كشفت جولة ل (حريات) بان أسعار السلع الأساسية استمرت في التزايد بولاية الخرطوم بعد مرور خمسة عشر يوم من شهر رمضان المبارك . فارتفع سعر رطل زيت الطعام من 4.5جنيه الي 5جنيه (وارتفعت جركانة الزيت الكبيرة من 140-165) ، و ارتفع سعر كيلو العدس من 6جنيه الي 8 جنيه، وربع البلح الى (36) جنيه بعد ما كان 30جنيه ، ودستة البيض من 6 الى 7 جنيه ،وعلبة صلصة الطماطم من 4جنيه الي 5جنيه في حين ظل سعر الدقيق(3جنيه للكيلو) والكركدي (5جنيه للرطل ) والفول المصرى (جنيه10 للملوة) . وتزايدت أسعار اللحوم خلا ل شهر رمضلان المبارك ، فزاد سعر كيلو الدجاج من14 جنيه الي16جنيه، كذلك الكيلو من لحم البقر ارتفع من 24-26، في حين كبدة البقر زاد سعرها من 20جنيه الي 25 جنيه ، اما اللحمة المفرومة فاصبح سعرها 26جنيه بعد ان كان 20جنيه. ومع هذا الارتفاع المتواصل للأسعار وفي نسبة التضخم (162.2% عن يونيو 2010 بنك السودان المركزي) بات المرتب لا يسمن ولا يغني من جوع، مهما بلغ عدد العاملين والموظفين في البيت الواحد. وتغيرت العديد من العادات الرمضانية السودانية فاختفت عادة تبادل الاطباق بين الجيران ، واختفي ايضا الفطور الجماعي لافراد الحي الواحد علي ناصية الشارع . ومن أكثر الشرائح معاناة في رمضان (العزابه) البعيدين عن ذويهم وقراهم , حيث أكد الشاب ح . ش بان رمضان اصبح بالنسبة له سجن ارادي لاداء فريضة قصرية دون احساس بروحانية الطاعة ، عدا فقده للاسرته ورعايتها . ويضيف ح. ش رمضان بالنسبة لنا العزابة سلسلة هموم يومية تضاف الينا خاصة بعد زيادة الاسعار ، نحن ثلاثة شباب ، نتقاسم منزلا صغيرا ، وجبة الافطار بالنسبة لنا حلة دمعة تكلفنا ما يقارب 35 جنيه نتناول ما تبقي منها للعشاء ، لا حلول اخري مع ضعف المرتبات وزيادة الاسعار. اصبحنا نتعفف عن زيارة اصدقائنا واقربائنا خشية ان نكون عبءجديد عليهم.( كباية العصير بتكلف كتير). في حي ام درماني عريق تعيش امراة مسنة تعول احفادها الثلاثة ، تعولهم بحد الكفاف من خلال بيعها للفول السوداني والدكوة، في جزارة اللحمة تراها تحوم حول الزبائن حتي تأخذ حصتها من بعض بقايا ” شخت” اللحم بخجل ردت علينا عن سؤالنا حول ماتقوم به : (انا ماشحادة لكن اللحم غال شديد والله الجيران مابقصرو ولكن الناس كلهم بقوا تعبانين)…. لذا فهى تأخذ من الجزارين الشخت وتقوم بغليه ليشم صغارها ريحة اللحم على حد قولها. ذات المعاناة ” بصورة اخف نسبياً” تعانيها الأسر المتوسطة الدخل ايضاً، زارت (حريات) اسرة مكونة من خمس افراد ذات دخل شهري 1500 جنيه وأكدت ربة المنزل”س،ع” ان الاحتياجات اليومية لهم برمضان تتجاوز ال 30جنيه اذ في رمضان يتوجب ان تحتوي المائدة علي العصائر واكثر من صنف من الطعام ،هذا ناهيك عن اساسيات الوجبة من سكر وزيت ودقيق وخلافه ، ومصاريف المواصلات لكل أفراد الأسرة . وذكرت السيدة “س” ان الكهرباء ” 60 جنيه شهرياً” و فاتورة الماء” 16جنيه شهريأ”. كما ذكرت انهم لايخرجون صينية بالشارع كالسابق لانهم لايحتملون كلفة عمل صينيتين لذا يكتفون بالتجمع بصينية واحدة فقط . وحول هل يحرجها هذا الأمر اجابت: والله الجيران كلهم بقوا مابيطلعوا صينية بس الفى الشارع بتاعين الدكاكين بيقعدوا مع بعض يأكلوا لكن ناس البيوت غلبتهم الحكاية، وسألناها هل هذا قلل من شعورها بالكرم أجابت بحزن والله الواحد بقى لما الباب يدق يخاف من دخلة الضيف عليهو ..الله يعدل الحال”. وإنتشرت دعوات جمع زكاة الفطر ونشط الكثيرون فى أماكن العمل فى حض زملائهم لتجميع زكاة الفطر لصالح هذه الأسرة أو تلك ، بل تزور النساء المحتاجات أماكن التجمعات والعمل ليطلبن زكاة الفطر ويأخذن تعهدات مقدمة بالدفع لهن.. ولكن ياتري هل اصبح المستحقين لزكاة الفطر اكثر من الدافعين لها ؟! .