روى داؤود هارى ، بنيويورك تايمز ، أمس 13 سبتمبر ، قتل أحد عناصر مليشيا الدعم السريع لاخته نوى (Noi) بقرية مزبات (Muzbat) بدارفور 21 اغسطس 2017 . وداؤود هارى من مثقفى دارفور ، بعد الموجة الاولى من الهجمات التى شنتها القوات الحكومية فى دارفور 2003 عمل مترجماً لدى منظمات اغاثة ومع صحفيين الغربيين ، وفى عام 2006 ألقى القبض عليه وسجن ، وأفرج عنه ولجأ الى الولاياتالمتحدة مارس 2007 . وفى بداية هذا العام 2017 تسلل مع الصحفى البريطانى فيليب كوكس الى دارفور للتحقيق فى اتهامات استخدام الحكومة السودانية للأسلحة الكيميائية فى جبل مرة حيث تم اعتقالهما لأكثر من شهرين ، تعرض خلالهما للتعذيب ، ووفقا لمنظمة العفو الدولية تعرض للضرب والصعق بالكهرباء ولعمليات اعدام صورية . أوضح داؤود هارى انه فى صباح 21 اغسطس 2017قادت اخته نوى Noi ابقارها الى المرعى ، وفى وقت لاحق من اليوم عاد حمارها لوحده الى القرية ، واذ تتبعت مجموعة من الرجال والنساء آثار الحمار وجدوا بعد اربعة ساعات جثة نوى ، وقد اصيبت برصاصة فى الرأس . وكانت هناك دماء على الارض وآثار من قاتلها , تتبع الرجال الآثار التى قادتهم الى معسكر قوات الدعم السريع ، حيث قابلهم قائد القوة ورفض دخولهم للمعسكر ولكنه ابلغهم بانه يحتجز عنصر المليشيا الذى اعترف بقتله لنوى . وعلم أهل القرية ان القاتل غادر معسكر قوات الدعم السريع يحمل بندقيته ، وحين رأى نوى تبعها حتى وصلت الى مكان منعزل ، فهاجمها محاولاً اغتصابها ، فقاومت واصابته على وجهه ، قبل ان يطلق عليها النار ويرديها قتيلة . ورجع القاتل الى المعسكر والدماء على ملابسه . وأكد انه لم يرد مطلقاً أى تقرير اعلامى عن مقتل اخته ، بل ان المسؤولين الحكوميين زاروا القرية فى وقت لاحق واجبروا أهل القرية على مسح صور جثة نوى من الهواتف المحمولة , وحذروهم من التحدث الى وسائل الاعلام . وأضاف اننا كعائلة لم نفاجأ بان الحكومة اتخذت خطوات لاخفاء جرائمها . وأوضح داؤود ان نفس قوات الدعم السريع المسؤولة عن عمليات القتل والاغتصاب بدارفور تتلقى اموال الاتحاد الاوروبى للمساعدة فى ايقاف تدفق اللاجئين الى اوروبا . وكشفت تقارير اوروبية ان تمويل الاتحاد الاوروبى للحكومة السودانية للحد من الهجرة بلغ فى وقت سابق هذا العام نحو (215) مليون يورو . وأكد داؤود انه يشهد بان مليشيا الدعم السريع – الجنجويد – ليست عاملا للاستقرار وانما للموت والدمار ، وانها لفضيحة ان يمول الاتحاد الاوروبى هذه القوات . وأضاف داؤود انه يروى مقتل اخته لعل ذلك يساعد فى ضمان الا يفلت القاتل من العدالة ، وآملا فى ان يرى الاتحاد الاوروبى والولاياتالمتحدة – التى من المتوقع ان تقرر فى اكتوبر بشأن رفع العقوبات – ان يريا الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع على حقيقتهما . وختم بانه يحلم باليوم الذى تتحقق فيه العدالة والسلام بدارفور , من أجل اخته نوى ولأجل جميع ابناء دارفور . (المصدر أدناه): https://www.nytimes.com/2017/09/13/opinion/sisters-murder-darfur-daoud-hari.html