في أكتوبر 1944 نشرت آلة الدعاية النازية حملة ملصقات في كافة الأراضي الألمانية كتب عليها عبارة : (العدو علي أبواب الوطن) فوزعت قوات الحلفاء شعارا مضادا للحملة يقول : (العدو عدو الرايخ والوطن وطنكم !!) سقطت برلين في مارس 1945 أي بعد خمسة أشهر من إطلاق الحملة ، وقد ذكرت السيدة برونهيلدا بومسيل سكرتيرة وزير الدعاية الألمانية جوزيف غوبلز في مذكراتها أن أحد كبار مساعدي غوبلز كان عميلا للحلفاء هو صاحب شعار (العدو علي أبواب الوطن) وهو نفسه من أبتكر شعار الحلفاء (العدو عدو الرايخ والوطن وطنكم) ، وذلك لمعرفته بنفسية الشعب الألماني وميوله من خلال التقارير السرية والإستطلاعات الأمنية التي ترصد نفسية الألمان أثناء حصار الحلفاء لبرلين .. أثناء ثورة الياسمين في تونس وسقوط بن علي قال مبارك (مصر ليست تونس) وبعد سقوطه قالها كل من سقطوا .. وفي السودان قال الأعرابي (الخرطوم ليست كعواصم الربيع) ونحن نصدقه ونضيف بمناسبة الواقعة أعلاه أن (الخرطوم ليست برلين) وذلك للأسباب الآتية : 1/ برلين 1945 كانت أفضل حالا يوم سقوطها من الخرطوم 2018 .. مع أن حصارها كان أشد وقعا وأحكم قبضة .. 2/ أتباع الرايخ الثالث كانوا أقوي ولاء وأظهر وفاء لزعيمهم من أتباع حاكم الخرطوم ل (ولي أمرهم) .. 3/ قادة النازية يومها كانوا أكثر قبولا وأشد وضوحا وأطهر يدا من قادة الحركة الإسلامية السودانية اليوم .. 4/ كاريزما هتلر ووحدة فكرته كانت ألمع وأقوي من كاريزما حاكم الخرطوم .. ومع ذلك فقد حدث الآتي بعد سقوط برلين : 1/ أنتحر هتلر .. لم ينتحر خوفا من الأسر كما يشاع .. ولكنه أنتحر بسبب إكتشافه خيانة مساعديه وخذلان أنصاره .. 2/ بعد سقوط النازية عين بعض أعوان هتلر ومساعديه مستشارين لجيوش الحلفاء في مجالات التسليح وتحليل المعلومات .. 3/ شهد بعض قادة الكتائب والألوية في الجيش الألماني ضد زملائهم في محاكم نورمبرغ الخاصة بمحاكمة مجرمي الحرب .. 4/ دخل بعض قادة الرايخ السياسيين والعسكريين في صفقات مع مخابرات الحلفاء فأطلق سراحهم مقابل أن يكتبوا مذكرات يلعنوا فيها تاريخهم النازي ويحملوا هتلر مسؤولية تخريب أوروبا .