د.يوسف الطيب محمدتوم- المحامى [email protected] بسم الله الرحمن الرحيم جاء فى صحيفة الجريدة بقلم الأستاذة الصحفية النابهة سعاد الخضر مايلى: – (كشفت الأمين العام لإتحاد بائعات الأطعمة الشعبية والمشروبات عوضية عباس، تفاصيل طريقة اختيار رئيسة الإتحاد عوضية كوكو ضمن أشجع 10 نساء في العالم، وتكريمها من وزارة الخارجية الأمريكية الأسبوع الماضي. وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد سلم عوضية جائزتها بواشنطون. وقالت الأمين العام لاتحاد بائعات الأطعمة والمشروبات ل (الجريدة) امس، إن تكريم الخارجية الأمريكية لرئيسة الإتحاد لم يأت عبثاً، بل لأنها ناضلت من أجل حماية البائعات من كشات المحلية من خلال تأسيسها للإتحاد التعاوني المتعدد الأغراض بجانب مساعدتها لعدد 268 مواطناً ومواطنة من بينهم (59) مواطناً ساعدت في تمليكهم (ركشات) بعد أن قامت بتقديم ضمانات لهم مما أدى الى دخولها السجن (4) سنوات بسبب ذلك. وأضافت (عوضية باعت منزلها لسداد تلك الأقساط ، كما ساعدت 113 من النساء بشرائها ثلاجات لهم وضمنت 116 من المحتاجين لدى بنك الأسرة، واعتبرت الامين العام لاتحاد بائعات الاطعمة والمشروبات فوز عوضية فخراً للإتحاد والمرأة السودانية. ونوهت الامين العام الى أن الاتحاد تم تسجيله في العام 2012م ويضم 14 أو 15 جمعية، وتبلغ عضوية كل جمعية أكثر من 500 عضو، وأشارت الى أن الإتحاد يهدف لايقاف الكشات ضد البائعات وتحقيق العيش الكريم للمرأة، واعتبرت الكشات اهانة لكرامة المرأة، وزادت (ليس لدينا مصدر لتربية أبنائنا ولتخريج الأطباء والمهندسين، ولكن الدولة لا تساعدنا بالدخل بل تأخذ منا)، وتابعت (عند مصادرة عدتنا يتم تغريمنا مابين 200 الى 300 جنيه). وأكدت الامين العام للاتحاد سعي الإتحاد لترقية المرأة وتطويرها لتحصل على مهن انتاجية أخرى، وحمايتها من خلال مراجعة قوانين النظام العام )إنتهى. تالله إن الإنسان العاقل والسوى والذى لديه إنسانية ولو صئيلة،سيذرف دمعاً سخيناً من هذا المواقف العظيمة التى وقفتها بطلتنا عوضية من أجل حل مشاكل بنات جنسها واللائى لا يجدن مسكناً يليق بهن ،ولا غذاءاً وماءاً صحياً لهن ولأبنائهن وبناتهن،فالانجازات التى قامت بها هذه السيدة الفاضلة وعجز عنها الرجال تستحق أكثر من جائزة وأكبر من مكافأة،فهذه المرأة المكافحة والتى عملت وتعمل على حل مشاكل اعضاء إتحادها بما يتوفر لها من إمكانيات شحيحة،مما أدى تعسر عدد كبير من زميلاتها فإضطرت بطلتنا العظيمة لبيع بيتها الذى يؤى أسرتها لكى تحل مشاكل زميلاتها،بل دخلت السجن ومكثت فيه أربع سنوات ،كما ذكرت الأستاذة عوضية عباس الأمين العام لإتحاد بائعات الأطعمة والمشروبات،وهذا لعمرى تضحية لا نجدها عند الكثير من الناس سواء كانوا أصحاب سلطة أو مال،فالتكريم الذى إستحقته السيدة/عوضية كوكو بجدارة من وزارة الخارجية الأمريكية،يجب أن يكون دافعاً لك نساء بلادى من أجل أن يأخذن بذمام القيادة فى مجتمعاتهن المختلفة،فالعزيمة القوية والإرادة التى لا تعرف الإنكسار يجب أن تكون ديدن كل نساء السودان ،فقطعا عوضية كوكو كانت صاحبة عزيمة لا تعرف اللين وإرادة لاتعرف الإنكسار،وإلا لما ضحت بوقتها ومالها من أجل إيجاد حياةً كريمة لأخواتها فى الوطن،فحياة الذل والهوان بالطبع لا تشبه الإنسان الذى كرمه ربه سبحانه وتعالى بقوله:(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)الأية70 سورة الإسراء. فالشكر من بعد الله لوزارة الخارجية الأمريكية على هذا الصنيع الجميل،وكذلك الشكر موصول للسفارة الأمريكية فى الخرطوم على إختيارها لهذه البطلة صاحبة المواقف المشرفة لتكون نموذجاً يحتذى فى جميع بلاد العالم التى تعانى نسائها من الذل والهوان والإنهزام أمام سلطة الدولة الباطشة،والتى لا تعرف الإهتمام بمواطنها فى جميع مجالات الحياة المختلفة ولا تعرف بل ولاتفكر فى إيجاد حلول لإحتياجاته المتنوعة. وبالله الثقة وعليه التُكلان.
