اورد مركز تفكير امريكى معروف ان تخفيف العقوبات الامريكية على السودان فى يوليو ربما يقدم حافزا للتقدم , ولكن مالم يغادر عمر البشير – المطلوب للعدالة الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب – السلطة فمن غير الوارد رفع جميع العقوبات الامريكية . وفى تقدير موقف لمركز ستراتفور المقرب من الاجهزة الاستخبارية الامريكية ، بعنوان (كفاح السودان للفوز بالقبول الامريكى)، أول أمس 8 يوينو ، أشار المركز الى ان الوكالات الامريكية المختلفة ستطلع الرئيس الامريكى على التقدم الذى احرزه النظام السودانى منذ ان وقع اوباما الامر التنفيذى بتخفيف بعض العقويات ، فاذا كان التقييم العام مرضيا وقررت ادارة ترامب العمل وفق الامر التنفيذى فسوف يتم تخفيف بعض العقوبات التجارية والاستثمارية . وأضاف المركز ان النظام السودانى قطع خطوات كبيرة لتحسين مكانته لدى واشنطن ، من خلال قطع علاقته بايران لصالح السعودية حليفة الولاياتالمتحدة ، حيث تشارك القوات السودانية فى الحرب ضد المتمردين الحوثيين ، مما أدى الى تأمين مواقع حرجة فى مدينة عدن الساحلية وحولها والى المشاركة فى الخطوط الامامية لهجمات متعددة ضد الحوثيين ، مما يمثل تحولا كبيرا للنظام السودانى الذى ساعد ايران فى مرحلة ما على دعم الحوثيين . وأضاف المركز انه ليس واضحاً ما ستقرره واشنطن ، فرغم التطورات فى السياسة الخارجية ، الا ان السودان لم يبذل ما يكفى على مدى الستة اشهر الماضية لتحسين سجل حقوق الانسان أو حل النزاعات الداخلية ليضمن قبول الولاياتالمتحدة . ( غير ان الولاياتالمتحدة قد تنظر ايضاً فى العواقب المحتملة لرفض تخفيف العقوبات ، مما يمكن ان يشير للنظام السودان انه من غير المجدى محاولة مواصلة احراز تقدم . وعلى العكس من ذلك فان اجراء تقييم ايجابى وتخفيف العقوبات قد يوفر التشجيع الضرورى للخرطوم). وأكد مركز ستراتفور (ان التطبيع الحقيقى للعلاقات مع الولاياتالمتحدة سيظل بعيدا عن متناول السودان طالما ظل البشير فى السلطة . ان مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تشكل عائقا كبيرا امام اى مصالحة حقيقية ، وهو موقف اتضح مؤخرا عندما رفضت الولاياتالمتحدة السماح للبشير بحضور قمة امريكية عربية فى السعودية . فمن الواضح انه حتى لو كانت الولاياتالمتحدة مهتمة باعادة ادخال السودان من البرد ، فانها ليست مهتمة بان يجلب السودان البشير معه). وختم تقرير مركز استراتفور(الا ان حقبة ما بعد البشير آتية . فقد اعلن انه سيتنحى عن منصبه عام 2020 . ومن الأهمية بمكان بالنسبة للسودان ان يكون الانتقال الى قائد جديد انتقالا سلساً ، ويتطلب ذلك حوارا وطنيا رئيسيا . فى عيون واشنطن لم يعتق السودان نفسه بعد ، ولكن تخفيف عقوبات محدود سيدفع بصورة كبيرة نحو تعزيز التغييرات اللازمة نحو ذلك اليوم الذى يتمتع فيه السودان بعلاقات طبيعية مع الولاياتالمتحدة) . (نص التقرير أدناه): https://worldview.stratfor.com/article/sudans-struggle-win-us-approval