1- ***- ما مر يوم من الايام منذ عام 1989- اي قبل سبعة وعشرين عامآ وحتي اليوم-، الا وكان هناك حدث غريب قد وقع ، او خبر محبط اثار استياء ملايين المواطنين، واكد علي مدي الفوضي العارمة التي ضربت جهاز الخدمة المدنية والعسكرية، وكيف ان هذه الفوضي قد خربت الجهازين معآ بصورة يستحيل معها الاصلاح الفوري في ظل نظام يدعي انه يحاول جاهدآ اعادة هيبة الدولة المفقودة، لكنه يتعمد – مع سبق الاصرار- زيادة الطين بلة!! 2- ***- واحدة من اسوآ المظاهر في سودان اليوم، ان كل عضو من النافذين الكبار في حزب المؤتمر الوطني يملك حق الادلاء بتصريحات كيفما شاء وبلا رقابة او حجر علي تصريحاته، مهما كان نوعها ومضمونها!!..الغالبية من هؤلاء الاعضاء اصبحوا يكثرون من التصريحات المتنوعة الاشكال، وما مر يوم الا وكان هناك تصريح او فتوي او بيان نشر قسرآ بتوجيهات عليا!!، واخرين من اعضاء هذا الحزب شهرة في مجال التنديدات والشجب والاستنكار!! ، فئة ثالثة منهم اصبحوا اصحاب شهرة ذائعة الصيت في الشتائم والسباب والبذاءات الموجهة للمعارضة، تصدر منهم بلا حرج او خجل!! 3- ***-في خضم كل هذه البيانات والتصريحات التي اصبحت محل منافسة ضارية بين اعضاء المؤتمر الوطني من اجل الظهور الاعلامي والصحفي، ضاعت تصريحات الناطق الرسمي للدولة، وما التفت لها احد!!…الناطق الرسمي للحكومة المكسين المهمل دومآ بين الكبار، اصبح كاليتيم في مأدبة اللئام!! 4- ***- اما اسوأ ما في الخدمة المدنية، واصبحت ظاهرة تتكرر باستمرار، – ولم يكن لها مثيل من قبل، هي ظاهرة تجاهل الجهات الرسمية في الدولة لتوجيهات وقرارات الرئيس البشير الجمهورية!!، هناك وزرات كثيرة وجامعات ومؤسسات تعليمية عليا في البلاد رفضت بشدة تنفيذ قرارات جمهورية ملزمة، واصرت علي موقفها من عدم التنفيذ، ثم فوجئنا بعدم وجود اي حزم من السلطة علي تنفيذ القرارات وتساهلت في تطبيقه!!، عدة قرارات كبيرة صدرت من قبل لم تجد الاهتمام والاحترام، مما قلل كثيرآ من هيبة الدولة، التي اصبحت "دولة" فيها قرارات وتوجيهات الرئيس مجرد حبر علي ورق!! 5- ***- عندما فاحت – بفضل الضغط الشعبي الزائد – فضيحة بيع شركة الخطوط الجوية السودانية لشركة (عارف) الكويتية، لم تستطع السلطة الحاكمة في الخرطوم اخفاء موضوع بيع الشركة فتعمدت الي تشكيل لجان للتحقيق في من المتسبب في بيع الناقل الوطني، تعمدت اللجنة ان تطيل من امد الجلسات لسنوات طويلة، ولما شعر البشير بحرج الموقف بعد تزايد نقمة الجماهير فاصدر قرار جمهوري باعتقال المتورطين في بيع (سودانير) وخط (هيثرو)، رئيس الجمهورية كسر جدار الصمت بشأن القضية عام 2013 واصدر توجيهاته بمحاسبة الجهات التي تورطت فى فقدان الخط، مطالباً باتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة لحفظ حقوق الخطوط الجوية….منذ عام 2013 وحتي اليوم، ما سمعنا بخبر اعتقال من قاموا ببيع الناقل الوطني ومعه الخط الجوي الشهير (هيثرو)!! 6- ***- هناك بعض الشخصيات الكبيرة في المعارضة اكدوا مرارآ في سخرية شديدة ، ان موضوع بيع (سودانير) خط (هيثرو) لا يمكن البت فيهما او ايجاد حل لهما بسبب ضلوع شخصيات نافذة في المؤتمر الوطني، ومتي تم القبض عليهم تمهيدآ لمحاكمتهم…عندها ستخرج منهم في المحكمة ما يقلق منام البشير وبقية (الشلة)…مات القرار الجمهوري، والذين باعوا الشركة احياء يتمتعون بالمال الحرام!! 