابلات والعاملات مكان لتغيير ملابسهن. مستشفي بهذا الحجم ولا يجد العاملون في أمن المنشآت وحرس البوابات مكان لتغيير ملابسهم أو لقضاء حاجتهم. هذا المستشفي قبل أن يبدأ العمل به ، بل حتي قبل إفتتاحه بواسطة السيد رئيس الجمهورية بدأ يتصدع ويتشقق البلاط بل وتفور أرضيته ويعاد ترميمه أكثر من مرة،ومجمل القول فيما يختص بالمنشآت المدنية لم تكن بمستوي ماقيل أنه تكلفته المادية وهي 18 ونص مليار جنيه سوداني لحظة إفتتاحه في 2004م يناير. في الجزء التالي سنتحدث عن المعدات الطبية وماصاحبها من لغط أنشاء الله