بداية كما هو معلوم أن السياسة وخصوصاً الدولي منها لا تقوم على العواطف ، وهي ليست جمعية خيرية ولكنها تقوم على المصالح، أثارت تصريحات البشير في زيارته الحالية لروسيا موجة من التحليلات ومن الآراء في معظمها تحليلات مبنية من البعض على احلام إسقاط النظام بسبب تخبطه العشوائي كما يعتقد البعض في سياساته سواء الخارجية ام الداخلية لكن اذا أخذنا في الاعتبار أنه رغم هذا التخبط السياسي والأداء السئ لإدارة الدولة وإدارة اقتصادها وتفضيلها تقديم التنازلات الخارجية ولا تستمع للنصائح المعارضين لسياساتها داخليا نجد قد استمرأ سياسة التنازل للخارج وقمع الداخل لذلك التعويل على انهيار النظام بسبب سياسات خارجية يعد ضربا من الخيال ولا يوجد حل لإسقاطه الا داخليا عن طريق فرقاء العمل المقاوم والمعارض السوداني بمختلف أطيافه واشكال مقاومته المعروفة الذي اتبعها واختارها كل منهم للتغيير واسقاط النظام . يمكن قراءة تصريحات البشير الأخيرة بروسيا مقرونة بنتائج زيارة الملك سلمان الأخيرة أيضاً لروسيا والتي تتلخص في الآتي وذلك بالاقتباس ونقلا عن بي بي سي :- (أعلنت روسيا والمملكة العربية السعودية سلسلة من الصفقات بالتزامن مع زيارة العاهل سلمان بن عبد العزيز لروسيا. وهذه أول زيارة يقوم به ملك سعودي لروسيا، اعتبر مسؤولون سعوديون أنها تدعو للتفاؤل بما وصفوه ب "آفاق جديدة" في العلاقات مع روسيا. وتشمل الصفقات إنشاء صندوق استثمار برأسمال مليار دولار، وموافقة السعودية على شراء أنظمة دفاع جوي روسية. ونقل عن هيئة الصناعات العسكرية السعودية قولها إن المملكة سوف "تتلقى أحدث التكنولوجيا" العسكرية من روسيا، مشيرة إلى أنها سوف تشتري نظام إس-400 الدفاعي الروسي.) آخذين غير ذلك من الاعتبارات أيضاً العلاقة التي تجمع المملكة بروسيا في منظمة الدول المنتجة أو المصدرة للبترول المعروفة ب أوبك كاكبر مصدرين عالميين لهذه السلعة المهمة. لذلك يمكن القول إن تصريحات البشير الأخيرة لن تؤثر على العلاقة بحلفه الجديد الذي يعلم قبلا أيضاً حلفائه الجدد بالشرق الأوسط بمغازلة النظام السوداني لروسيا والمفاوضات الجارية منذ فترة طويلة لانضمام السودان للحلف الاقتصادي الذي يعرف بحلف بريكس والذي اجمع عدد من المحللين أنه حلف له القدرة على إنهاء الأحادية القطبية الدولية التي تمثلها الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفها مع دول الاتحاد الأوروبي حيث يضم دول الحلف الاقتصادي البريكس كل من روسيا ، والصين ، تركيا، البرازيل وجنوب أفريقيا. أما سياسة النظام الداخلية فالنظام يعتمد على قمع كل الداعين بالحرية والديمقراطية والمقاومين لظلمه بكافة الاشكال ويجد الدعم من كل هذه الأقطاب الدولية وجميعهم على علم بمدى انتهاكات هذا النظام ورغم عن هذه الانتهاكات يجد الدعم من جميع الأطراف المتناقضة والمتصارعة دوليا فطالما يحقق لهم مصالحهم فهم راضون عن النظام ولن تؤدي تصريحات البشير لإسقاطه أو المعاونة عليها وما حك جلدك مثل ظفرك وبيدي لا بيد عمرو أو غيره هي الافضل للخروج من أزمة ومعاناة الوضع داخليا وهي الاهم أما الانتظار أو التعويل على أن النظام قد ورط نفسه مع قطر أو السعوديه او امريكا او غيرها يعد بذلك مجرد عواطف أو ضربا من احلام لا تتعاطى وحشية السياسة الدولية معها.
