في مواجهة الصحف المنحازة للشعب والصحفيين الشرفاء رفع النظام الفاسد شعار (انت تكتب ونحن نسنسر)..وعند كل مساء ياتي الرقيب الامني ليطلع علي المواد الصحفية قبل ان تذهب للمطبعة ..فيشطب ويعدل علي كيفو ..ثم يأذن بارسالها للمطبعة او لا يأذن. ومع ذلك يسبق الصحيفة الي المطبعة للتأكد من ان توجيهاته وضعت موضع التنفيذ ..والا فانه يخطر المطبعة بعدم طباعة الصحيفة ..وفي الغد يستدعون رئيس التحرير ومن معه ويستجوبونهم ..ويهددونهم ..وهكذا . وبعد حكاية حوار الوثبة ..وهو الحوار المضروب الذي ضيع قروش الشعب في ولائم قاعة الصداقة ..صار شعار النظام المرفوع في وجه الصحفيين (انتم تكتبون وفق توجيهاتنا) وبناء عليه ترسل الرسائل النصية للصحف حول ما يجب كتابته وما يتطلب حذفه..وتشمل التوجيهات حظر بعض الصحفيين من الكتابة..ونشر الاخبار التي تفبركها الوكالة الامنية في الصفحة الاولي ..وعلاوة علي التوجيهات استمرت الاستدعاءات الامنية والبلاغات التي يحركها جهاز الامن ضد صحف بعينها .. وسقط ايضا هذا الشعار امام رفض المجتمع الصحفي واصرارهم على حرية التعبير والنشر ..وتوحدهم في مواجهة قانون الصحافة الجديد الذي يهدف لمحو الصحافة الحرة من الخريطة. الان الشعار الجديد للنظام الفاسد هو (انت تطبع ونحن نصادر)وهم يصادرون الصحف بعد الطباعة لتكبيدها اكبر قدر من الخسائر من اجل افلاسها وتوقفها في نهاية المطاف او الخضوع للاوامر الامنية . ولا علاقة لجهاز الامن بالصحافة بحسب القوانين السارية ولكن الدستور والقوانين حبر علي ورق والقمع هو سيد الموقف … ومع ذلك فان الصحفيين يدركون ان معركتهم من اجل حرية الصحافة ..هي جزء لا يتجزأ من معركة استرداد الديمقراطية وكنس هذا النظام الفاسد ..والمصادرة لا تحجب فساد النظام من أعين الناس ..والمصادرة لن تجعل الصحف بوقا للنظام ..والمصادرة تزيد الاقلام الشريفة اصرارا على المضي في طريق الشعب وليس طريق النظام .. ومن دروس التاريخ نعرف ان النظام يلعب في الزمن الضايع ..وان الشعب العنيد هو الذي سيعلن نهاية المباراة ..وينهي هذه المهزلة. [email protected]