7- ***- حادثة اخري تفيد مدي اهمال جهات عديدة لقرارات البشير الجمهورية ، عندما طلبت القاهرة من السودان عام 2014 ابعاد السفير السوداني السابق كمال حسن علي بعد خمسة عشر عامآ قضاها في مصر، قامت الحكومة بارجاعه، بعد عودته بايام قليلة اصدر البشير قرار جمهوري بتعيينه وزير دولة في وزارة الخارجية، الا ان علي الكرتي وزير الخارجية غضب غضب شديد من القرار الجمهوري، وايضآ من تعيين كمال في وزارة الخارجية بدون ان يستشيره البشير، اصر كرتي عدم قبول كمال في (وزارته!!) وان لن يعتب بابها!! ***- قام البشير بعدها اصدار قرار جمهوري بتعيين كمال حسن علي بوزارة الرعاية والضمان الاجتماعي بدل عن وزارة الخارجية!!…الغريب في الامر، ان البشير لم يقم بالغاء القرار الجمهوري الخاص بتعيين كمال في وزارة الخارجية!!، مما يعني قانونيآ، ان كمال يشغل منصب وزير دولة في الخارجية!! 8- ***- قمة المهزلة تكمن في ان الوزير علي الكرتي اجبر رئيس الجمهورية علي (بلع) قراره الجمهوري الخاص بتعيين كمال في وزارة الخارجية!! 9- ***-بعد توقيع (اتفاقية السلام) عام 2005، اصدر عمر البشير قرار جمهوري اعفي بموجبه طالبات ودارفور من الرسوم الدراسية بالجامعات والمؤسسات التعليمية العليا في البلاد، ما ان صدر القرار حتي ثارت ثائرة كل مدراء الجامعات والمؤسسات التعليمية العليا – بلا استثناء-، واصروا علي عدم تنفيذ القرار الجمهوري، بعض المدراء هددوا باغلاق الجامعات نهائيآ ان نزل القرار الي حيز التنفيذ، قرار بعدم دفع الرسوم لطلاب دارفور !! 10- ***- سكت البشير طوال سنوات عديدة عن قراره الجمهوري بعد ان لمس حدة المواجهة وغضب مدراء الجامعات…ومازال صامتآ عن التعليق !! 11- ***- بالامس القريب فاجئتناالاخبار المحبطة، ان وكيل الجامعة الإسلامية الدكتور صديق الأغبش، قد كشف عن تلقي إدارة الجامعة خطاباً من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، عُمِّم على كل الجامعات، قضى بوقف الامتياز الخاص بطلاب دارفور لانقضاء أجل وثيقة الدوحة، مشيراً إلى أن السلطة الإقليمية لدارفور التي حُلَّتْ مؤخراً كانت على علم بالقرار!! 12- ***- بعيدآ عن اصل وفصل الخطاب المرسل الي الجامعة الاسلامية، لابد من وقفة استغراب لنسال الدكتورة سمية ابوكشوة وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي: (أ)- ***- من اعطاك الحق في الغاء قرار جمهوري يخص الطلاب الدارفوريين؟!! (ب)- ***- هل سبقك من قبل اي وزير بالغاء قرار جمهوري؟!! (ج)- ***- هل الاجراء الذي قمت به من وراء ظهر البشير، وارسلت خطابات لمدراء الجامعات، هو اجراء صحيح وقانوني؟!! (د)- ***- الا تعلمين يادكتورة، ان القرار الجمهوري لا يلغي الا بقرار جمهوري اخر؟!! (ه)- ***- الا تعلمين يادكتورة سمية، ان البشير هو المسؤول الوحيد الذي يملك الحق في الغاء قراراته الجمهورية بحكم انها هو الذي اصدرها؟!! (و)- ***- هل خلت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من مستشاريين قانونيين؟!!..في حالة وجود مستشارين، لماذا لم تستشيري احد منهم قبل ان قيامك بعمل غير قانوني؟!! (ز)- ***- هل نفهم من تصرفك، ان القرار الجمهوري غير ملزم لك، وانك تملكين حرية التصرف حياله: الالتزام به او ارساله الي سلة المهملات؟!! (ح)- ***- الان وبعد ان وصل خطابك الي مدراء الجامعات، ما مصير الطلاب الدارفوريين في الجامعات والموسسات التعليمية الاخري؟!! ***- هل علي هؤلاء الطلاب الفقراء، ان يلجأوا – كما قال الدكتور الحاج ادم يوسف:(من لا يملك تكاليف التعليم يمشي ديوان الزكاة؟!!). (ط)- ***- قال نبينا الكريم: (خذوا العلم ولو في الصين)، فلماذا تحرمين طلاب دارفور من تلقي العلم في الخرطوم او باقي الولايات؟!! 13- ***- يا دكتورة، بعد ان خربتي نظام التعليم في السودان مثل خراب سوبا، لماذا ترغبين عن تعمد في خراب تعليم مساكين دارفور؟!! [email protected]