أحال هاشم عثمان ، اللواء شرطة عبد الحفيظ صالح – مدير الجمارك – الى المحاكمة لاصداره كشف تنقلات لضباط الجمارك دون موافقة هاشم عثمان . ووضع هاشم عثمان مدير الجمارك تحت الايقاف بمنزله لحين محاكمته اليوم الاربعاء . وقال مصدر مطلع وموثوق ل(حريات) ان جوهر ما حدث يتعلق بالصراع على تملك (الدجاجة التى تبيض ذهباً) أى الجمارك ، وأضاف ان الايرادات السنوية الرسمية للجمارك تبلغ حوالى (9) مليار دولار ، كأكبر مورد من موارد الدولة ، وبالتالى أهم مصدر للنهب والفساد ، هذا فضلاً عن ان الجمارك تحرس بوابات تجارة الذهب والشنطة وغسيل الاموال ، التى تشكل الانشطة الاساسية لمافيا الفساد فى البلاد ، وبالتالى فان من يسيطر على الجمارك يتملك (مفرخة الذهب) . واشار المصدر الى فضيحة مدير هيئة الجمارك السابق اللواء (م) سيف الدين عمر الذى اقيل من منصبه أكتوبر 2015بعد تفجر فضيحة فساد سكرتيره المقدم / طارق محجوب. وكشفت التحقيقات الرسمية عن وجود حوالى (20) مليار جنيه (قديم) فى حساب المقدم / طارق محجوب المصرفى . اضافة الى امتلاكه شركة دهاسير ليموزين ومنزلين فخمين بالخرطوم شارع الستين وأم درمان ومزارع ضخمة بالعيلفون ووادى سيدنا. ويعمل شقيق المقدم / طارق ، على محجوب ، وبالتعاون معه فى تهريب الموبايلات . كما يستخدمان سوياً منظمة باسم والدهما (منظمة محجوب حمد الخيرية) لادخال السلع التجارية دون جمارك . وقدرت التحقيقات الرسمية ثروة طارق ب(85) مليار جنيه . واهدى المقدم / طارق لمدير الجمارك اللواء / سيف الدين عمر (2) عربة هيونداى لإبنيه . كما أشرف على شراء قطعتى أرض للمدير بكافورى . ولم يقدم مدير الجمارك ومدير مكتبه رغم فسادهما الى المحاكمة ، بسبب الخوف من افتضاح شبكة مافيا الفساد التى تشمل مدير الشرطة هاشم عثمان وابرز رموز السلطة ، كما لم يصدر القرار باعفائهما الا بعد تورطهما فى صراعات مراكز السلطة وانحيازهما السافر للوزير الاتحادى وزوجته المرتبطين ب(طه عثمان) – مدير مكتب عمر البشير – فى مواجهة غالبية ضباط تنظيم الاسلاميين بالشرطة . وتم تعيين اللواء شرطة / عبد الحفيظ صالح ، كبديل للواء سيف – وهما اقرباء ومتزوجين أخوات – بهدف كفكفة الموضوع . وأضاف ان هاشم عثمان تعامل بكل هذه القسوة مع المدير الجديد لأن كشف التنقلات يحدد من يسيطر على (بوابات) النشاط المافيوى ، وهو الامر الذى تتنازع حوله مراكز السلطة المافيوية . وقال ان هاشم عثمان يتصرف كدولة داخل الدولة ، ليس بسبب انتمائه للتنظيم الاسلاموى ، وقرابته لعمر البشير ، وحسب ، وانما كذلك بحكم عمله لسنوات كمدير لمكتب عمر البشير واطلاعه بالتالى على عديد من الزاويا المعتمة التى يستخدمها تلميحاً وتصريحا فى ابتزاز عمر البشير . وأضاف ان عمر البشير ، بعد تزايد مكانة قوات الدعم السريع (مليشيا الجنجويد) فى حمايته الى درجة انه يردد (حميدتى حمايتى) ، لم يعد حريصاً على استبقاء هاشم عثمان ، ومن هذا المدخل ، وجد مدير الجمارك المسنود بمركز طه عثمان الجسارة على تحدى هاشم عثمان . وأضاف ان تنظيم الضباط الاسلامويين ، وهو يرى أفول نجم سعد هاشم عثمان ، بدأ العمل على الوراثة ، وبالتالى تهيئة الهادى عبد الله مجذوب (المعامل الجنائية) لتولى المنصب ، خصوصاً وانه مجمع عليه من مجموعات نافع وعلى عثمان والشعبيين ، ويستطيع ان يكرس الشرطة بجماركها وايراداتها وتهربها وتهريبها لمصلحة التنظيم ككل ، ولكن ذلك يصطدم بارادة أهم المراكز حالياً (مركز طه عثمان ، بكرى حسن صالح ، عبد الرحيم حسين وأشقاء البشير) والذين ربما يفضلون عسكرياً كامل الولاء للغنيمة والنظام حتى وان تناقضا مع العقيدة والتنظيم .