طالب حزب الأمة بالتحقيق في ملابسات مقتل المشردين بالعاصمة الأيام الماضية . وذكر في بيان بتاريخ 27 يونيو ان هؤلاء الضحايا ينحدرون من أسر افقرتها السياسة الخاطئة للدولة لدرجة جعلت هذه الأسر تتخلى عن احتضان ابنائها. هذا وقتل حوالي ( 99) مشرداً بالعاصمة منذ 22 يونيو ، وشنت سلطات الولاية حملة واسعة للقبض عليهم وترحيلهم للولايات الاخرى . واتهم مصدر مطلع في تصريح ل (حريات) الأجهزة الأمنية للمؤتمر الوطني بتدبير مقتل المشردين ، وقال ان الجريمة الأخيرة لا علاقة لها بتجارة الأعضاء البشرية ، رغم ان هذه التجارة أصبحت رائجة في البلاد ، بفعل تركيز الأجهزة الأمنية على أمن النظام وتجاهلها وتقاعسها عن أمن المواطن ، وأشار في ذلك لتصريح وزيرة الشؤون الاجتماعية بولاية الخرطوم التي ذكرت فيه تحول السودان إلى أهم مصادر الاتجار بالبشر . ولكنه عزا الجريمة الأخيرة لدواعي أمنية ، وقال ان للمؤتمر الوطني خطة مسبقة لإخلاء العاصمة من المشردين باعتبارهم مهدداً أمنياً ، ودلل على ذلك بتصريح منى مصطفى خوجلي مديرة إدارة الرعاية الاجتماعية بولاية الخرطوم المنشور بالصحف في 25 سبتمبر 2010م الذي أعلنت فيه نية السلطة ( ترحيل المشردين) . وأضاف بأن الانتفاضات العربية الأخيرة فاقمت من هواجس النظام الأمنية وسرعت بتنفيذ المخطط ، خصوصاً مع اقتراب التاسع من يوليو ، ميعاد إعلان انفصال الجنوب الرسمي ، فقررت أجهزة المؤتمر الوطني انه بعد ذلك اليوم ستعتبر أية إجراءات لترحيل المشردين من قبيل التطهير العرقي . وأضاف المصدر المطلع ان أجهزة المؤتمر الوطني الأمنية سممت عن عمد المشردين لقتل بعضهم ، وشن حملة واسعة للقبض على الآخرين ، ودفعهم لمغادرة الخرطوم ، للولايات الأخرى أو للولايات الجنوبية . وقال ان لديه أدلة لا يستطيع الإفصاح عنها حالياً تؤكد بان ما حدث جريمة مخططة دافعها تأمين سلطة المؤتمر الوطني بالعاصمة ، وأضاف بأنه سيأتي اليوم الذي تكشف فيه هذه الأدلة . وقال بان هذه الجريمة المروعة تنبه القوى السياسية إلى المدى الذي يمكن ان تصله أجهزة المؤتمر الوطني الأمنية للحفاظ على هيمنتها ، ودعا القوى السياسية إلى وضوح الرؤية حول طبيعة المؤتمر الوطني ، وتأهيل نفسها والاستعداد بناء على ذلك ، قائلاً بان أية إستراتيجية سياسية لا تضع في اعتبارها بان المؤتمر الوطني حزب إجرامي ودموي لن تورث أصحابها إلا الفشل والبوار. تجدر الإشارة إلى انه وبحسب الإحصاءات الحكومية يوجد بالعاصمة وحدها ما لا يقل عن (30) ألف مشرد . ( نص بيان حزب الأمة أدناه) : الله أكبر ولله الحمد حزب الأمة القومي – ولاية الخرطوم (إنا لله وإنا إليه راجعون) رحل عن هذه الدنيا الفانية خلال هذه الأيام عدد كبير من أبناء هذا الوطن المكلوم والتي لم تتسع مؤسساته المتشدقة بالإسلام رسماً لإستيعابهم فيها حيث عرفوا بأطفال الشوارع أو الشماسة ومصيبتهم وجل جرمهم أنهم ينحدرون من أسر أفقرتها السياسة الخاطئة للدولة لدرجة جعلت هذه الأسر تتخلى عن إحتضان أبنائها بسبب العوز والبطالة والفقر المدقع مما جعل هؤلاء الأطفال يعيشون حياة الحرمان وفي شكل مجموعات لهم نمط حياة خاص بهم يفتقر لأبسط مقومات الحياة الإنسانية. إنّ حزب الأمة القومي بولاية الخرطوم إذ يترحم على فقدان هؤلاء الأطفال يطالب جهات الاختصاص ومنظمات المجتمع المدني المستقلة بالتحقيق في ملابسات الموت الجماعي لهذه الشريحة بمهنية وشفافية كاملة ليتم كشف المستور ولكي يجد الجناة العقاب العادل ، نتمنى أن يتم إستيعاب البقية من هؤلاء الشباب والأطفال في مؤسسات الرعاية الإجتماعية وإعادة دمجهم في المجتمع ليساهموا في بناء هذا الوطن العزيز وفق منهجية وإستراتيجية واضحة . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم حسبنا الله ونعم الوكيل الله أكبر ولله الحمد حزب الأمة القومي بولاية الخرطوم 27/6/2011