شاهد بالفيديو.. في حضور الآلاف من سكان أم درمان.. العميد أحمد محمد عوض يحيي حفل جماهيري بأم در لأول مرة منذ الحرب    طارق عبد الهادي: ولينا يعقوب    اللجنة المالية برئاسة د. جبريل إبراهيم تطمئن على سير تمويل مطلوبات العودة لولاية الخرطوم    الهلال والجاموس يتعادلان سلبيا والزمالة يخسر من ديكيداها    المريخ يكثف درجات إعداده للقاء سانت لوبوبو    تمديد فترة التقديم الإلكتروني للقبول الخاص للجامعات الحكومية وقبول أبناء العاملين    شاهد بالفيديو.. ظهر وهو يردد معها إحدى أغنياتها عندما كان طفل.. أحد اكتشافات الفنانة هدى عربي يبهر المتابعين بصوته الجميل بعد أن أصبح شاب والسلطانة تعلق    شاهد بالفيديو.. استقبلت أحد الرجال ب(الأحضان).. المودل السودانية الحسناء "علا الشريف" تعود لإشعال مواقع التواصل بإطلالة مثيرة للجدل خلال عرض أزياء بدبي    من سيحصد الكرة الذهبية 2025؟    مدير جهاز الأمن والمخابرات: يدعو لتصنيف مليشيا الدعم السريع "جماعة إرهابية "    كندا وأستراليا وبريطانيا تعترف بدولة فلسطين.. وإسرائيل تستنفر    (في الهلال تنشد عن الحال هذا هو الحال؟؟؟)    ترمب .. منعت نشوب حرب بين مصر و إثيوبيا بسبب سد النهضة الإثيوبي    تدشين أجهزة مركز عمليات الطوارئ بالمركز وعدد من الولايات    الارصاد تحذر من هطول أمطار غزيرة بعدد من الولايات    وزارة الطاقة تدعم تأهيل المنشآت الشبابية والرياضية بمحلية الخرطوم    "رسوم التأشيرة" تربك السوق الأميركي.. والبيت الأبيض يوضح    الزمالة أم روابة في مواجهة ديكيداها الصومالي    دعوات لإنهاء أزمة التأشيرات للطلاب السودانيين في مصر    د. معاوية البخاري يكتب: ماذا فعل مرتزقة الدعم السريع في السودان؟    إدانة إفريقية لحادثة الفاشر    مياه الخرطوم تطلق حملة"الفاتورة"    الأهلي مدني يبدأ مشواره بالكونفدرالية بانتصار على النجم الساحلي التونسي    ليفربول يعبر إيفرتون ويتصدر الدوري الإنجليزي بالعلامة الكاملة    شاهد.. ماذا قال الناشط الشهير "الإنصرافي" عن إيقاف الصحفية لينا يعقوب وسحب التصريح الصحفي الممنوح لها    10 طرق لكسب المال عبر الإنترنت من المنزل    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    جرعات حمض الفوليك الزائدة ترتبط بسكري الحمل    الأمين العام للأمم المتحدة: على العالم ألا يخاف من إسرائيل    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هشكنا وبشكنا يا ريس
نشر في حريات يوم 05 - 08 - 2016

النزاع بين حرية الرأي والانقاذ موضوعها الحق في معرفة الحقيقة, وخوفا من تدفق المعلومات التي تستر عوراتهم, والطرف الثالث الذي لا يراد له ان يعرف هو المواطن السوداني المغلوب علي امره ,وكل ما من شأنه تضليله وتغييب وعيه لا ستغلاله وتزوير ارادته, فحكومة الانقاذ تبيع الوهم والوعود الكاذبة, وتأكل اموال المواطن السوداني بالباطل ,ولكن لماذا لا تريد الانقاذ صحافة حرة….؟ ولماذا تخاف من قول الحقيقة…..؟ ان الصحافة سلطة رابعة علي سبيل المجاز وليس الحقيقة فهي خارج دائرة السلطات ,لأن الصحفي ليس شرطي او وكيل نيابة او حتي محامي ,ولا يملك من ادوات السلطة الا قول الحقيقة ,وحتي السلطة التشريعية لا تملك الحق في تقييد حرية الصحافة والنشر ,كما يحصل عندنا في السودان, لان ذلك من الحقوق الطبيعية التي تعلوا فوق الدستور وتحده ولا يحدها وتحكمه ولا يحكمها, وينص الدستور الامريكي علي ان السلطة التشريعية لا تملك الحق في اصدار تشريعات تنتقص من حرية الصحافة والنشر,وقال ترومان الرئيس الامريكي الاسبق : اذا تراجع امريكي واحد عن قول الحقيقة تكون امريكا كلها في خطر عظيم, ويفترض ان تكون حرية الصحافة والنشر (خط احمر) ومطلبا وطنيا وجماهيريا قبل ان تكون مشكلة للأعلاميين.
