بعد قرار عمر البشير بترقية حميدتي من رتبة لواء الى فريق ، الامر الذى اثار سخطا واسعا ، أصدر وزير الدفاع الفريق اول عوض محمد احمد بن عوف قراراً بتحسين اوضاع العسكريين المعيشية (مرفق القرار) . وكان عمر البشير اصدر قراراً بترقية زعيم مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" الى رتبة الفريق، وذلك بعد اقل من عامين على ترقيته الى رتبة اللواء. وانتقد جنرالات في الجيش الحكومي وفي جهاز امن البشير، قرار ترقية حميدتي على اعتبار انه لا يأتي في سياق طبيعي. وأشارت (الراكوبة) الى ان حميدتي لم يكن له علاقة بالعمل العسكري حتى العام 2006م، وهو ما يعني انه اصبح يحمل رتبة الفريق في 12 عاما مع ان الوصول الى هذه الرتبة يحتاج الى اكثر من 27 عاما في الخدمة في الدول ذات التجربة العسكرية الصارمة والراسخة. ومعلوم ان محمد حمدان حميدتي كان يعمل بتجارة الابل في بداية حياته، قبل ان تتعرض تجارته الى النهب حينما كانت في طريقها الى الاسواق الليبية في العام، ليقرر بعدها حمل السلاح. وقالت مصادر اعلامية وثيقة الصلة بالشأن العسكري والامني في الخرطوم، إن ترقية حميدتي الى رتبة الفريق اثارت جدلا وسخطا كبيرا، خاصة انها جاءت في سياق التنافس بينه وبين جنرالات الجيش الحكومي وجهاز امن البشير. وقالت مصادر (الراكوبة) ان حميدتي ابدى اعتراضا كبيراً على واحدة من الفقرات التي حوتها مسودة قانون الدعم السريع، وتحديدا الفقرة الخاصة بتعيين قائد قوات الدعم السريع عن طريق رئيس الجمهورية ولكن بتوصية من وزير الدفاع، وهو ما رفضه حميدتي بحسب افادته في يناير الماضي لبرنامج "حال البلد" الذي يقدمه الاعلامي الطاهر حسن التوم بقناة "سودانية 24". واشارت المصادر الى ان حميدتي قال في البرنامج يومها، انه اعترض على فكرة التوصية من وزير الدفاع، وقال لمقدم البرنامج "انا ووزير الدفاع حاجة واحدة ونلتقي عند رئيس الجمهورية لذلك يجب ان يتم تعييني من قبل الرئيس دون توصية من الوزير". ولفتت المصادر الى ان البرلمان رضخ الى رغبة حميدتي وقام بحذف التوصية. وأشارت (الراكوبة) الى ان حزب البشير قام بتخصيص ميزانية ضخمة لجيش حميدتي؛ حيث بلغت جملة الاموال المخصصة لجيش حميدتي (3,220,000000) جنيه سوداني. وبرهنت النسخة غير المنشورة لموازنة العام 2017م؛ التي اطلعت عليها (الراكوبة)؛ برهنت على ان الفارق بين الميزانية المخصصة لجيش حميدتي؛ والميزانية المخصصة لجهاز امن البشير بكل افرعه ووحداته الكثيرة؛ وجداده الالكتروني؛ يبلغ مليار جنيه فقط؛ حيث تم تخصيص (4،355900،000) لجهاز امن البشير؛ وهي مفارقة تبرهن على ان حزب البشير اضحى يعتمد على جيش حميدتي؛ باكثر من اعتماده على الجهاز الذي يقوده محمد عطا. خاصة ان الموزانة خصصت (2000000) جنيه لمرتبات جيش حميدتي. واشارت نسخة الموزانة غير المعلنة الى ان ميزانية جيش حميدتي تساوي نصف الميزانية المخصصة لوزارة الداخلية بكل اقسامها الكثيرة التي تغطي غاليية ولايات السودان؛ حيث بلغت ميزانتة وزارة الداخلية (6,287,500,000) جنيه. (نقلا عن الراكوبة بتصرف).