منذ ان استمعنا لها اول مرة في صالة التحرير بجريدة الصحافة قبل سنوات عقب اطلالتها الاولى حين عادت لوطنها بعد غيبة طويلة اكتشفنا صعود نجمة متميزة في سماء الاغنية السودانية فقد ادهشتنا الشابة السودانية العائدة من هولندا وهي تغني من روائع الغناء السوداني بكامل ألقه الجميل. ظللنا نتابع سطوع نجمها في الوسط الفني وهي تتفوق على نفسها وتنتقل من مرحلة الى اخرى الى ان قدمت البومها الجديد (موجة) الذي ضم الى جانب بعض الاغاني التي اشتهرت بها اغنيات جديدة خاصة بها كشفت المزيد من موهبتها الابداعية المتجددة. انها الفنانة المتألقة نانسي عجاج التي دخلت امس الاول في تجربة فنية جديدة على خشبة المسرح القومي بامدرمان قدمت فيها كوكبة من الاغنيات التي اشتهرت بادائها ؛ غنت لعباقرة الغناء السوداني ابراهيم الكاشف وسيد خليفة وشرحبيل احمد وعنت لنفسها وغنى معها الجمهور وتفاعل الجميع معها خاصة الاطفال الذين صعدوا معها على خشبة المسرح. انفعلت بمشاركة الاطفال معها فتذكرت الطفلة المخطوفة بانا فحيت اطفال السودان وسألت المولى عز وجل ان يعيد بانا لاسرتها وان يحفظ اطفالنا والسودان من كل سوء. المقدمة الاستعراضية التي افتتحت بها نانسي حفلها بالمسرح القومي نالت استحسان الحضورلروعة الاداء الاستعراضي الرشيق والمبادرة الوردية التي تمت بها تحية الجمهور فكانت ضربة بداية نوعية رائعة. اندرية كانت فاكهة الحفل وهى من اغاني التراث الشعبي في غرب البلاد قدمتها بصورة حية بمشاركة الفرقة المصاحبة في اداء ايقاع الجراري والمردوم بعد ان اضافت مقاطع جديدة من القصيدة التي اكتسبت شهرة واسعة بعد صدور البومها موجة. حافظت نانسي على حسن اختيارها للاغنيات التي تؤديها بعيدا عن الاغاني الهابطة واثبتت مع جمهورها المتزايد ان وجدان الانسان السوداني ما زال بخير لم يتشوه بالمهددات المحيطة وان الفن الرفيع يمكن ان يحافظ على سلامة الذوق العام والتواصل الحميم بين كل مكونات الامة السودانية كانت نانسي متألقة كالعادة وكانت فرحة بجمهورها الذي غنى معها وكانت تريد ان تغني اكثر وكان جمهورها يريد منها المزيد الا ان ستارة المسرح اسدلت معلنة نهاية الحفل الجميل والجمهور (شقي ومجنون) ولسان حاله يقول (لو ما كلام الناس برحل معاك خماس).