ومن اجل هذا الغرض وظفت وسائل الاعلام علي اسوأ استغلال, لتخدع الشعب السوداني وتعمل له (غسيل مخ) بدلا عن توفير احتياجاته الاساسيه ,واصبحت اجهزة الاعلام مطية لهذا النظام البوليسي لاستلاب المواطن السوداني, وقد حظي برنامج (في ساحات الفداء) برواجا اعلاميا واهتمام غير مسبوق من اجل ان يخدم اهدافه لتشييع الاوهام والاكاذيب التي يدعون انها تحدث للمجاهدين في الجنوب من اجل( الترغيب) مثل سماعهم صوت الملائكة ,وتظليل الغمام لهم من اشعة الشمس الحارقة, والغزلان التي كانت تأتي لهم طائعة مختارة عندما يشعرون بالجوع, من اجل توفير الكادر البشري واغرائهم للالتحاق بالدفاع الشعبي والخدمة الوطنية , ومن ثم ارسالهم الي محرقة الحرب بدون اي تدريب متقن وكان من الطبيعي ان يقتلوا بكميات كبيرة ليخرج علينا (عراب الاتقاذ) وقتها د حسن الترابي بفكرة جهنمية بتحويل المأتم الي بيوت اعراس بعد ان (يخدروا )اهل الفقيد بأنه الان في الجنة مع الحور العين , فعزوف الكثيرين عن الصحف السياسية واتجاههم للصحافة الرياضية والفنية اللتان اصبحتان اكثر توزيعا من الصحف السياسية بدليل تصدر صحيفة قوون قائمة الصحف الاكثر توزيعا لفترات طويلة وكذلك صحف الصدي وفنون والدار وحبيب البلد وحكايات ويعزي ذلك للكوبح التي تحجم الرأي الاخر وقد تفوق السودان علي اغني الدول البترولية في عدد الفضائيات والصحف اليومية لخدمة السلطة وتوجهانها الاحادية , ولكن في ازمنة العولمة وعصر المعلومة الحاضرة لن يكون لنا اي مستقبل مع المنافسة المهنية خاصة من خلال هذه الرؤي الاحادية الغائصة في الفوضي.
تعاقبت علي الوطن مشاهد تصنف في خانة الكوميديا اشعلت مواقع التواصل الأجتماعي ما زالت حديث الساعة الي الان, ومن حينها أنبرت الأقلام لتدلوا بدلوها بحسب وقائعها الظرفية والجوهرية ,غير انني اكثر ما لفت نظري أن الصحف ووسائل الاعلام تناولت الواقعتان بطريقة بعيدة عن الاهداف الاعلامية وهي الحقيقة التي يريدها المواطن المغلوب علي أمره , وبالتالي فهي تتعامل مع المتلقي بطريقة (أستهبال) لشغل المواطن بأشياء أنصرافية فارغة عن المواضيع الأساسية , فماذا يهم المواطن المغلوب علي أمره أن يبدي لاعب بحجم (ميسي) أعجابه لرئيس الجمهورية….؟ وماذا يهمنا من تنصيب البشير بلقب لا نري مضمونه علي واقع الأرض …؟ وماذا يهم الوطن من أطلاق رئيس الجمهورية لأول تغريدة علي مواقع التواصل الاجتماعي لولا أنها العشوائية التي يراد بها صرف عقولنا , في وطن تزداد كوارثه يوما بعد يوم ,في بلاد أصبحت فيها الهجرة (شرا لا بد منه) في وطن أصبح الكل فيه مرشح متشرد ومشروع مهاجر , ما دام هذا النظام يغتال احلامنا في الحياة.
