* كشف تقرير رسمي، عن تردد 1085 حالة على مركز المايستوما بمدني، منذ انشائه في العام 2013م، معظمهم من المزارعين والرعاة، من بينهم أكثر من 60 خضعوا لعملية بتر للقدم بسبب المرض، حسب الخبر الذى نقله لنا مراسلنا بمدنى الزميل (مزمل صديق)، وهو مرض مؤلم ومؤذى، يؤدى فى معظم الحالات الى إعاقة صاحبه عن العمل، إن لم يصبه بعجز دائم بسبب البتر!! * مرض المايستوما، او(النبت الفطرى)، تسببه بعض الميكروبات الباكتيرية والفطرية التى تنتقل من التربة الى جسم الانسان، خاصة الى القدمين عن طريق الخدوش والجروح ووخز الشوك، ويؤدى لالتهابات وحدوث اورام صديدية مزمنة فى الجلد، وينتشر تدريجيا الى الطبقات تحت الجلد، وربما يصل الى العظام، مسبباً آلاماً حادة وتشوهات، ويجعل المريض عاجزا عن الحركة !! * عرف الانسان هذا المرض منذ وقت بعيد، وهو مذكور فى الادب الاغريقى القديم، ولقد وصفه بشكل رائع وعلمى لاول مرة العالم (كميفر) فى الهند عام 1712 م ، وأطلق عليه اسم (قدم مادورا) نسبة الى المدينةالهندية (مادروا) التى لاحظ فيها وجود المرض لاول مرة وهو يصيب اقدام المزارعين والعمال ويمنعهم من ممارسة عملهم!! * رغم المعرفة القديمة للمرض، الا ان الانسان لا يزال يجهل الكثير عنه ويجد صعوبة كبيرة فى تشخيصه فى وقت مبكر، وفى علاجه مما يزيد مأساة المصابين به الذين يرون حالتهم تزداد سوءا من يوم الى يوم بينما يقف الطب عاجزا عن مساعدتهم!! * وللاسف الشديد، فان الطب عندما يتدخل للمساعدة وتخفيف المعاناة، فانه لا يجد الا البتر وسيلة لذلك، لان العلاج بالعقاقير لا يجدى فى الحالات المتأخرة، وحتى فى الحالات المبكرة فان العلاج صعب ومكلف جدا، ويستغرق وقتا طويلا قد يمتد الى عشر سنوات او أكثر، بتكلفة تقدر بحوالى (80000 ) جنيه سودانى للمريض الواحد فى العام، وبالطبع فان الدولة التى لا يهمها سوى نهب وسلب اموال المواطنين، لا يهمها ان يعانى مرضى (المايستوما) وجلهم من المزارعين، ولا حتى ان يموتوا، بعد ان ماتت الزراعة نفسها بسبب الفساد وسوء السياسات!! * ومما يؤسف له، ان المرض يستهدف الشباب بين 20 – 40 عاما فى العمر، فيعيقهم عن العمل، وغالبية ضحاياه هم الزراع والرعاة ومواطنو المناطق الريفية، كما أسلفت، أى ان المرض يستهدف القطاعات المنتجة فى مناطق الزراعة والرعى، وفى السودان ينتشر بصفة خاصة فى الجزيرة (يا حليلها ) وولايات غرب السودان (يا حليلها) .. وتشير احصائيات منظمة الصحة العالمية ان السودان هو اكثر الدول تأثرا به وان الاصابات فى تزايد ..!! * رغم ذلك لا يوجد الا مركزان فقط فى البلاد لتشخيصه ومعالجته هما مركز المايستوما بمدنى، ومركز آخر بمستشفى سوبا، وحتى هذين المركزين لا توليهما الدولة اى اهتمام، ولا تنفق عليهما وهما يعتمدان على (الصدقات) ومجهودات العاملين لاستقطاب الدعم من الخارج، ونذكر منهم بروفيسور الشيخ محجوب فى السابق وبروفيسور احمد حسن فحل حاليا، وأطباء مركز مدنى، ويعود الفضل فى انشاء اول مركز بمستشفى بحرى (لم يعد له وجود الآن) لبروفيسور الشيخ محجوب!! * مساكين مرضى المايستوما، ومساكين اهل السودان المغلوبين المقهورين من حكامهم وسادتهم الذين يتشدقون صباح مساء باسم الدين ويزعمون انهم جاءوا لتطبيقه، فلم يطبقوه الا لصالح كروشهم التى تتضخم يوما بعد يوم، وتطاولهم فى البنيان، بينما يموت المزارعون والرعاة و بقية الشعب الشعب المطحون من المرض والجوع والعطش والقهر!! الجريدة الالكترونية [email protected]