عقد اجتماع مساء أول أمس الأحد الموافق 21 أغسطس بين المشير عمر البشير رئيس الجمهورية والقائد مالك عقار والي النيل الأزرق ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان بحضور الرئيس الأثيوبي ملس زيناوي، ولكن الاجتماع لم يصل لشيء، مما يؤكد أن البشير لا زال يكابر، رغم ما ورد من الرئيس جنوب الأفريقي السابق ثابو أمبيكي وعدة أطراف دولية حول أن المشير البشير يبحث عن وسيلة لتدارك المأزق الحالي للبلاد خصوصاً بعد هزائمه المتلاحقة بجنوب كردفان. وجاء في تصريح صحفي للأمين العام للحركة الشعبية الأستاذ ياسر عرمان إن لقاء الخرطوم الذى استمر لأربع ساعات حتى الساعات الأولى من فجر أمس الاثنين والذي جمع بين عقار والبشير بحضور زيناوي لم يفض الى نتائج ملموسة بل تمسك الطرفين بمواقفهما. هذا وقد كانت قيادة الحركة الشعبية أبدت عدم ممانعتها في اللقاء الذي يجب أن يؤدي إلى اعتماد الاتفاق الإطاري واعتماد الآلية الرفيعة كطرف ثالث لإجراء مفاوضات خارج السودان تؤدي في نهاية المطاف إلى مخاطبة كافة قضايا السودان، وعلى رأسها الحرب في جنوب كردفان ودارفور والتوصل إلى حل عادل وشامل، وعقد مؤتمر دستوري لكافة القوى السياسية السودانية. بيد أن البشير تمسك بمواقفه في رفض الحوار خارج السودان ورفض الوسطاء. هذا وجاء في تصريح عرمان إن عقار توجه بعدها برفقة زيناوي إلى أديس أبابا حيث عقد اجتماع هناك بين قادة الحركة الشعبية بشمال السودان لتقييم اجتماع الخرطوم وخلص لأن (المؤتمر الوطني لا يزال غير راغب في الحل السياسي و يواصل الحل العسكري الذى أثبت فشله) و أكد الاجتماع على أن الحركة الشعبية ستواصل التمسك بموقفها و النضال من أجل سلام عادل و شامل وتحول ديمقراطي و مشروع وطني جديد مع كل القوى الراغبة في ذلك. (نص التعميم أدناه) : ماذا حدث في اجتماع الخرطوم الثلاثي بين رئيس الحركة الشعبية مالك عقار و المشير عمر حسن أحمد البشير بحضور رئيس الوزراء الأثيوبي مليس زيناوى عقد رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان مالك عقار اجتماعا مع المشير عمر البشير بحضور رئيس الوزراء الأثيوبي مليس زناوى وقد أستغرق الاجتماع مدة أربع ساعات من العاشرة مساء 21 أغسطس و حتى الثانية صباح 22 أغسطس الجاري . وتناول الاجتماع عدة قضايا شملت من جانب الحركة الشعبية التركيز بشكل رئيسي على أزمة الحكم المزمنة في السودان وسوء الإدارة الذى أدى لفصل جنوب السودان و يهدد بتمزيق ما تبقى من شمال السودان مما يحتم ضرورة الاتفاق بين كافة القوى السياسية على كيفية حكم السودان قبل من يحكم السودان و الاعتراف بالتعدد و التنوع الثقافي و الاجتماعي و السياسي و التداول السلمى للسلطة و الوصول لسلام شامل دائم عبر عقد مؤتمر دستوري يناقش كيف يحكم السودان . كذلك أكدت الحركة الشعبية أن المدخل لاستئناف الحوار مع الحكومة و المؤتمر الوطني هو قبول الاتفاق الإطاري و دور الآلية الرفيعة الأفريقية برئاسة تامبو أمبيكى و الحوار خارج السودان . وتمسك المشير عمر البشير بموقفه القاضي بالحوار بين الحركة الشعبية و الحكومة و المؤتمر الوطني دون وسطاء و في حالة الوصول الى اتفاق يتم عرضه على مؤسسات الحزبين و بذا تمسك كل طرف بمواقفه مع تأكيد رئيس الوزراء الأثيوبي بأنه سيواصل مجهوداته لتقريب وجسر الهوة بين الطرفين . ولقد وصل رئيس الحركة الشعبية برفقة رئيس الوزراء الأثيوبي الى أديس أبابا اليوم وعقد اجتماعا مشتركا مع نائب الرئيس و الأمين العام و تناول الاجتماع بالتقييم نتائج اجتماع الخرطوم و خلص الى أن المؤتمر الوطني لا يزال غير راغب في الحل السياسي و يواصل الحل العسكري الذى أثبت فشله و أكد الاجتماع على أن الحركة الشعبية ستواصل التمسك بموقفها و النضال من أجل سلام عادل و شامل وتحول ديمقراطي و مشروع وطني جديد مع كل القوى الراغبة في ذلك و أكد الاجتماع على استعداد الحركة الشعبية لأى حل سلمى عادل و شامل متفاوض عليه. ياسر عرمان الأمين العام للحركة الشعبية 22 أغسطس 2001