الحلقة الثالثة…… باقان اموم وصلاح قوش ؟…… جوبا مالك علي ؟ السؤال شرعي ، وفي وقته ؟ لانها فعلأ من اغلي مدن العالم ، أن لم تكن الاغلي ! وذلك لانعدام البنيات التحتية اللازمة ( أنسانية وغيرها ) لوجود ، ودوران عجلة دولة معاصرة في القرن الحادي والعشرين ! 80% من السكان أميون ، لا يعرفون فك الخط ! والباقون أنصاف متعلمين وأنصاف جهلاء ! موازاييك سفسفائي لكل قبائل ، وأثنيات الجنوب المتشاكسة ، توحدهم كراهية المندوكورو المغادر ! تهبط مدينة جوبا ، فتتحسر علي انعدام المؤسسية ! كل مواطن ، من الوزير الي الخفير ، أجير ، يتم الاستغناء عنه بمجرد شائعة ، أو تصرف ، لا يقبله الرئيس سلفاكير ، أو من حوله! جميع المرافق ، بلا أستثناء … من البناء ( كبيره وصغيره ) الي الخدمات ( حتي في المطاعم ) يديرها الغرباء ! كل مرفق … أكرر كل مرفق يديره الغرباء ! السوق يسيطر عليه الغرباء ! حتي الحلاقون والعاملون في الفنادق والمطاعم من الغرباء ! المواطن يعمل كأجير ، وليس كشريك ، للغرباء في وطنه ! الدولة حكر على القلة من المواطنين ، من فئة الوزراء والمدراء ! هذا الوضع المقلوب يجعل كل جوباوي يشعر بالغربة في وطنه ! دبي يسيطر عليها الغرباء ! ولكن المواطن شريك وسيد ! بالعكس في جوبا ! جوبا يسيطر عليها الغرباء ! والمواطن الجنوبي أجير ومامور ! خميرة ثورة طبقية ؟ نعم … في مثل هذه الأجواء ، يتضخم التوتر الاجتماعي ويبحث عن مخرج له ! يحتاج هذا الاحتقان الاجتماعي الي تنفيس ، والا أنفجر في ثورة اجتماعية ، ثورة المحرومين والغلابة … ثورة لا تبقي ولا تذر ! وهذا ما اراه راي العين ، ولكن بعد عيد الاستقلال في يوم السبت 9 يوليو 2011 ! القوم مشغولون حاليا بالتجهيز للعرس الكبير ؟ وبعده … الطوفان ! تهبط مدينة جوبا ، فتتذكر ، لا اراديأ ، الاية 40 من سورة النور ؟ هل تتذكرها ، يا هذا ؟ دعني أذكرك بها : أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ ! يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ ! مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ! ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ ! إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ ، لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ! ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا ، فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ ! ﴿ 40 – النور ﴾ حقا وصدقأ … وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا في جوبا ، فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ ! تهبط مدينة جوبا ، فتفزعك طواحين الاشاعات ، من أناس لا شغل لهم غير فبركة الشمارات ، وأستيلاد القبب من الحبات ! وأخر أشاعة تجدها علي لسان كل جوباوي أن القائد باقان أموم ، تحت الاقامة الجبرية في منزله في جوبا ، الي أن يتم التحقيق الدائر معه ! والذي ربما أدي الي تقديمه للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمي … أذا بقي حيأ حتي وقتها ! كده حتة واحدة ؟ والتهمة المتداولة بين عواطلية جوبا هي تورطه في محاولة أنقلابية ضد الرئيس سلفاكير ، وبالتنسيق مع صلاح قوش المندوكوراوي ، قبل سقوطه الداوي في الخرطوم ! وعندما تشكك في صدقية هذه الاشاعات المغرضة ، يرد عليك عنقالي متفلسف متسائلأ أن كنت قد سمعت باقان أموم ، يدلي باي تصريح مؤخرأ ؟ وأن كنت قد رايته يستقبل وفد مجلس الامن الزائر لجوبا الاسبوع الفائت ؟ وأن كنت قد رأيته يستقبل الوفد المصري الزائر ، وهو المعروف بصلاته الغليظة مع المصريين ، من أيام التجمع الوطني الديمقراطي الهالك ؟ وان كنت ؟ وأن كنت ؟ وأن كنت ؟ وتمضي الاشاعة فتقوال أن باقان أموم وصلاح قوش كانا يخططان لعمل أنقلاب عسكري في الشمال والجنوب ، في وقت واحد ! الهدف من الانقلاب أستيلاد دولة السودان الجديد ، من حلفا الي نيمولي ، حسب رؤية الرمز قرنق ، وضد مفاهيم ابالسة الانقاذ وسفهاء الحركة الشعبية ! وعند بزوغ فجر يوم جديد من كل يوم من ايام الاسبوع ، يأتيك بالاخبار من لم تزود ، ومن لم تبع له بتاتا ، ومن لم تضرب له وقت موعد ! وتستغرب كيف ان العنصري الاول في بلاد السودان لم يسمع بهذه الاشاعة ، فيجعلها مادة لسمومه التي ينفثها من جريدته الصفراء … الانتباهة ؟ خبر اخر تتداوله مقاهي ومنتديات جوبا يتناول عرض اثيوبيا ارسال قوة عسكرية اثيوبية ( قوامها 6 الف عنصر ) ، لحفظ السلام في منطقة أبيي ! يمكن للقوة ان تكون جزءأ من القوات الاممية في جنوب السودان ( اليونميس ) ، أو قوة منفصلة في أطار الايقاد ، أو تحت أي شكل أداري اخر ، يتم الاتفاق عليه ! يمكن للقوة الاثيوبية ان تبدأ في الانتشار خلال الاسابيع القادمة ، بعد أن تنسحب قوة الجيش السوداني المتواجدة حاليا في ابيي ! عرض اثيوبيا املته اربعة اعتبارات : الخوف من ان تقود مستصغر شرارة ابيي الي نار بين دولتي السودان ! تجذب اليها مرافعين الجنس والانس ! الاحتفال باستقلال دولة جنوب السودان ، يوم السبت 9 يوليو 2011 ، في جو ودي بين دولتي السودان ! توفير مخرج يحفظ كرامة الجيش السوداني ، وهو ينسحب من منطقة ابيي ! بقاء قوة حفظ السلام الاثيوبية في أبيي سوف يكون مؤقتأ ، ولحين أيجاد حل دائم مقبول لكل الاطراف ! رحب السفهاء بالعرض الاثيوبي ( وهم لاقيين ؟ ) ! خصوصأ بعد فشل المفاوضات بين دكتور ريك مشار والاستاذ علي عثمان محمد طه ( الخرطوم – الاثنين 30 مايو 2011 ) ، بخصوص سحب الخرطوم لجيشها من ابيي ! وكما هو متوقع ، فقد حرن الابالسة عند عقبة العرض الاثيوبي ، كما تقول الاشاعة ؟ وياتيك اخر بخبر عاجل يشرح فيه كيف فرش الجعلي الملاية لمشار في باحة القصر الجمهوري ( الخرطوم الاثنين – 30 مايو 2011) ! وكيف نهزر الجعلي مشار لمدة ساعة كاملة ، وهما واقفين تحت شمس الخرطوم العمودية ، والعرق يتصبب من جباههما ! وكيف رفض الجعلي اصطحاب مشار الي مكتبه او الي منزله ! الجعلي ختاهو قرض مع سفهاء الحركة الشعبية ، ممثلين في مشار ! أعتبر الجعلي كمين الخميس 19 مايو 2011 ، الذي نصبه سفهاء الحركة الشعبية ، مسالة شخصية تمس بكرامته وشرفه العسكري ! وقرر ان يمشي الي اخر الشوط مع السفهاء ، ويلقنهم درسأ لن ينسوه ! ظهر السفهاء مكشوف ! الاحتقان السياسي في الجنوب علي أشده ! الوضع الاقتصادي في الجنوب كارثي ! التوتر الاجتماعي متفجر ! الجنوب قنبلة موقوتة بدأت في التتكان ! الامر الوحيد الذي يوقف انفجارها الان ، توقع القوم احتفالات الاستقلال في يوم السبت 9 يوليو 2011 ! وبعدها … يفور التنور ! وتدور طواحين جوبا ، ليلأ ونهارأ ، وهي تقذف بالاشاعات ذات اليمين ، وذات الشمال ! أشاعات صادقة ، واخري كاذبة ! أشاعات حميدة ، وأخري خبيثة ! أشاعات قائمة ، وأخري نائمة … كعصي مولانا ! أشاعات بمبية ، وأخري لون زينب ! أشاعات … أشاعات … أشاعات ! علي قفا من يشيل في ديار الباريا ! مقدمة ! أستعرضنا في الحلقتين الاولي والثانية من هذه المقالة بعض ملامح المشروع الاسرائيلي المقترح لحل مشكلة ابيي ، كما أشار اليه ديفيد فولوفتس ، رئيس تحرير جريدة الجريسلوم بوست ، في مدونته بتاريخ الجمعة 15 يناير 2010 ! وفي هذه الحلقة الثالثة نستعرض مشروع ادارة اوباما الشيطانية ( المجتمع الدولي ) لحل مشكلة ابيي ، علي أن نختم أستعراضنا في الحلقة الرابعة والاخيرة ! العب لعبة غيرها يا مستر ليمان ! حندك المستر برستون ليمان ( مبعوث اوباما الخاص للسودان ) ، شيئأ ، الجعلي بأن صرح ، من امريكا ، بانهم كانوا علي وشك مسح اسم السودان من لائحة وزارة الخارجية الامريكية التي تحتوي علي الدول الداعمة للارهاب ! وأنهم كانوا قاب قوسين أو أدني من تطبيع العلاقات مع السودان ، وأرسال سفير امريكي للخرطوم ! وأنهم بدأوا الكلام مع البنك الدولي واخرين ، بخصوص شطب ديون السودان البالغة 38 مليار دولار ! ولكن غزوة الجعلي لابيي يوم السبت 21 مايو 2011 ، فرملت مجهوداتهم وجمدتها تماما ! ولكنهم علي اتم استعداد لمعاودة اجراءاتهم ، اذا انسحب الجعلي من ابيي ، فورأ ، وبدون اي شروط مسبقة ! أبتسم الجعلي أبتسامة ابليسية ماكرة ، وقال : ده فيلم هندي قديم شفناه قبل كده ، أكثر من مرة ! شفناه بعد توقيعنا علي اتفاقية السلام الشامل ! شفناه بعد سماحنا لقوات اليوناميد بالانتشار في دارفور ! شفناه بعد توقيعنا علي اتفاقية ابوجا ! وعود لم تتحقق في الماضي ؛ وعود لن تتحقق في المستقبل ، وعود لن تتحقق اليوم على الإطلاق ! وعود هوائية … قبض الريح ! امريكا توفي بوعودها مع غيرنا ، وليس معنا ؟ الرئيس السابق جورج بوش الاب ، أوفي بوعده لمصر ، والغى من ديون مصر المستحقة للولايات المتحدة مبلغ 25 مليار دولار! وهذا مبلغ يمكن ان يحسب بأكثر من اربعين مليار دولار بقيمة الدولار الحالية ! كان ذلك عام 1991 ، عندما قررت حكومة الرئيس السابق حسني مبارك ، ان تهرع الى الوقوف الاسمي الى جانب الولاياتالمتحدة في قرارها بشن الحرب على العراق لإخراجه من الكويت ( وهو ما اسمي في ذلك الوقت حرب الخليج الثانية ، وكانت الاولى هي حرب العراق وايران التي امتدت لثماني سنوات وانتهت عام 1988) . ردد الجعلي لنفسه : العب لعبة غيرها يا مستر ليمان ! ولم يفهم مستر ليمان الكلام ! مقطوع الطارئ ( أمر القبض ) ؟ كان الجعلي يقصد ان بقاء اسم السودان علي لائحة وزارة الخارجية الامريكية الارهابية ، أمر يخص امريكا وحدها ، ولا يضير السودان شيئأ ! كان الجعلي يقصد ان عدم تطبيع العلاقات ، أمر مقدور عليه ، وقد بقي السودان حيأ يرزق منذ مقاطعة امريكا له في عام 1989 ! أما شطب ديون السودان ، فذلك تحصيل حاصل ، اذ ان السودان لا يملك علي ما يدفعه لسداد الدين ، ولن يدخل السودان السجن لعدم سداد دينه ! كان الجعلي يتوقع من مستر ليمان ان يصرح بأنهم بصدد سحب ملف دارفور من محكمة الجنايات الدولية ، وارجاعه الي مجلس الامن ! لتصبح مسالة دارفور مسألة سياسية بامتياز ، وليست جنائية ! وبالتالي يتم شطب أمر القبض تلقائيأ ! في هذه الحالة ، وفقط في هذه الحالة ، كان يمكن للجعلي ان يفكر في الانسحاب الفوري من ابيي ! كان يمكن ان يقلب هوبة ومعه بلاد السودان ! أطمأن الجعلي شيئأ ، أن التدخل الأميركي والأوروبي يأتي متثاقلا وعلي استحياء ! قياسا بما كان قد جرى بالنسبة لمصر؛ حيث بقي أوباما يحرص على الظهور يوميا ليدلي بتصريحات ساخنة جدا طالب فيها الرئيس السابق حسني مبارك ب( التنحي فوريا ومن دون تباطؤ) ! وتنفس الجعلي الصعداء ! ولكن الي حين ! حتي انت ، يا بروتس ! بعدها ، شعر الجعلي بالضيق والحنق ، وهو يشاهد امير دولة قطر يخاطب المؤتمر الدبلوماسي الاقليمي لمحكمة الجنايات الدولية ( الدوحة – الثلاثاء 24 مايو 2011 ) ، ويقول : ( المحكمة الجنائية الدولية هي أحد أهم انجازات المجتمع الدولي على طريق تحقيق العدالة الناجزة ، التي لا اعتبار فيها للقومية ، أو الاثنية ، أو الدين ! والتي ستكون سندا أساسيا لارتقاء المجتمع الدولي ، والحضارة الانسانية ) ! وطالب امير دولة قطر بدعم استقلال المحكمة ، وبتوسيع النظام الاساسي للمحكمة ، وتقويتها ، لتشمل العديد من الجرائم الجسيمة ، التي وقفت المحكمة أمامها عاجزة عن تحقيق العدالة ! كتلك الجرائم التي ارتكبت ، ومازالت ترتكب في حق المدنيين تحت الاحتلال الاسرائيلي في غزة! ردد الجعلي لنفسه بصوت خفيض : حتي انت ، يا بروتس ! الجوه جوه ، والبره بره ! استنكر الجعلي موقف ادارة اوباما من قضية ابيي ، معتبراً أنها تستخدم سياسة الكيل بمكيالين ! وأكد الجعلي أن السودان لا يطمع في جزرة أميركا ولا يخاف من عصاها ! وهدد أنه بعد التاسع من يوليو المقبل ( موعد استقلال الجنوب ) ، ستكون هناك مهلة للمواطنين الجنوبيين في الشمال ، لتوفيق أوضاعهم ! وبعدها سيتم ترحيل كل الموجودين في الشمال ( بصورة غير قانونية ؟ ) ؟ بعد هذا التاريخ سيكون الجنوبي جنوبياً والشمالي شمالياً! الجوه جوه ، والبره بره ! نواصل في الحلقة الرابعة … صفقة شيطانية ؟