1/خرجت علينا صحف النظام بالتهليل لخبر اهداء النجم (ميسي) لاعب نادي برشلونة الأسباني قميصه للبشير, وتصدر الخبر مانشيتات الصحف ,ونأخذ كمثال صحيفة السودان بالمانشيت العريض (ميسي يهدي البشير قميصه الخاص) ونقلا عن (الجزيرة نت28/7/2016)نقلت صحف الخرطوم أن ممثلة (ميسي) سلمت هديته ممهورة بتوقيعه, وأخرى بتوقيع زميله في الفريق ( نيمار دا سيلفا) للرئيس السوداني في منزله بضاحية كافوري شرقي الخرطوم. وحمل البشير المندوبة الإسبانية تحياته لميسي بعد قبوله الهدية التي لم تعرف بعد مناسبتها ,واحتفت الصحف السودانية بالحدث الذي وصفه بعضها بالاستثنائي، وذكرت صحيفة الصيحة المستقلة أن( ليسا بلاسكو) المفوضة الخاصة لنجم برشلونة قدمت الهدية للبشير,وأشاد الرئيس السوداني، خلال لقائه بلاسكو بحضور نخبة من الإعلاميين، وبخطوة نجم برشلونة مبديا إعجابه بالفريق العالمي، وقال إن الرياضة أصبحت تمثل سفارة متنقلة ودبلوماسية ترتقي بها الشعوب. وخاطب البشير ممثلة النادي الإسباني قائلا إن 90% من الشعب السوداني يشجعون البارسا.إلى نهائيات البطولة. وذكرت صحيفة الصيحة أن لاسكو أعربت عن شكرها وتقديرها للرئيس البشير وقالت إنه يستحق التكريم لأنه شخصية مميزة على مستوى العالم، مشيرة إلى أن تميزه كرئيس دولة هو ما دفعها لحمل الهدية بنفسها إلى السودان من أفضل لاعب في العالم. وأكدت أن خطوة ميسي لتكريم الرئيس السوداني لم تحدث من قبل من أي لاعب من برشلونة لأي رئيس في العالم. المصدر الجزيرة28/7/2016
2/ تمثلت المأساة الثانية في تكريم رئيس الجمهورية, الذي تم في أديس ابابا من منتدي الكرامة الأفريقية, تحت مسمي تنصيب العزة والكرامة,ليستمر ذات التضليل الذي رافق فضيحة ميسي ظهر مجددا في حكاية التكريم هذه ما يدهش أن التكريم لم يرد ذكره إلا في وسائل الإعلام السودانية التي صورته كحدث أستثنائي , ثم توالت الدهشة في تصريح اعلامي بقامة (أبراهيم دقش) الذي قال بأن الاتحاد الافريقي اختار الرئيس للقب….! "قال المهتم بشؤون القرن الأفريقي( إبراهيم دقش)، إن تكريم( البشير) من مؤسسات أكاديمية ومراكز أبحاث ومنظمات مجتمع مدني بأديس أبابا، دلالة كبرى لعزة السودان، وإن كل محاولات الجنائية باءت بالفشل، وإنها أصبحت في مشرحة جامعة السلام بعد تكريم البشير . وقال دقش في حديثه للتلفزيون القومي، بمناسبة تكريم البشير من قبل المبادرة الأفريقية للعزة والكرامة، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا الجمعة، إن هذه المؤسسات الأكاديمية ومراكز الأبحاث أجمعوا واتفقوا على اختيار واحد من ثلاثة من القادة الأفارقة الحاليين لتمثيل العزة والكرامة، حيث تم اختيار البشير بين منافسيه.وأكد أنه شرف للسودان ويحق له أن يعتز بهذا الاختيار كحلقة جديدة في تاريخه . شبكة الشروق وسونا للنباء29/7/2016 ولكن مالم يدركه (دقش) ثمة أسئلة تدور بخلد المواطن المغلوب علي امره أهمها لماذا لم يحضر هذه المناسبة أي من الرؤساء الأفارقة ليشاركوا من تم تتويجه نيابة عنهم طالما التنصيب من أجل عزتهم…..؟ أم أن الامر الحقيقي أن الزعماء الافارقة لا علم لهم بها اصلا …! فلا وقت لديهم للمشاركة ولديهم من الازمات ما تنوء الجبال عن حملها, والأدهي من كل ذلك لماذا لم يشارك حتى (هايلي ديسالين) رئيس وزراء أثيوبيا التي يجري التكريم على أرضها…..! فالمتابع العادي وليس الحصيف سيخالجه الشعور بأن هذا التكريم جرى تنظيمه بواسطة أصحاب مصلحة إستخدم إسم جامعة إسمها "جامعة السلام" فلا علاقة لجامعة أديس أبابا بموضوع الإحتفال كما زعمت بعض وسائل الاعلام.
