انتهى الاحد الكابوس الذي عاشه الطبيب السوداني كمال فضل الله، وتمكن اخيرا من الالتقاء مجددا باصدقائه وزملائه في نيويورك، بعد اسبوع من المعاناة. وكان الطبيب الذي يعيش في بروكلين يقضي عطلة في بلده السودان عندما علم بان الرئيس الاميركي دونالد ترامب ينوي منع حاملي التأشيرات الاميركية من السودان وستة بلدان اخرى من دخول الولاياتالمتحدة. قام فضل الله بحجز بطاقة سفر للعودة مبكرا قبل انقضاء عطلته، لكنه لم يكن سريعا كفاية، ووجد نفسه الاسبوع الماضي يقف في طابور قبل الصعود الى الطائرة، لكن تم انزاله لاحقا وابلاغه انه لن يتمكن من السفر. ولم يكن امام الطبيب سوى البقاء في السودان، فيما عمل اصدقاؤه في نيويورك مع مجموعة من المناصرين والمحامين على ايجاد طريقة لادخاله مجددا وباسرع ما يمكن. ومع قيام قاض فدرالي في سياتل بوقف العمل بمرسوم ترامب الجمعة، تمكن فضل الله من السفر الى الولاياتالمتحدة في اليوم التالي. وفي قاعة الوصول في مطار جون ف. كينيدي الدولي كان مختار صديق فضل الله وزميله في المهنة في انتظاره، فيما هرع ابن مختار الصغير لملاقاته ومعانقته. وقال فضل الله الذي بدا عليه الارتياح "انه شعور عظيم"، بعد رحلة بدأت ليلا من مطار دبي، مضيفا "كان اسبوعا صعبا بحق، لكن النهاية كانت سعيدة" وكان صديقه بين مجموعة من الاطباء والمهنئين الذين شاركوا في استقباله بالهتافات وهم بلباس الاطباء الابيض. وصرخ احدهم "اهلا بك في وطنك"، وكان يمكن سماع صوت بكاء فيما فضل الله يحتضن ابن مختار. وقال فضل الله الذي يتحدر من مدينة مدني السودانية ان اول شيء يريد القيام به هو الاتصال بوالدته وشقيقته لطمأنتهما بان كل شيء على ما يرام. وأجاب عندما سأله احدهم عن رأيه بالمنع المؤقت الذي طال رعايا ايران والعراق وليبيا والسودان والصومال وسوريا واليمن، "كان فعلا شيئا رهيبا وصادما". وأضاف الطبيب السوداني وهو يتطلع للعودة الى عمله باسرع ما يمكن ورؤية مرضاه مجددا "العدالة هي العدالة، والقانون هو القانون، انه بلد عظيم". ومن بين الذين حضروا الاستقبال في المطار المحامية العامة في نيويورك ليتيسيا جيمس من الحزب الديموقراطي. وقالت جيمس للصحافيين "انا اؤمن بالحرية، واؤمن بالحريات المدنية، واؤمن ايضا بأن هذا الطبيب الذي قدم الكثير لوسط بروكلين يستحق الاحتفاء به، ويجب ان يكون واثقا بان اميركا هي ملجأ آمن". ووصفت جيمس المنع بأنه "غير دستوري، وغير قانوني، وغير اخلاقي"، واعتبرت ان ترامب "تجاوز صلاحياته". واضافت "عليه ان يقرأ الدستور وان يفهمه". وقال مختار صديق فضل الله وزميله خلال ايام الدراسة في السودان "انا حقا سعيد". صباح الاحد وقبل وصول فضل الله جلس ابنا مختار اللذان يبلغان الثالثة والسادسة من العمر على ارض المطار ليكتبا لافتات ترحيب. وكتب الابن الاكبر "كمال، انا مشتاق اليك".