معزة عبدالقادر علي إن ما تقوم به الاجهزة الامنيه لنظام المؤتمر الوطني من حملة شرسة ضد الطلاب الشرفاء هذه الايام من إعتقالات وتعذي ب وفصل تعسفي وتلفيق تهم للبعض يتماهي وإيدلوجية القهر التي يتبناه النظام منذ يومه الاول والي الآن تستقي جذورها من منابع التراث السلفي الذي لا يؤمن بالتنوع والإختلاف وتعضدها البنية الإجتماعية القائمة علي الوعي الذكوري وإقصا الآخر والتمركز حول الذات. إن محاولة النظام لتلفيق تهمة القتل العمد لطالب جامعة الخرطوم عاصم حسن عمر لو حدثت في اي دولة محترمة لثارت ثائرة الشعب ولخرج الالاف الي الشوارع رفضاً وإدانة للتنكيل بالطلاب ولأدت لإقتلاع النظام من جذوره، ولكن السبعة وعشرون عاماً التي حكم خلالها الإسلاميون السودان بالبطش والحديد والنار قد فاقمت من ازمة التعاطف والتناصر والمؤازرة لدي شعبنا ويظهر هذا جلياً في إندثار ظاهرة النفير في مجتمعاتنا المتباينة والتي كانت تميزنا عن سائر شعوب الارض كما ويتمظهر في بروز ظواهر إجتماعية جديدة لم تكن موجودة في سابق عهدنا. ولعمري فان هذا النظام يتجاوز ويثبت يومياً انه فاقد الاهلية والاخلاقية التي تكفل له حكم هذا الشعب العملاق الطيب ولو ليوم واحد. هذا النظام قد تجاوز سوء الظن العريض الذي تنبأ به الشهيد الاستاذ محمود محمد طه الذي كان قد تنبأ بحكم الاخوان المسلمين للسودان وقال إنها ستكون تجربة مريرة سيعيشها السودانيين ولكن اظن الاخوان المسلمين قد تعدو بمراحل ما كان يتصوره الاستاذ في مخيلته. لقد وجب على ضمير هذه الامة ان يفيق من غفوته الطويلة وان ينتفض في وجه هذا النظام الآثم الذي لا يرعي حرمة ولا يصون حقوقا ويرتكب المذابح والمجازر بدون حياء وحتي الطلاب العزل لم يسلمو من هذا الطغيان. فلنجعل من دماء شهداءنا منارة لنا في طريقنا نحو الحرية وإسترداد كرامتنا المسلوبة ولنقف جميعا خلف الطالب عاصم حسن ورفاقه المعتقلين ولنعلم جيدا ان محاولة إبتزاز السياسيين وإرهابهم وتلفيق التهم ضدهم هو محاولة بائسة من هذا النظام لإخراس صوت الإنتفاضة القادم بقوة من حناجر الطلاب ومن المزارع والمصانع والهامش المحترق.