كشف رئيس لجنة الصناعة بالمجلس الوطنى عبد الله مسار، عن ايلولة شركة من شركات القطاع العام برأس مال يقدر ب600 مليون دولار الى 3 أفراد لم يفصح عنهم. ودعا بشير آدم رحمة – عضو المجلس والقيادى بالمؤتمر الشعبى – من ينكر تفشى الفساد أن يلتفت ليرى حوله، مؤكدا (البتشاف بالعين ما بضووا ليه نار). وقال عضو المجلس امين بشير (انخفض سعر برميل النفط من 100 دولار الى 50 دولاراً، إلا أن ذلك لم ينجح في تخفيف الضائقة المعيشية على المواطنين ولم ينعكس على قفة الملاح وانخفاض أسعار الوقود)، وأضاف (هذا لا يخرج من أمرين، اما النظرية الاقتصادية خاطئة واما هناك فساد اداري ومالي)، وتساءل (وإلا فأين ذهبت قيمة البرميل الثاني؟). وانتقد عضو المجلس المستقل أبو القاسم برطم ، خطاب عمر البشير أمام الهيئة التشريعية ، وتساءل عن النموذج الناجح الذي طرحه الخطاب لاستكمال البناء الاقتصادي، في دولة يعتمد اقتصادها على الضرائب والجبايات ؟! وعن من يحاسب رئاسة الجمهورية حال فشلت واخفقت في البرنامج التركيزي الذي أعلنته. وأوضح برطم فشل الحكومة في كافة برامجها الاقتصادية السابقة، وقال (قبل عام كان الدولار ب9جنيهات والآن وصل 21جنيهاً). وأكد برطم تفريط الحكومة في موارد المواطن، وأشار الى فقدان (22) مليون فدان وتسليمها للاجنبي دون عائد حقيقي على الدولة والمواطن. وتشير (حريات) الى ان اعضاء المجلس الوطنى الناقدين ، حتى وان رغبوا ، غير قادرين على محاسبة السلطة الحاكمة التى تملك ظهيراً حزبياً يسيطر على المجلس ، والأجهزة الرقابية ، وعلى السلطة القضائية . والفساد في الانقاذ فساد بنيوى وشامل يرتبط بكونها سلطة أقلية ، تحكم بمصادرة الديمقراطية وحقوق الانسان ، وتحطم بالتالي النظم والآليات والمؤسسات الكفيلة بمكافحة الفساد ، كحرية التعبير ، واستقلال القضاء ، وحيدة اجهزة الدولة ، ورقابة البرلمان المنتخب انتخاباً حراً ونزيهاً . كما يرتبط بآيدولوجيتها التي ترى في الدولة غنيمة ، علاقتها بها وبمقدراتها بل وبمواطنيها علاقة ( امتلاك) وليس علاقة خدمة . وبكونها ترى في نفسها بدءاً جديداً للتاريخ ، فتستهين بالتجربة الانسانية وحكمتها المتراكمة ، بما في ذلك الاسس التي طورتها لمكافحة الفساد . ويجد فساد الانقاذ الحماية من رئيس النظام الذى يشكل مع اسرته اهم مراكز الفساد ، كما يتغطى بالشعارات الاسلامية ، ولذا خلاف ارتباطه بالمؤسسات ذات الصبغة الاسلامية كالاوقاف والزكاة والحج والعمرة ، فانه كذلك فاق فساد جميع الانظمة في تاريخ السودان الحديث ، وذلك ما تؤكده تقارير منظمة الشفافية العالمية – السودان رقم (173)من(176) دولة ، وتؤكده شهادات اسلاميين مختلفين. وحين تنعدم الديمقراطية ، لفترة طويلة ، كما الحال في ظل الانقاذ ، يسود أناس بعقلية العصابات ، ويتحول الفساد الى منظومة تعيد صياغة الافراد على صورتها ، فتحول حتى الابرار الى فجار ، واما أدعياء (الملائكية) فانهم يتحولون الى ما أسوأ من الشياطين !.