وبثلما خرجت علينا صحف النظام بالتهليل, كانت الاخبار الصادمة للنظام عندما نفي ميسي الخبر علي قناة( بين سبورت) خبر اهداءه قميص للبشير , وكانت المأساة التي فضحت اعلام النظام الذي كان من المفترض ان يكون شجاعا لنقل الحقائق كاملة بعد ان استبانت بجلاء , ولكن هل من الممكن ان نشاهد بنفس المانشيت( ميسي ينفي اهداءقميصه للبشير ….؟ فقد وقف الشعب على حقيقة ما جرى بالصور والمستندات التي إنتشرت بمواقع الصحف الإلكترونية وتطبيقات التواصل الأخرى،طالما ظلت العولمة تتطور بسرعة ,وحاضرة بقوة لن يكون الانقاذيين في (مأمن) , فقد انشغلت وسائل الاعلام, ووسائل التواصل الاجتماعي , تلك الخطوة التي حركت نُشطاء للأستقصاء عن الامرين تحصّلوا على تكذيب رسمي من اللاعِب "ميسي" وكذلك من نادي برشلونة نفوا فيه أن يكون لأيّ منهم علاقة بالقميص موضوع الأحتيال ,اضافة الي ان عملية التكريم التي لا تحتاج الي عناء بحث في الشبكة العنكبوتية فمن سوء حظ هذا النظام , انه لا يدري أن أستيلائهم علي السلطة قد جاء متزامنا مع ارتفاع موجة العولمة , التي أصبحت الأن في أعلي معدلاتها , ومن الصعب بأمكان فرض القيود علي الاعلام في هذا الزمان في ظل التجاء (الناس) الي الفضاء الاسفيري بحثا عن الحقيقة , فالعولمة ألغت الحدود الجغرافية بين الدول و( كشفت المستخبيء), ولا تستطيع اي جهة ان تقول انها تعيش في (امان) داخل كهف أو جدار عازل ولن تصل لها العولمة ,فقد كشفت وثائق (ويكليكس) من الفضائح ما يشيب لها شعر الرأس, وبالتالي أصبحت كل حقبة الانقاذ وأنتهاكاتهم بحق الشعوب السودانية, وفضائحهم موثقة بالصوت والصورة ,للتوثيق لاكبر حقبة دموية ووحشية في تاريخ السودان , ليكون توثيق هذه الحقبة متاحا للأجيال القادمة بكل سهولة ويسر ,ووضعها في (الرف) مع عهود فرعون وهامان وغيرهم من الطغاة و الجبابرة الاولين, ليكونوا عظة لغيرهم ,وليضرب بهم الامثال لكل الاجيال القادمة.
3/نشرت صحيفة "الهندي عزالدين" – صحيفة المجهر- 10/7/2016خبرا على صدر صفحتها الأولى ، تحت عنوان : " البشير يطلق أول تغريدة عبر حسابه ب"تويتر" و"فيسبوك" سبتمبر المقبل , وقد اندهشت حينها ايما اندهاش ربما لأني عيناي التقطت بداية الجملة ولم تكملها فأعتقدت منذ الوهلة الاولي قبل اكمال قراءة المانشيت وكأنه الخبر كالتالي (البشير "يطلق" القمر الصناعي السوداني سبتمبر المقبل ) وتأتي أوجه المفارقة مع هذا الخبر الضحل وعديم القيمة ,أن رئيس تحرير ذات الصحيفة سبق وأن صرح بأنه لا يرتاد مواقع التواصل الاجتماعي فهو دائما ما يشن الهجوم عليها علي كلمات من شاكلة (صعاليك) ووجه الغرابه في تغيير افكاره تدعي للتعجب في كونه يحتفي بهذا الخبر العادي جدا كمانشيت رئيسي علي صحيفته, فلماذا تبدلت الاحوال الأن …..؟ فقد ضجت وقتها مواقع التواصل الأجتماعي لذاك الخبر الذي اثار شهيتها,فهو يمثل مأساة الصحافة السودانية, فالهندي يعبر عن منظومة باكملها ,ولكن من العار ان يعتمد اعلامي علي العنف المعنوي كمشروع سياسي اخلاقي في مشاهد لا تثير السخرية الا عند رجل معطوب يتسول بعاهته في زمن الغفلة والهوان, ولكن السؤال الرئيسي هل كان من الممكن ان ينموا امثال الهندي في زمان غير هذا الزمان الاغبر ….؟ وامثاله منتشرين في هذا الوطن من الذين تسلقوا علي اكتاف الضحايا, وهؤلاء هم افة العمل السياسي والعام , ولا دواء لهم الا بالديمقراطية, والهندي يمثل حالة من تجسيد واقع الشمولية في هذا الوطن, لقد تجمع كل قهر وقمع وتشويه نظام الانقاذ في شخصيتة ، بتجسيده لممارسات النظام فهي ليست بالصدفة ؟ فقد سمحت ظروف الخواء الفكري وغياب الاعلام الملتزم لبروز فنون الالهاء و القمع والتشويه والتسطيح والابتزال التي تخدم ايدلوجيات النظام, وشجعه نظام الوعي الزائف وقمع الحريات لأنه يبعد الناس عن الاعتراض والسعي نحو التغيير, ولا يعود هذا السلوك المتخلف الى السهو او عدم اللا مبالاة، ولكنه نابع من صميم قناعاتهم. فالاسلامويون يعتقدون أنهم يمتلكون وحدهم الحقيقة المطلقة، لذلك يمكنهم الحكم على حقائق الآخرين حتي لو كانت خطأ,فالانقاذ تعلم ان الهندي لا يملك من المؤهلات ما يجعله اهلا للمناصب التي تقلدها لاحقا , ولكن اجادته لتقديم الادوار التي اشرنا اليها كانت كفيلة باقناع اولياء النظام بانه رجل المرحلة , فالهندي ودقش يخدمون النظام كمفعول به وليس كفاعل اساسي , فقد سخر من الخبر كل من قرأه في الصحف التي تمثل أزمة الصحافة الراهنة , تلك الصحافة التي تعمل على تسطيح المواطن المغلوب علي أمره , فأين قيمة الخبر في ما كتبته الصحيفة ، ناهيك ان تضعه عنواناً رئيسياً لها….. !فهي مهمتها تريد ان تصور إنشاء "رئيسها" صفحة على موقع بشبكة الانترنت وكأنه فتحا عظيما ولحظة تاريخية للوطن.
واضح ان اعوان الرئيس وأعلامه الكذوب ماضون في ابتكار اشياء أنصرافية , لاشغال الناس والهائها , وبالتالي لم أستغرب من تعمد وسائل الإعلام تضخيم الجهات التي قيل أنها بادرت بتأسيس المنتدى, فكان أقحام جامعة الأمم المتحدة للسلام بأديس أبابا، فالمفارقة البائنة التي لم يستدركوها كيف يمكن أن تشارك مؤسسة لها علاقة بالأمم المتحدة في تكريم رئيس مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية الدولية بناء على قضية تمت أحالتها من مجلس الأمن الدولي الذي يتبع للأمم المتحدة, وبالتالي يكون التكريم منها اعترافا بعدم مصداقيتها …! فهل من الممكن أن تقع الامم المتحدة في مثل هذا الخطأ الساذج…..؟ فمشكلة النظام أنه لا يقرأ التاريخ لأخذ العبر, ورئيس الجمهورية لا زال يعتقد انه محبوب الشعب لا لشيء سوي ان الذين من حوله يصورون له الامر كما يشتهي ان يري ويسمع , فالجماهير التي يحشدها الحزب الحاكم تغني في الشوارع(هشكنا وبشكنا يا ريس) وان الحالة تمام التمام والمواصلات فااااااضية ,كما قال النجم ( عادل امام) في مسرحية الزعيم, والأنظمة في مثل هذه الدول شعوبها تحبها ولا تري بديلا لها ….! , وهو حب مصنوع من خلال ترويض الاعلام , وعليه فأن حب الشعب للنظام هو من علي شاكلة (هشكنا وبشكنا يا ريس) فالاعلام في زمن الانقاذ امتداد امتداد لشعراء الملوك والحكام كمروان بي ابي حفصة في بلاط المهدي الخليفة العباسي وابي الطيب المتنبئ في بلاط سيف الدولة الحمداني , وشعراء العصبية القبلية كعمرو بن كلثوم في الجاهلية قبل الاسلام ,فقد كان الشعراء ابواقا اعلامية في خدمة السلطة والجاه والمال والنفوذ, وليس لفضائيات الانظمة البوليسية شغل سوي التحريض علي العصبية والكراهية الدينية والعرقية وتزييف الحقائق وتلوين الاخبار, والتركيز علي الجزئيات وتضخيمها, ومخاطبة العواطف والمشاعر لتعطيل العقول,كما في برنامج في ساحات الفداء الذي ساهم في تشويش الادمغة , وقضية منتصر الزيدي الصحفي العراقي الذي ضرب الرئيس الامريكي بالحذاء , فقد احتفت به الكثير من الفضائيات العربية وصورته بطلا قوميا , وقد احتفت به احدي الفضائيات عند الافرا عنه ونقلت خطبته العصماء,وقد فشلت الفضائية العربية في تلميع منتصر الزيدي , كبطل قومي , والمدهش انه قال ان حذاء بوش داس علي الشعي العراقي ….! فما هو الفرق بين حذاء بوش وحذاء صدام حسين….!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.