توفي الدكتور محمد صالح زيادة في الطائرة المصرية التي سقطت فجر الخميس في البحر الأبيض المتوسط . وهو سوداني تعود أصوله الى جزيرة بِنَا شمالي السودان و يحمل الجواز الفرنسي ويعمل بمنظمة اليونسكو. وكتب السوداني المقيم بفرنسا الأستاذ راشد سعيد يعقوب (في كثير من الأحيان نحاول ان نتجاهل حقائق الواقع و نعيش بامنياتنا. قد يكون ذلك ممكنا في كل مناحي الحياة الا عندما يتعلق الامر بالموت، يصبح حينها نكران الواقع و التشبث بالامل ضربا من الجنون. و الموت المفاجئ يساهم دون شك في تبني مثل هذه الحالة خصوصا عندما يتعلق الامر بمن هو في قامة محمد صالح زيادة الذي اختطفته يد القدر في الساعات الاولى من صباح هذا الخميس في حادثة طائرة الخطوط الجوية المصرية. التقينا محمد صالح زيادة اول من أمس لتقديم العزاء في وفاة والدته و ابلغنا بانه سيغادر الى السودان للقاء أسرته في دنقلا و الخرطوم مع تاكيد بانه سيعود في يوم 28 مايو الحالي. لكن إرادة الله شاءت ان لا يعود محمد صالح لتلتقيه أسرته الصغيرة سميرة و مؤمّل و صالح و باسل و أمين ولا ان يصل الى مبتغاه ليلتقي بأسرته الكبيرة ) . وأضاف الرشيد سعيد (نقطة البداية بيننا كانت عبر الاستاذ صلاح احمد ابراهيم قبل ان تتوطد الوشائج و نصبح جيران في السكن. محمد صالح زيادة كان موسوعي المعرفة و يكفي انه خلد اسمه للاجيال القادمة عبر مجلدات تاريخ افريقيا و هو المشروع الذي اشرف عليه على مدى السنوات العشر الماضية في منظمة اليونسكو. معرفة موسوعية في التاريخ و الجغرافيا والأنساب، و معرفة و قدرة لا مثيل لها في مجال اللغات والترجمة حتى ان محمد صالح زيادة كان أستاذا للترجمة ما بين اللغات الحية الثلاث العربية والفرنسية والانجليزية في المدرسة الأرفع لتدريس الترجمة في فرنسا). وأضاف (محمد صالح زيادة كنّا نضاحكه بتمهله و بطئه، لكنه اليوم خذلنا بسرعته في لقاء الموت. كنت أمني نفسي ان يكون قد تأخر ووجد ان الطائرة قد غادرت و قرر ركوب طائرة اخرى لكن صوت مدير الخطوط الجوية في الهاتف جاء حاسما و مخيبا لرجائي بان لا يكون محمد صالح زيادة من ضمن ركاب الطائرة). وختم الأستاذ الرشيد سعيد يعقوب (ربي ان محمد صالح بين يديك الان و انت اعلم بانه كان من خيار البشر فاشمله بعنايتك و رحمتك و هو الان في مكان مجهول. و لن يتاح لنا ان نلقي عليه تحية الوداع كما اعتدنا على مدى 28 عاما قضيناها في فرنسا. العزاء لسميرة و مؤمّل و صالح و باسل و أمين و ثق يا صديقي حيثما تكون انهم في حدقات العيون). هذا وتوفى فى نفس الطائرة فارس عيسى، سوداني الاصل ويحمل جواز سفر فرنسياً . والسيد ريمون صمويل، سوداني مقيم بفرنسا .