* أخيرا دخل (لون) البلوزة والإسكيرت ضمن اسباب مطاردة شرطة النظام العام للفتيات والنساء فى الشوارع والميادين وكورنيش النيل وترويعهن بتهمة ارتداء( زى فاضح) حسب المادة (152 ،1 ) من القانون الجنائى العام لعام 1991 وليس قانون النظام العام وهو ما اشرت إليه وكررته مرات عديدة، ولكن ظل كثيرون جدا بمن فيهم ناشطات حقوقيات معروفات يخطئن فينسبن هذه المادة الى (قانون النظام العام) الذى لا يوجد فيه اية مادة تخص الزى. * صحيح ان هذا قانون النظام العام يفرد للمرأة مساحة مقدرة فى المواد التى يحتوى عليها مثل الرقص المختلط فى الحفلات، واماكن جلوس النساء فى المواصلات العامة، ووقوفهن فى الطوابير وادارة محلات تصفيف الشعر النسائية، ولكن ليس فيه أية اشارة للزى، وما ادى للإلتباس هو الاختصاص الممنوح لشرطة النظام العام بولاية الخرطوم بتطبيق المادة (152) وعدة مواد أخرى من القانون الجنائى العام لعام 1991، الذى هندسه المرحوم (حسن الترابى) عندما كان الحاكم الفعلى للبلاد، وتعمد أن ينتقص فيه من حقوق المرأة وإذلالها، من منطلق أن الحد من حرية المرأة وإذلالها، يجعل من السهولة السيطرة على المجتمع وإخضاعه لسلطة الحكومة!! *ولقد أعطتْ شرطة النظام العام، التى تتمتع باهتمام خاص من الدولة، سلطات واسعة جدا لنفسها وأفرادها لتطبيق القانون، إشتملت على سلطات تشريعية وقضائية مثل تحديد مواصفات الزى الفاضح واصدار العقوبة كإلزام المتهمة (او المتهم فى حالات نادرة) بالتوقيع على تعهد بعدم العودة لارتكاب الفعل (الجريمة) مرة أخرى، إضافة الى سلطة توجيه التهمة وسلطة القبض (أى انها دولة قائمة بذاتها وليست شرطة دولة). * تحتوى المادة (152، 1) كما ذكرت فى كثير من المرات، على شقين (1 و 2) ، ينص الأول (152،1) وهو ما يهمنا اليوم، على أن: "من يأتى فى مكان عام فعلا او سلوكا فاضحا او مخلا بالآداب العامة او يتزيا بزى فاضح أو مخل بالآداب العامة يسبب مضايقة للشعور العام يُعاقب بالجلد بما لا يجاوز اربعين جلدة أو بالغرامة او بالعقوبتين معا" .. لاحظ غموض ومطاطية المادة وهو أمر متعمد قصد منه توسيع سلطة الشرطة فى التطبيق، ولقد وقعت مئات الالاف من التجاوزات نتيجة الاعتماد على التقدير الشخصى للشرطى بسبب هذا الغموض!! * ولقد حدث أن اصدر مدير شرطة النظام العام قبل سنوات لائحة تحدد مواصفات الزى الشرعى متجاوزا حدود سلطاته (كما أسلفت) ، وكانت هى نفسها أكثر غموضا إذ انها لم تحدد زياً معينا مثل (البنطلون) ، ولكنها احتوت على عبارات فضفاضة مثل ان يكون الزى فضفاضا لا يظهر اعضاء الجسم!! * ملايين الحالات، كما يعرف الجميع، كانت فيها المرأة ضحية لقانون الترابى، ولكن الجديد فى التهم التى وجهت لفتيات فى الخرطوم قبل عدة ايام هو أن (لون) الزى الذى كانت ترتديه إحدى الضحايا و(طول الأكمام) كان لهما دور فى توجيه التهمة لها حسبما ورد فى محضر التحقيق من ان المتهمة كانت ترتدى بلوزة بلون بنفسجى وأكمام قصيرة، واسكيرت بلون سماوى!! * ترى ما هى الحيل والمبررات المضحكة التى ستتفتق عنها عبقرية شرطة (النظام العام) ومن يقف وراءها، لمطاردة البنات والنساء فى الشوارع، فى المرات القادمة؟! [email protected] الجريدة الالكترونية