بقلم: فاروق يوسف ما الذي كانت قناة الجزيرة القطرية ترمي إليه من خلال بثها لخطابات أسامة بن لادن ومن بعده خلفه الظواهري؟ ألا يعني ذلك الفعل ترويجا للفكر المتطرف الذي تم تجسيده واقعيا من خلال الإرهاب؟ ازداد نجم الجزيرة سطوعا يومها بسبب ما اُعتبر سبقا إعلاميا. لقد لعبت القناة القطرية على سوء الفهم والالتباس واختلاف وجهات النظر وجرت مشاهديها إلى موقع البلاهة الطوعية، الذي استطاعت من خلاله أن تمرر الكثير من الحقائق الزائفة. هي ذات الحقائق التي استند إليها منظرو ظاهرة "الإسلام السياسي" في سعيهم لتطبيع القسوة باعتبارها حلا منقذا للشعوب من ضلالتها، مستلهما من عقيدتها. لم تجد الجزيرة وهي موقع اعلامي اخواني ما يمنعها من تبني خطاب القسوة طالما كان ذلك الخطاب يستلهم أدبيات جماعة الاخوان ومنطلقاتها النظرية التي غرفت بتحريضها على العنف. لم تكن خطابات بن لادن تعبر عن وجهة نظر فكرية لتدخل في سياق الرأي والرأي الآخر، وهو الشعار المضلل الذي حملته الجزيرة لافتة لتواري انحيازها لنهج عملي يتم من خلاله تطويع المقولات الدينية قسرا في سياق حرب ظلامية كان المسلمون ضحيتها الوحيدة.