كشف تقرير وزارة الخارجية الأميركية السنوي الذي صدر يوم أمس عن أوضاع حقوق الإنسان في العالم عن إنتهاكات خطيرة إرتكبتها الحكومة السودانية خلال العام الماضي. وأوضح التقرير بأن هناك حالات عديدة تثبت “تصرف الأجهزة الأمنية بشكل مستقل عن الأجهزة المدنية”، خاصة في دارفور. وأورد التقرير الإنتهاكات التي قامت بها الحكومة السودانية خلال العام المنصرم، ذاكراً : ( ووقعت انتهاكات حقوق الإنسان التالية : الحرمان من حق المواطنين في تغيير حكومتهم، عمليات القتل غير القانونية خارج نطاق القضاء عبر القوات الحكومية، وممارسة التعذيب على نطاق واسع، وإنحياز أجهزة حفظ الأمن والقانون للحكومة، والضرب والاغتصاب وغيره من ضروب المعاملة اللاإنسانية أو المهينة على يد قوات الأمن، وظروف السجن القاسية، وعمليات الاعتقال والاحتجاز التعسفي وبمعزل عن العالم الخارجي، واحتجاز معارضي الحكومة المشتبه بهم ، والاحتجاز السابق للمحاكمة لفترات طويلة؛ التدخل في شؤون القضاء والحرمان من المحاكمة العادلة، عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية وطرد الأفراد العاملين لدى المنظمات الإنسانية غير الحكومية، القيود المفروضة على الخصوصية وحرية التعبير، القيود المفروضة على الصحافة بما في ذلك الرقابة على الصحف، وعلى حرية التجمع، وعلى حرية الأديان، ومضايقة النازحين داخليا، والتحرش وإغلاق منظمات حقوق الإنسان، والعنف والتمييز ضد المرأة بما في ذلك تشويه الأعضاء التناسيلة للأنثي، والإعتداء على الأطفال بما في ذلك الإعتداء الجنسي والتجنيد القصري، ومنع المراقبين الدوليين لأوضاع حقوق الإنسان من السفر داخل البلاد، والإتجار بالبشر، والتمييز والعنف ضد الأقليات العرقية، و حرمان العمال من حقوقهم وتشغيل الأطفال) . إلى ذلك، كشف التقرير عن أن الحكومة السودانية واصلت قصف وحرق مناطق مدنية عبر القوات الحكومية، مضيفاً: ( وواصلت ميليشيا متحالفة مع الحكومة قتل المدنيين واغتصاب النساء والفتيات،واستخدام الجنود الأطفال). كما اتهم التقرير فصائل من حركات دارفور وقطاع الطرق، ومسلحين مجهولين بقتل وخطف المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، وأفراد بعثة الاتحاد الافريقي) البعثة الهجين في دارفور) ، و إغتصاب المدنيين، واستخدام الجنود الأطفال، والإثنية التي أدت للإنقسامات في الحركات المسلحة. وشدد التقرير على أن هجوم حركة العدل والمساواة على مدينة أم درمان في مايو 2008م وإشتباكها في المدينة مع القوات الحكومية لم يسفر عن وقوع ضحايا من المدنيين . وكشف التقرير عن أن الحكومة السودانية إعتقلت (2500) شخص من أبناء دارفور عقب الهجوم على أم درمان، كاشفة النقاب عن إختفاء (200) منهم. وكشف التقرير النقاب عن جلد العشرات من النسوة عبر قانون النظام العام ، مؤكدا على إعتقال وتعذيب العشرات من شباب حركة (قرفنا) للتغيير. وكشف تقرير الخارجية الأميركية عن إنتهاكات واسعة النطاق قام بها جيش الرب اليوغندي في جنوب السودان مما أدي لمقتل العشرات. ووفقاً للتقرير فإن النزاع المسلح بين الفصائل الجنوبية المنشقة عن الحركة الشعبية أدى إلى مقتل الكثيرين في جنوب البلاد. كما رصد التقرير العديد من الإنتهاكات التي قام بها الجيش الشعبي في جنوب السودان. وأكد مراقبون في واشنطن بأن التقرير ينسف جهود الحكومة السودانية الرامية لتطبيع العلاقات مع الولاياتالمتحدة الأميركية، ويعزون ذلك إلى أن التقرير يتم تسليم نسخة منه لرئيس الكونغرس الأميركي ورئيس لجنة الشؤون الخارجية لإتخاذ الإجراءات الكفيلة للتصدي لهذه الإنتهاكات الجسيمة.