بسم الله الرحمن الرحيم ما ان توجه المعنيين بالتوقيع صوب العاصمة الأثيوبية أديس أبابا لمباشرة امر خارطة الطريق إلا وانبرى منتسبي النظام عبر أدواتهم الإعلامية المختلفة للتقريع بالسيد ياسر عرمان ونعته بكل ماهو شائن ومشيطن كما جرت العادة ، وفي المقابل انتصب بعض المطبلاتيه فى نظم مفردات المدح والثناء في السيد الامام الصادق حول موقفه الواضح تجاه خارطة الطريق والثابت دوما تجاه السلم. ليعلم الجميع ان المطلوب من المتحاورين تعبيد الطريق لمسقبلنا السياسي عبر جهود ضخمة تبدأ بلملمة أطراف بلد ممزق منهك ، على شفا حفرة من الانهيار التام قبل ترسيخ قواعد الحرية والديمقراطية والحكم الرشيد الذي يرضي الجميع ؛ العمل في كل ذلك مطلوب في ظل ظروف محلية وإقليمية ودولية شايكة وبالغة التعقيد كما هو معلوم. وطالما أننا في بداية الطريق ، عند مرحلة إثبات حسن النوايا للتوافق على الجلوس والتحدث في المشاكل وايجاد الحلول المناسبة ؛ نتسال ما قيمة تسجيل أصوات الإدانة لعرمان الآن أو أصوات الشكر والثناء للصادق! العبرة بالنتائج وليس التصريحات اللفظية في كل الاتجاهات.. قد تكون الصورة العامة محبطة للكثيرين حينما ترى نفس المتحاورين على مدار أكثر من ربع قرن من الزمان ، ونفس الشعارات ونفس الطريقة ؛ حال يطابق وصف الشاعر وهو يقول "المناظر هي ذاتها والصور نفس المشاهد الشوارع والبيوت الاماكن والمقاعد والزمان ثابت مكانه نفس صوت الاسطوانة" لكن السودان اصبح سودانين وقابل لأن يكون أكثر.. هنا الزيت. نرى الإرهاق فى عيون عرمان ومن معه، ونرى تعب السنين وشقاوة الهجرة والترحال على وجه الإمام. ونرى نوائب الدهر قد نالت نصيبها منا حميعا ؛ الذي يرابط خارج حدود الوطن يكابد الغربة ومشاكلها التي لا تنتهي ، والذي بالداخل فحدث ولا حرج ؛ البعض منهم يموت كل يوم بسبب الحرب والبعض الآخر يموت ببطىء بسبب قلة الغذاء والدواء، بلاوي وكوارث لا يمكن لقلمك حصرها ولا عدها والثابت أننا جميعا نطىء جمرتها بشكل أو بآخر. بلغ السيل الزبى وبلغت القلوب الحناجر ولا بد من ايجاد مخرج يخرجنا من عنق هذ الزجاجة الملعونة. وحتى نتقدم خطوة أمل واحدة نحو الأمام ؛ دعونا نستبشر خيرا على الإجماع الذي ناله التوقيع على الاتفاق الاطاري لخارطة الطريق رغم الكثير من التحفظات عليه. نتمنى أن نحسن الظن في الخطوة على الأقل إلى حين ان تستبين لنا آفاق مساراته. كتبنا من قبل وجاهرنا بنقدنا للنهج الذي يتبعه الامام الصادق المهدى في حزبه وفي اسلوبه مع النظام ، كما انتقدنا السيد ياسر عرمان عندما نذكر انه خزلنا ونحن كنا اول المساندين للامل والتغيير حينما حملنا كل امالنا وتوجهنا الى صناديق الاقتراع وثبتنا حقنا وخيارنا فى عرمانية القيادة بكل وضوح وثقة ، وحدث ما حدث ولكن لم تتغير ثوابتنا في المتابعة والبحث في كل مكان عن الخيار الذي يمكن أن يكون مخرجا للبلاد من كبوتها المزمنة. لذلك كنا نتابع ونشارك برأينا في اي حراك حولنا وحضرنا جل فعاليات الحركة الشعبية والجبهه الثورية فى اوربا. وأيان كان موقفنا من السيد الصادق المهدي فلابد لنا ان نستصحب حقيقة انه هو الرئيس الشرعي المنتخب للسودان وفق انتخابات حرة نزيهة تتفق مع المعايير الدولية ، وهذه حقيقة لا تتغير إلى أن تقام انتخابات أخرى بذات المعايير السليمة وتأتينا بنتائج مغايرة. اما السيد ياسر عرمان فهو رقم مؤثر جدا قبِل من قبِل وأبى من أبى، وله دور بارز فى تحريك المجتمع الدولى عبر خبرات وعلاقات تاريخية متراكمة ؛ فمن الصعوبة تجاوزة اوتحييده او تقييده بهذه المساخر التى توردها صحافة النظام في هذه الظروف الحرجة للبلاد. من وجهة نظرى الخاصة وجود السيد الصادق وبجواره السيد عرمان يمثل قوة دفع حقيقية للمعارضة ويعطى المعارض شكل التكامل ويرفع من سقف الطموح فى ان نجد مداخل عديدة مع محاوري النظام لما يشتهرون به من مراوغة وتزوير وتبديل المواقف ونقض متواصل في العهود والمواثيق.. بح صوتنا ونحن نطالب بقناة فضائية صادقة محايدة تبرز الحقائق دون خوف او تغليف، الان نحن اكثر ما نكون الى متابعة المفاوضات خطوة بى خطوة كي لا نكرر اخطاء الماضى ويتفرق دم السودان بين المتحاورين والمجتمع الدولى …(التحية لمبارك اردول وهو يحارب وحيدا ويحاول توضيح الامور وسرد الحقائق بصورة متواصلة).. اتمنى ان تنظم ندوات تنويريه ومنشورات دورية عبر كل الوسايط توضح كل مايجرى من احداث كي يشارك الجميع كلٌ من مكانه وتخصصه.. أتمنى ان تذهب الأمور الى ما فيه خير للبلاد وان يتعامل الجميع بمسؤولية وان يضعوا هذا الشعب المغلوب على أمره امام اعينهم وان نتحد جميعا على ان يكون السودان اولا واخيرا … [email protected] http://waleedmarouf.weebly.com/