المديدة شراب ساخن سميك من دقيق الذرة او القمح مخلوطا بالحليب او الحلباء او التمر … حسب الاستخدام عبارة المديدة حرقتني تحمل دلالة تاجيج الفتنة ويستخدمها اطفال الريف السوداني في لعبهم … حين يكون هناك اشتباك بين اثنين منهم … وهميا او حقيقيا … فيهرع ثالث ويحمل في يده كومة من التراب يبسطها بين المتشاجرين صائحا بالحاح … المديدة حرقتني … المديدة حرقتني …. قاصدا بذلك ان يقوم احدهما بضرب يده كاشحا التراب في وجه الاخر ليشتد اوار المعركة وتبلغ. ذروتها لتحقيق اكبر قدر من متعة المشاهدة لبقية المتفرجين الاطفال ما حدث مؤخرا من زيارة الشيخة موزة للسودان وما تبعه من ردود افعال لا يعدو ان يكون تنفيذا شائها وخبيثا لهذا السيناريو الطفولي البريء المدهش ان هذا التنفيذ صاحبه قدر هائل من سوء التفاهم اللغوي الذي شمل حتى الدلالات البديهية فبينما اخطات الاميرة القطرية خطا جسيما لا تتقبله نفسية المواطن العادي ولا ذاكرته حين جعلت اسم السودان في توقيعاتها مؤنثا وهو ما لم يرد مطلقا في اي نص سوداني يتحدث عن السودان . بينما اخطات الاميرة القطرية هذا الخطا الجسيم الذي ينم عن عدم وجود اي درجة من درجات التواصل مع حاضر السودانيين ناهيك عن ماضيهم …. رد المسئولون في ولاية شمال كردفان السودانية الصاع صاعين … من حيث دروا او لم يدروا …. واصابوا الشيخة في اعز ما تملك …. اسمها … ورسموا في بوسترات ولافنات استقبالهم لها اصبعا جميلا من الموز !! مرة اخرى … دلالة كبرى على انعدام اي درجة من درجات التواصل مع الحليف الاستراتيجي المفترض لا تتعامل الاميرة مع اسمها بهذه الدلالة المبتذلة يا هؤلاؤ … فالكلمة في الثقافة المحلية لاهلها تحمل معنى اخر … جد مختلف … تحمله المراة داخل راسها وخارجه التصقت هاتان السقطنان بالمكيدة الاخوانية المكشوفة للوقيعة بين شعوب السودان وقطر ومصر هب ان بترول قطر نضب ودولاراتها نفدت … هب ان الفتنة دمرت كل الاثار في مصر والسودان … لا شك ان الشعوب ستبقى بمواجهة بعضها البعض و بمعية بعضها البعض .. متكئة على ما ينفعها ويجمعها خلاصة القول ان اميرة قطر لم تنتظر ولم تتوقع ولم تستفز اي ردة فعل لزيارتها للسودان في السودان ولا في اي مكان اخر … سوى القاهرة ولقد كان للاسف لكن لحسن الحظ فان للشعبين … دعنا نقول بشجاعة اكثر … فان للشعوب الثلاثة … مشاغل واوجاع اخرى سوى هذه المديدة التي لم تحرق سوى الاخوان فتحي البحيري ام درمان الخميس 16 مارس 17.