* الانتهازية والدونية سمة مشتركة بين الأحزاب المُمسِكة بجلباب الحزب الحاكم في السودان وبين بعض (الحركات) التي وضعت سواقطها تحت إمرة هذا الحزب المخادع عقب تمثيلية (الحوار الوطني).. ويبدو أنه لا حاجة لهذه القطعان بالمستقبل؛ المهم عندهم هو (علف) للحاضر ترميه السلطة؛ فيشبعهم..! * كلما قرأنا تصريحاً لأحد الانتهازيين من (دُمَى) الحوار الذين تم حشوهم في حكومة النفاق الأخيرة؛ أيقنَّا بأن أزمة السودان ومهزلته ليست في السلطة فحسب؛ فتوابعها يترخصون أحياناً بأسوأ مما فيها.. ومن أراد إدراك معنى (السُخرة) حقاً فليتأمل تهافت بعض الدُّمى المعنية تجاه كراسي الدكتاتور (المصنوعة من جلود الضحايا وعظامهم)؛ ثم يتأمل تنصل (أدعياء النضال) من المباديء التي كانوا يتشدقون بها قبيل فتح مزاد الحوار؛ وكيف باعوا قضاياهم المشهرة ضد السلطة التي ضيّعت السودان.. باعوها بالرخيص؛ وقد كانوا تحت غطاء (ثوري) اتضح فيما بعد أنه كذوب.. والمتغطي بالكذب عريان..! هل يرجى من شخص فاقد للكرامة والقيمة أن يختار مكاناً خلاف الذي يجلس فيه طغاة الخرطوم؟! * إن من نسمِّيهم أحزاب (الفكة) والحركات الكرتونية التي كانت تدعي الثورية؛ بضاعة تالفة اشتراها سماسرة ما يسمى الحوار الوطني لزيادة الأرقام والأوهام.. أعني أرقام المصفِقين الأذيال وأوهامهم المتضخمة تجاه كيكة السلطة.. ومن يبيع كيانه لطاغية لا ينتظر أن يُحترم صوته مهما ارتفع عبر التصريحات المعمولة في مطابخ إعلام الفسدة الحاكمين..! من يقايض كيانه بكرسي وسط المجرمين يظل أقل شأناً بكثير من (صاحِبة النزوة) التي تتجمل من أجل دقائق متعة؛ رغم علمها بأن خليلها المؤقت لن يكون رجل الغد..! وها نحن نرى أحزاب وحركات وقفت ضد الإرادة الشعبية الغالبة وتهاوت مع أكذوبة حوار النزوة (المؤقت).. فما بنى على باطل لا مستقبل له.. بل لم تكتفي الأحزاب والحركات (الحوارية) بهذا العار؛ إنما بعض أبواقها الآن استهلوا مرحلة ضخ التطبيل لحكومة الاستبداد؛ وتصدير دعاية ساذجة بأن الحوار أتى أكله بعد أن أوفت الحكومة بما التزمت به في مخرجاته؛ ويبقى الدور على الممانعين لإكمال المسرحية..! بعض السذج ذوي التفكير الارتزاقي يقولون ذلك؛ بينما الأمن غائب في دارفور؛ والسلام بعيد كبعد أتباع الحوار عن الشرف والكرامة..! هذا عن دارفور كمثال؛ فكيف ببقية مناطق السودان المشتعلة بالمعاناة والموت الجماعي والجوع والأمراض والحرب؟! تذكرة: * البعام (بفتح الباء والعين) وبغير معناه الآخر؛ معروف في عالم المغنين بأنه شخص متواضع لا علاقة له بأية موهبة في سوح الفن، إنه غاوٍ فقط لمرافقة الفنانين؛ تنحصر مهمته في خدمة أفراد الفرقة الموسيقية.. ثم ينال نصيباً من العشاء لا غير؛ فيجلس حامداً شاكراً كأنه نال مغنماً عظيمأً..! ومن ولغوا في البركة الآسنة للحوار المزعوم هم (بعامات) لا ينشغلون بغير عشاء السلطان.. أوطانهم بطونهم..! أعوذ بالله الجريدة